منوعات

بعثة “ناسا” لكوكب المشتري تكشف أخطاء علماء الفلك


ثبت بالبرهان أن علماء الفلك “مخطئون تماماً” في معتقداتهم بشأن كوكب المشتري Jupiter بعدما أرسلت “ناسا” مركبة الفضاء جونو Juno لاستكشاف كوكب المشتري. فقد أكد ذلك سكوت بولتون الباحث الرئيسي لمهمة “ناسا” المكلفة باستكشاف الكوكب في محاضرة ألقاها أمام الجلسة الـ231، التي نظمتها جمعية علوم الفلك الأميركية في ناشيونال هاربر بميريلاند.

وبحسب موقع “Space” المعني بشؤون الفضاء الخارجي، فإن مهمة المركبة الفضائية Juno، التي تم إطلاقها في عام 2011 والتي تدور حالياً حول كوكب المشتري، ليست أول مركبة فضائية لدراسة العملاق الغازي عن قرب. فقد قامت بعثات Voyager بالطيران حول كوكب المشتري في السبعينيات من القرن الماضي، وبعدها قضت المركبة الفضائية Galileo سنوات وهي تدور حول الكوكب. وحتى قبل ذلك بمئات السنين كان البشر يدرسون المشتري بالتليسكوب.

وبحلول الوقت الذي بدأت فيه مهمة المركبة الفضائية Juno، كان لدى الفلكيين فكرة جيدة عما يمكن توقعه وتلقيه من الصور والبيانات الجديدة، التي سيتم جمعها في المشتري، أو هكذا خُيل إليهم ذلك.

وقال بولتون: “إن أفكارنا كانت خاطئة تماماً حول البنية الداخلية، والغلاف الجوي، وحتى حول الغلاف المغناطيسي”.

ويعتقد علماء الفلك أن لكوكب المشتري إما جوهر صغير وكثيف جداً، أو ربما ليس له جوهر على الإطلاق.

ولكن البيانات من Juno كشفت أن المشتري لديه جوهر هائل و”غامض”، ربما يمكن أن يتحلل جزئياً. وأوضح بولتون أن هذا التناقض بين توقعات العلماء والبيانات يشير إلى أن هناك الكثير مما زلنا لا نعرفه عن الكواكب الغازية العملاقة.

وخلال المشاهدات القليلة الأولى للمشتري، كشفت المركبة الفضائية عن مجموعات غريبة من الأعاصير التي تدور حول القطبين الشمالي والجنوبي لكوكب المشتري.

وقال بولتون إن Juno هي أول مهمة فضائية تتيح فرصة الحصول على نظرة فاحصة على القطبين، وأن علماء البعثة لم يتوقعوا أن يبدو الكوكب غريباً وفوضوياً، كما يظنون، وفقاً لما قاله بولتون. “لو أن شخصاً ما أظهر لي صورة القطب فقط قبل 10 سنوات، لم أكن لأخمن أنه كان كوكب المشتري”.

أسفرت قياسات المجال المغناطيسي للمشتري عن المزيد من المفاجآت أيضاً.

كانت المعتقدات السابقة لعلماء الفلك تفيد بأن المشتري لديه أقوى مجال مغناطيسي بين جميع الكواكب في النظام الشمسي، ولكن Juno وجدت أن المجال المغناطيسي كان في الواقع ضعف قوة ما كان يُعتقد سابقاً.

وإذ يشبه الحقل المغناطيسي للأرض، فإن المجال المغناطيسي للمشتري يقوم بإدخال جسيمات مشحونة (معظمها إلكترونات) باتجاه القطبين المغناطيسيين للكوكب، حيث تتفاعل الجزيئات مع الذرات في الغلاف الجوي ليتشكل شفق مشرق.

ولعل الأمر الغريب هو أن الشفق على كوكب المشتري يبدو مدعوماً بقوة مادية غامضة لم يتمكن علماء الفلك من التعرف عليها.

ووفقاً للحسابات الرياضية، يجب أن يكون شفق كوكب المشتري حوالي 10 إلى 30 مرة أكثر نشاطاً من الأرض، ولكن رصدت المركبة Juno أن الشفق أقوى مئات المرات دون سبب واضح. وما يجعل الأمور أكثر غرابة، أن شفق المشتري يبدو كأنه ينطفئ ليلاً عندما تدور الأقطاب باتجاه الظلام.

وهذا يعني أن أضواء المشتري الشمالية والجنوبية تتصرف على نحو مختلف في كل قطب، بعكس الشفق على الأرض.

وقال بولتون إن العلماء وخبراء الفلك كانوا في حيرة من كل هذه الاكتشافات الهائلة التي أتاحتها مركبة Juno الفضائية. وأضاف أنالصور، التي التقطتها Juno لكوكب المشتري، كانت بالفعل محيرة للعقول.

إن لقطات Juno الخام، التي التقطتها كاميرا المركبة الفضائية، وهي متاحة على الإنترنت للمواطنين – العلماء لتنزيلها ومعالجتها، وساعد الناس على إعداد صور مدهشة لكوكب المشتري لم يسبق للعالم أن شاهدها من قبل.

ومع استمرار Juno في مهمتها لاستكشاف كوكب المشتري وأقماره، سوف يبحث علماء البعثة عن تفسيرات جديدة للأشياء الجديدة الغريبة التي عرفوا بها عن المشتري. ومثلما ستحاول البعثة تسليط الضوء على هذه الأسرار التي لم تحل، فربما تكشف بشكل جيد جداً المزيد من الطرق التي كان علماء الفلك خاطئين في رؤياهم للمشتري. أنهى بولتون محاضرته بنصيحة إلى الخريجين الجدد: “استمروا في العمل على النظريات، ولا تصدقوا أساتذتكم”.

موقع العربية نت