زهير السراج

الولد كتب: (حمد أكل) !!


* تخيلوا ايها السادة، عقد بمبلغ 5 ملايين دولار بدون تواريخ او توقيعات .. وحتى لو بـ( 5 دولارات)، هل يمكن ان يحدث ذلك فى اى مكان آخر غير السودان، ومن يفعل ذلك غير حكومة الفساد والإفساد ؟!

* هذا ما جاء فى تقرير المراجع القومى، وليس من وحى خيالى أو من احد مصادرى، عن شركة سودانير، وما يجعلنى أعلق عليه ليس الفساد الوارد فيه والجرائم الشنيعة التى لو ارتكبت فى اى مكان فى العالم لكان المجرمون قابعين الآن فى السجون، أو معلقين فى المشانق، أما فى السودان الذى تحكمه عصابة الفساد والإفساد، فليس مستغربا ألا يحاسب المجرون، بل يكافئوا بالترقية والحوافز الثقيلة والاوسمة الرفيعة من شاكلة إبن السودان البار الذى شرب كل السودان فى بطنه، ولا يزال يطمع فى المزيد !!

* ما يجعلنى اعود لهذا التقرير هو التوثيق فقط لجرائم عصابة الفساد، وإشراك المواطنين فيه، فالفساد الحكومى المتفاقم وعدم خضوع اصحاب الولاء المجرمين للعقاب، بل مكافأتهم على فسادهم، معروف للجميع بما لا يحتاج معه الى تعريف، أما الذى يسرق رغيفة خبز ليسد رمقه أو يخرج فى مظاهرة سلمية ليعبر عن رأيه، فالحكومة الفاسدة جاهزة وحاضرة لتقطع رقبته، و(تجيب خبره)، وتغطِّس حجره .. “ولو اتملى سجن بورتسودان، حنوديهم الواق واق، مكان لا يعرفه أحد” ــ حسب ملك التصريحات فى هذا الأيام (السيد حسبو) الذى بذ المساعد المتقاعد (نافع) فى التهديدات، وأثبت جدارة بالمنصب الذى يشغله !!

* يقول الخبر الذى أوردته صحيفتنا أمس (الأحد 28 يناير، 2018 ) بقلم النابهة (سارا تاج السر): أظهر تقرير ديوان المراجعة القومي لعام 2016، تجاوزات مالية في النقد الأجنبي بشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، بالاضافة الى وجود أرصدة جامدة بقيمة 51 مليون و768 ألف جنيه، وشاذة بمبلغ 8 ملايين و245 ألف جنيه، مما أدى لإظهار رصيد النقد ومعادلاته بغير حقيقته ــ يعنى سرقة وتلاعب !!

* وأشار التقرير الى عدم قانونية عقد صيانة طائرات الايربص A300- A320 بين الطيران المدني وسودانير الذي تبلغ قيمته 5.004.526 ملايين دولار، لعدم احتوائه على توقيعات وتواريخ .. تخيلوا عقد بدون توقيعات وتواريخ، ولكن فيم الدهشة، فالواضح أن من وقعه هو الرجل الخفى، او السُفلى بتاع الحكومة، فى لحظة أنس خارج المكان والزمان، والناس نيام، والطيارة كانت طافية أنوارها !!

* وقال المراجع ان الشركة لم تقدم قرار مجلس الإدارة ببيع 3 طائرات فوكرز 50 لشركة (تاركو) للمراجعة، كما لم تقدم أى تقارير فنية باعتماد سعر البيع (طبعا، يعنى هم مغفلين؟)، وحذر من أن الخسائر المتراكمة للناقل الوطني والبالغة 822 مليون و758 ألف جنيه، تهدد استمرارية الشركة إذا لم تتخذ التدابير اللازمة (ياتو شركة يا مولانا، إنت قاعد وين؟)

* كما كشف عن مخالفات مالية بمحطات خارجية شُكلت لها لجان داخلية، وتم اجراء تسويات تثبت مبلغ المخالفة كمديونية على المدين بدون اتخاذ إجراءات قانونية (عادى يا مولانا، إنت حصل سمعت باتخاذ إجراءات قانونية ضد أى زول؟).

* واتهم المراجع الشركة بعدم تضمين 65 قطعة أرض مُنحت لها من قبل الحكومة، في القوائم المالية .. (الحتات باعوها كلها يا مولانا لى رقبتهم، عادى برضو)!!

* كان هذا هو موضوع الانشاء السنوى للسيد المراجع العام، جزاه الله خيرا وجعله فى ميزان حسناته يوم القيامة، باذن الله!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة