آمنة الفضل

حياة أخرى


* ساعة الميلاد ، بداية اليوم ، بداية الحلم ، بداية الحب ، بداية الطريق الذي لا ينتهي ، كل البدايات نظل مأخوذين بسحرها ، كل شئ في بدايته غامض ، ساحر ، ملهم ، نتحمس جميعا للقاء الأول ، نرتبك من النظرة الأولى ، نسعد بالهمس الأول ، ونفرح بالمولود الأول ، نعشق الخطوة الأولى في كل طريق نسلكه ، لا ترافقنا في تلك اللحظات الافتتاحية الا ابتسامتنا وخيوط اشراق الصباح ….

* ليس علينا التوقف عن خلق بداية جديدة ، كلما شعرنا بالملل ، لأنه لا حلول أخرى سوى التناسي والبدء من جديد ، ليس من الضروري البقاء طويلا في حقل الذكريات ، ننبش تلك التربة الهشة بأظافرنا الملونة ، بحثا عن بقايا بذور ، نسكب عليها سخريتنا على الأقدار ، وتلك الأيادي لن تحتمل وخز الكائنات التي تسكن شقوق الأرض ..

* كثيرا مايراود القلوب خوف منتصف الحب ، يضعون أصابعهم في آذانهم من العتاب الصارخ ، وينحتون عند مدخل كل يوم ابتسامة حذرا من القادم ، أولئك الخارقون للعادة ، من جعلوا لحياتهم أبوابا للعبور ، تركوا في كل زاوية مقبضا وشراع ، لم ينسوا الطقوس القديمة ولاعهود الانتظار ، ولم يستسلموا للخذلان ، ولم يصدقوا الشائعات …

ربما كان الكاتب الفلسطيني أدهم شرقاوي محقا حين قال فى إحدى رواياته :
لا أريد أن أتزوجكِ لأضعَ نهاية للحب وإنما لأضعَ بداية جديدة له , فلا تُصّغي لأولئك الذين يقولون : الزواج مقبرة الحُبّ …

قصاصة أخيرة
ربما هنالك من يستطيع تغيير المعتاد

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة