آمنة الفضل

رهن الارتباط


* الارتباط بالمكان والشخوص أكثر مانشعر بألمه عند الفراق ، تستعصي علينا اللحظة التي تفصلنا عن تلك اللوحة التي أدمنا التحديق فيها ، تلك الزاوية التي تستجدي الفرح الذي يسكننا أن يرتفع إلى أعلى معدلاته ، الأحلام والأمنيات العصية والسهلة ، كل الاشياء المبعثرة ، والاحاسيس المتناقضة ، كل الذي حدث والذي لم نزل نتمنى حدوثه يظل عالقا بتلك الأماكن ، وعلى ملامح أولئك الشخوص …

* قد يكون الفراق مرهونا بالسفر في أحيان كثيرة ،وفي بعضها ليس بالضرورة ، فالحياة تعشق أوجاعنا ودموعنا ، تغرقنا قدر المستطاع في الحزن وتلبسنا ثوب الرجاء ،تأتينا كل ثانية بوجه جديد ، يحمل ما لا نستطيع تحمله او التحديق فيه ، لكنها تظل دوما رواقا مسكونا بالاشواك ، والورود في آن واحد ، لا يمكننا التنبؤ بغد طالما أننا نجهل أبسط التفاصيل التي قد تتعثر بها خلال اليوم الذي نعيش لحظاته تواً ..

* النسيان ليس أمرا سهلا على القلوب ، الألوان والوجوه التي تخترق جدار الروح ، لا يمكن خلع ظلالها من تلك الجدران بذات السهولة التي تسللت بها إليها ، فقط نضحى رهن إشارة مقياسها وقت ارتفاع وانخفاض ، ومابين هذا وذاك يتوقف كل شئ عن الدوران ، كما قالت الأديبة بشاير الشيباني : في عيني غيم كثير لا يمطر ،على لساني كلمات ذابلة ،وفي يدي تلويحة رحيل !

قصاصة أخيرة
سنظل رهن الارتباط بتلك المشاهد

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة