حوارات ولقاءات

مصطفى كبر: الموازنة الحالية ستحدث معافاة للشعب السوداني، ظاهرها ضنك وعنت على الشعب ولكن باطنها رحمة


كشف مقرر المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني مصطفى كبر الكثير من القضايا المتعلقة بالحزب، وأكد ان تأخر مؤتمر الشوري أمر طبيعي، مشدداً على عدم استقراء ما يدور داخل اروقة الحزب من اجل ارباك الناس،

خاصة في ما يتعلق بمؤتمر الشورى وتسمية مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية باعتبارها اشياء واحاديث سابقة لاوانها، بينما اضاف ان الدور المصري تجاه السودان ليس هو المطلوب، خاصة ان مصر لا منفذ لها سوى السودان.. وغير ذلك في هذا الحوار.. فإلى إفاداته.

> مؤتمر الحوار الوطني وما نتج عنه من مخرجات هل حققت اهدافها واقعيا؟
< انا ارى ان مخرجات الحوار الوطني وبعد مرور هذه السنوات تسير في مسارها الصحيح، ولكن بعض القيادات من الاحزاب المعارضة التي شاركت دائما تثير النقد، ولكني ارى انه نقد ليس في مخرجات الحوار، ولكنها طريقة غير موضوعية وفردية، بينما بعض القيادات مسيرة تنفيذ الحوار او المخرجات صادفت هواها ومبتغاها، ويقول انها تسير بصورة جيدة، ولكنها اذا لم تصادف مبتغاه الخاص فإنه يطعن فيها، وهذا ليس طعناً في قيادات الاحزاب ولكنها ملاحظة لا بد ان نقولها، والتزام السيد رئيس الجمهورية يسير وفقاً لمخرجات الحوار، حيث كان اول التزام الاستجابة لتشكيل الحكومة ومنصب رئيس الوزراء. > اليس هناك تأخر لبعض المخرجات التي كان يجب ان تكون قد نفذت؟
< صحيح هناك بعض التأخير في عدد من المخرجات، ولكن قد يكون لاسباب موضوعية، ولكن ليس هناك تراجع ملموس عن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. > ما هي اسباب تأخر مؤتمر الشورى في موعده المحدد؟
< تأخير مؤتمر الشورى تأخير طبيعي. صحيح ان دورة الانعقاد لديها مواعيد محددة، ولكن بعض القضايا المربوطة بالوطن ادت للتأخير واعطيت اولوية قبل مؤتمر الشورى، واحياناً للحزب مسألة داخلية في انعقاد مؤتمر الشورى، وهو تأخير لمصلحة الوطن. > هل زيارة رئيس الجمهورية لروسيا كانت في التوقيت المناسب سيما والسودان يشهد الكثير من التحولات في السياسة الخارجية؟
< ما أثير حول زيارة الرئيس لروسيا لم تكن الا زوبعة في فنجان، وروسيا واحدة من الدول التي رأى السودان ان يدخل معها في علاقة كبقية الدول كما الصين وتركيا وكل الدول العربية، وفي النهاية فإن روسيا دولة بغض النظر عن حجمها ووزنها، وهو شيء الطبيعي، ولكن صحيح قد تكون الزيارة مثيرة للجدل بوزن دولة كروسيا، وهي زيارة تأخرت كثيراً لعدة اسباب، منها الأحداث التي تمر بها البلاد والمحيط الاقليمي، وكان محدداً لها توقيت قبل التوقيت الذي سجلت فيه الزيارة، وهي لم تكن رد فعل لعلاقة تمت او اتفاقية مع امريكا او لاي شيء آخر ولا علاقة لها برفع العقوبات.. وكل ذلك ارهاصات لمحللين وتكهنات لمراقبين. > هل ستشكل موافقة السودان على سد النهضة واحدة الازمات للسودان مستقبلاً؟
< موافقة السودان على انشاء سد النهضة لتحقيق مصلحة السودان اولاً دون احداث اي ضرر لاية جهة اخرى سواء كانت مصر او غيرها، ومتى ما تحققت مصلحة السودان في ذلك فنحن مع سد النهضة، بغض النظر عن ردود الافعال وكيل الكائلين وجيراننا الذين يكيدون لنا، وتأتي موافقة السودان على انشاء السد بعد الدراسات التي قدمت واقتنع بها السودان ووافق عليها بحيث يحدث اي ضرر للجارة مصر، وانه يجد الدعم من الدول والايقاد وهو لم يأت ضراراً. > ماذا تعني التحركات التي تقوم بها مصر هذه الايام ضد السودان ؟
< الدور المصري سالب جداً تجاه السودان، والحكومة المصرية للأسف الشديد وضح انها حكومة غير راشدة ولا تقدر مصلحتها، فمصلحة مصر مع السودان. واذا اكان الرئيس المصري يقدر مصالح بلده عليه الا يخسر السودان، وما تحرك به الاعلام المصري هي حركات وتحركات تدل على عدم الرشد، وهناك تحريش للمعارضة السودانية ودول الجوار، ولكن المعارضة في قوتها هزمت من قبل الحكومة، ولكن ما نريد قوله نحن غير راضين تماماً عن الحكومة المصرية او دور مصر وما تقوم به هذه الايام، ويظل المنفذ الوحيد للسيسي ومصر هو السودان، والمياه التي تذهب لمصر تأتي عبر السودان، والاراضي الصالحة للزراعة موجودة في السودان، واذا حدث لمصر اي اختناق فلا منفذ او مخرج الا السودان، فمصر كلها صحراء، والذين يعيشون عليها الآن يعيشون على شريط النيل فقط، ولكن نحن لا نخسر الشعب المصري لانه شعب شقيق، ورغم وجود بعض الاصوات هنا وهناك من الاعلام المصري، فهي غير محسوبة على الشعب المصري. > ما هو تعليقكم على الانتهاكات التي يتعرض لها السودانيون في بعض الدول؟
< هو دور يمثل ويهم كل البلد والحكومة، وهي مسائل يجب ان تتم معالجتها بالتواصل الدبلوماسي بين البلدين، ويجب ان تؤخذ حقوق السودانيين المنتهكة حقوقهم بقانون البلد الموجودين فيها. > هذا يقودنا للسياسة الخارجية.. هل تسير بالصورة المطلوبة؟
< في مجال السياسة الخارجية الواقع يتحدث بأنه في يوم ما السودان كان محاصراً من كل دول الجوار وليس لديه اي صليح، والآن لا يوجد لدينا اي خصم، فقط العلاقة غير مرضية مع مصر ففي ظاهرها عادية وفي باطنها غير مرضية، وهذا يعني ان هناك تحسناً كبيراً في سياسة السودان الخارجية، وعلاقتنا مع الامارات العربية افضل بكثير، وامريكا بدأت تسعى لنا الآن، ونحن في افضل وقت من ناحية السياسة الخارجية. > ماذا تعني المبادرة التي طرحت لاقالة اعضاء اللجنة الاقتصادية بالوطني من البرلمان؟
< هذه رغبة الذين قدموا المبادرة، وربما يأتي تيار آخر ويتحدث بأن الابقاء عليهم باعتبارهم ناجحين، والقطاع الاقتصادي في السودان لا اريد ان اشكره او اذمه، ولكن القطاع الاقتصادي الحالي او السابق اذا جاء اي شخص آخر في هذا التوقيت بالذات سيعمل في اصعب ظروف يمر بها السودان، فهي تمثل الواقع المعاش جراء الظروف المحيطة بنا، فهي ليست مسألة شخص محدد تتوفر فيه الحلول، ولكنها مسألة سياسات فقط وليست اشخاص بتغييرهم ستتغير الاوضاع. > موزانة عام 2018م جاءت مخيبة للآمال ولم ترض المواطن؟
< الاسعار المرتفعة الآن بالسواق هي بفعل فاعل وتعتبر جشعاً من التجار، وهذا بالدليل العملي، وهنالك الكثير من السلع التي دعمتها الموازنة، وهنا يأتي دور السطة والحكومة والجهات المسؤولة في كبح جموح التجار الجشعين، وثانياً هناك بعض التعديلات والتغيرات التي جاءت بها الموازنة من رفع قيمة الدولار الجمركي، وهي لمعافاة الاقتصاد السوداني وليس للتضييق عليه، وستعود على المستحقين من الشرائح الضعيفة، والدعم يجب أن يقدم لمستحقيه وليس للغني والفقير على حد سواء، وهذا ما سيظهر خلال الايام المقبلة، فليس من العدل دعم العربات والاجهزة الكهربائية للاغنياء في الوقت الذي يحتاج فيه الفقراء لهذا الدعم في السلع الاساسية، وهذه الموازنة ستحدث معافاة للشعب السوداني، والسياسة الموجودة الآن ظاهرها ضنك وعنت على الشعب ولكن باطنها رحمة. > هل الحريات الموجودة الآن كفيلة باحداث فرق واضح في تقدم السودان في شأن الحريات مع الاعتقالات التي طالت بعض الصحافيين والناشطين؟
< الحريات متاحة، وقد تكون هناك بعض التخطيات من بعض المواطنين سواء كانوا صحافيين او غيرهم، وهو لسان حال يجب ان يقدر تقديراً صحيحاً، ولكن اذا جنح اي منهم ستتدخل السطات، وتدخلها لا يجد الرضاء من كثير من الصحافيين او المواطنين، وعموماً نحن نسير في اتجاه اتاحة الحريات الى مداها بالرغم من انها لم تتم بنسبة 100% ولكنها ستتم، والى ان نصل تلك الدرجة فإن ما اتيح منها كثير باعتباره حقاً، ومقارنة مع الدول الاخرى فالوضع افضل، ولكن اهم ما في الأمر ان يقدم اولئك المعتقلون الى محاكمات عادلة. > هنالك حديث حول تغيير النظام الاساسي للحزب حتى يدفع بمرشح الرئاسة.. ما صحة الحديث؟
< مجلس الشورى واية دورة لديها اجندتها، وهذه المسائل دائماً يحدث فيها الناس استباقاً ويكون مخلاً جداً في قضايا الشورى التي تؤثر في قضايا البلد، وحتى الصحافة تشغل الرأي العام باشياء لم يأت اوانها بعد، وفي النهاية فالحزب لديه اجندة داخل مؤسساته وهياكله، فإن اللوائح والنظام الاساسي تأتي مع المؤتمر العام الذي سينقعد بعد عامين، وعلى الناس ان تنتظر، لذا فأنا لا استطيع ان اجزم او انفي ولا رئيس الشورى يستطيع ان يثبت او ينفي ذلك لانه سابق لاوانه. > ماذا عن تسمية المرشح للحزب؟
< حتى مسألة تسمية المرشح ستأتي في وقتها المضروب، والشورى التي انعقدت ليس من اجندتها الخوض في مسائل خاصة باللوائح، وتم تحميل الشورى امراً ليس موجوداً في أجندتها. > هل سيوفق الحزب بشأن اية تعديلات دستورية اذا طرحت لاحقاً؟
< الحزب لم يكن في يوم من الايام يوافق على قرارات البرلمان باعتبار انها مؤسسة الشعب، لذا فأي قرار منه على عين ورأس الحزب، ولا اظن ان تكون هناك معارضة لاي شخص من الحزب، وما اود قوله لماذا هذه الطريقة المربكة للشعب، لأنه ليس من المعاني والموضوعية الخوض فيها او محاولة استقراء رأي الحزب او قياداته بالقبول او الرفض، وما نقوله ان الحزب يقبل برأي البرلمان وما يخرج به الحزب من رأي مقبول لدى المؤيدين والمعارضين له، وهو حزب رائد ومؤسس جداً. > هناك الكثير من العثرات والهزات التي لحقت بالحزب في الولايات.. ما هو السبب؟
< في تقديري أن الارتباك الذي حدث في الولايات ليس لأن الحزب (ما شغال) او قضية الوالي ليس مناسباً، فالولاة في هذه الولايات من اكفأ الناس، ليس قدحاً في كفاءتهم، ولكن اي والٍ لديه من يعارضه ومن يوافقه، وما حدث في الجزيرة وبورتسودان وبعض الولايات الاخرى أن علت الاصوات المعارضة للولاة، وكان يمكن بالحكمة ان تحل كل هذه الارهاصات، والولاة اجدر بحل مشكلاتهم، وليس بعيداً ان يحدث وفاق، فالوقت مازال مبكراً، فهي مسائل عادية، ولا توجد ولاية لم تحدث فيها مشكلات بين الوالي والمواطنين، ولكن المشكلات الاخيرة طفت عالياً، وبعض الناس (زودوها شوية) وبعض الذين لم ينتموا للمؤتمر الوطني حاولوا تضخيم المشكلة. > الا تؤثر هذه المشكلات في عملية الانتخابات المقبلة اذا لم تعالج حالياً؟
< مشكلات الحزب الراهنة اذا تحل حالياً فإنها حتماً ستؤثر في الانتخابات القادمة من حيث القراءة السياسية، ولكنا متفائلون بحلها، فالكثير من الولايات كانت بها مشكلات مشابهة وحلت، وما يجري في ولاية الجزيرة اذا اثر في الانتخابات ليس بمعنى ان الحزب سيسقط، ولكنه ليس بالتدافع المطلوب (وكدا كدا الحزب راكب)، ولكن التوافق الكامل سيكون ناقصاً. > بعد مسيرة أكثر من ثمانية وعشرين عاماً هل نسير للأفضل؟
< نحن مشينا خطوات كثيرة للأمام (ما طق حنك) في السياسة الخارجية، والمسألة الأمنية حدث فيها تقدم في عملية الحوار الوطني الذي كبح المعارضة المسلحة والتي دخل جزء منها في الحوار، اما من الناحية الداخلية فالكثير من القضايا التي تربك الأمن والسلام والاجتماعي والداخلي طوقت، منها جمع السلاح وحل القضايا القبلية، ودارفور ليست دارفور السابقة، فهي الآن آمنة، مما ساعد في زيادة الانتاج، وهناك ثروات كثيرة ستدخل دائرة الاقتصاد هذا العام. > هل ستدخل الحكومة المفاوضات المقبلة حول المنطقتين برؤية جديدة او تقديم اية تنازلات؟
< السياسة الحكومية هي نفسها لم يحدث فيها تغيير، والمفاوضات سندخلها بارادة موحدة وعزم قوي، والتنازلات التي حدثت في السابق كانت كفيلة بأن ترد اولئك لصوابهم، وقرارات الرئيس حول تمديد وقف اطلاق النار واحدة المساعي الحميدة التي كان لها مردود جيد على ارض الواقع وتحقيق السلام، وسيكون لها مردودها النفسي تجاه حملة السلاح.حوار: النذير دفع الله الانتباهة


‫2 تعليقات

  1. على السيد الرئس حفظة الله الضرب بيد من حديد على امراء ال الانقاذ الوطنى كما فعل العاهل السعودى بالامراء من ال سعود شوف براك الحايحصل للخزينه