زهير السراج

مسرحية معارضة ترشيح البشير !!


* أوردت الزميلة (الراكوبة) أن القيادي بالمؤتمر الوطني (محمد الحسن الامين) دفع بمقترح لاجتماع المجلس الأخير لمناقشة ترشيح البشير في الانتخابات المقبلة، ولكن المقترح تمت مواجهته برفض كبير وباغلبية كاسحة، بحجة ان الوقت ليس مناسبا لمناقشته.
�* وقالت مصادر للصحيفة، إن عضو المجلس (امين حسن عمر)، قاد التيار الرافض لمناقشة مقترح ترشيح البشير في الانتخابات المقبلة، الامر الذي وجد مساندة كبيرة من اعضاء مجلس الشورى.

* مع تقديرى للزميلة (الراكوبة) ومصادرها، إلا انه ليس لدى أدنى شك أن حزب المؤتمر (اللا وطنى) مجرد همبول أو تنبل لا حول له ولا قوة، ولا يستطيع ان يرفض للبشير طلبا او حتى ينظر الى عينيه، عكس ما يحاول الخبر (او المصدر) أن يصوره بأنه حزب له مؤسساته وهياكله الداخلية التى تقوم على الديمقراطية وهى ابعد ما تكون عن ذلك، والبشير هو الناهى والآمر منذ تخلصه من سيطرة الصقور مثل نافع وعلى عثمان وغيرهما، رغم بعض النفوذ والتأييد الذى ما زالا يتمتعان به داخل الحزب، إلا أنه تأييد أخرس لا صوت له، ولا يجرؤ أن يرتفع أمام البشير وسطوته وجبروته، ولو أراد البشير أن يتخلص من الإثنين أو من الحزب لفعل، خاصة أنه لا يثق فيهما وفى بقية كوادر الجبهة الاسلامية القدمية، منذ ما قبل المفاصلة مع الدكتور الترابى، ولكنه ولموازنات معينة بعضها داخلى، وبعضها خارجى، مضطر للاحتفاظ بهما!!

*على عثمان كان يتمع بنفوذ قوى فى بكريات انقلاب الانقاذ، ساعده على ذلك وجود الترابى فى السجن فى المسرحية المعروفة (أذهب الى القصر رئيسا، وسأذهب الى السجن حبيسا)، وتصاعد نفوذه بعد وفاة الزبير محمد صالح وتقلده منصب النائب الاول للرئيس الجمهورية، والتخلص من الترابى فى عام 1999 فى المؤامرة المعروفة (بمذكرة العشرة) التى خططها هو وترك التنفيذ لغيره كعادته التى عرف بها، وظل صاحب نفوذ قوى حتى المفاوضات مع الحركة الشعبية وتوقيع اتفاقية السلام الشامل فى عام 2005 التى لم يكن بعض قياديى الجبهة الاسلامية راضين عنها مثل (مجذوب الخليفة) و(غازى صلاح الدين)، و(نافع على نافع)، فألبوا البشير عليه، واوعزوا له بأن هنالك اتفاق سرى بين (جون قرنق) و(على عثمان) برعاية أمريكية بريطانية، بالتخلص منه، وتمهيد الطريق لجمهورية جديدة يتزعمها الاثنان، ونصحوه باستبعاده من القصر!!

* غير أن الظرف لم يسمح بذلك، خاصة مع الوضع الجديد الذى أحدثته الاتفاقية، حتى سنحت الفرصة بمقتل (قرنق) فى حادثة الطائرة المعروفة، ووجد (على) نفسه فى مواجهة شرسة مع خصومه الذين نجحوا فى إيغار صدر البشير عليه، وتقليص نفوذه الذى انتهى بخروجه من القصر بطلب من (الترابى) الذى كان قد عاد الى دائرة الضوء مرة أخرى عندما لجأ اليه البشير لانقاذه من العزلة التى كان يعانى منها، فاشترط الترابى إبعاد (على عثمان) و(نافع على نافع) الذى أصبح صاحب نفوذ هو الآخر، فابعدهما البشير، وكان ما كان من مؤتمر الحوار والنظام الخالف اللذين هندسهما الترابى، ولكنه قضى قبل أن يصبحا واقعا ملموسا، فخلا للبشير الجو، وصار صاحب النفوذ الوحيد، خاصة مع حادثة العربة التى اودت بحياة الرجل القوى (مجذوب الخليفة) فى وقت سابق، وتدمير الجيش والاستعاضة عنه بمليشيا الدعم السريع التى تأتمر بأمر البشير !!

* الحديث عن معارضة البعض بقيادة نافع على نافع وامين حسن عمر لترشيح البشير لدورة اخرى، ما هو إلا ذر للرماد فى العيون ومسرحية متفق عليها لإيهام الناس بديمقراطية الحزب الفاسد، وإلهائهم عن القضايا الأساسية، بينما البشير هو الكل فى الكل، يقول لهم أمشوا يمين يمشوا يمين، أمشوا شمال يمشوا شمال، أمشوا السعودية يسبحوا بحمدها، أركعوا لأردوغان يلعنوا ابوخاش السعودية، ولا يجرؤ أحد أن يخالفه !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. الراكوبة يركبها شيطان أخرس ، البشير حسب مزاجه عاوزيترشح يترشح أو العكس ، خليك إنت والراكوبة في النواح والكذب .