زاهر بخيت الفكي

حكومتنا وبكتيريا حميدة القاتلة..!!


لم تجد قريبتي سوى محمـد (سِلك) للإستعانة به في إصلاح مُكيف ضعيف البرودة بسبب قلة الموية الداخلة إليه ، استغلت فرصة انقطاع المياه والتيار الكهربائي ووجود إبن أختها سِلك الذي مضى على دخوله لمجال التبريد والتكييف حوالي شهر (فقط) وقد كانت تظُن أنّ هذه المُدة كافية لتجعل منه (فني) يُعالج مثل هذه الأمور البسيطة ، لم يتوانى سِلك ولم يرفُض المهمة التي تُمكِنه من إثبات ذاته وممارسة مهنته المُستقبلية ..

بما أنّ المُهمة مجانية أعدت له مشروباً بارداً عقب وجبة دسمة وكوب من قهوة بالجنزبيل لتُمامة الكيف حتى يتمكن من حل المُشكلة بمزااج وقد كان عند حُسن ظنها به إذ تمكّن خلال دقائق معدودة من حلّها كما كان يظُن بعد أن ألغى بلف الموية نهائياً ورمى بالعوامة بعيداً بإعتبارها سبب المُشكلة والصحيح (عنده) أن تنساب الموية بلا عوامة تُعيق حركتها وذهب مزهواً بهذا الإنجاز ، ما إن عادت الكهرباء ليلاً وعادت المياه إلى مجاريها وامتلأ حوض المُكيف حتى ظهرت المُشكلة والمياه تتدفّق بقوة خارج المُكيف بلا توقف ..

استعانت الحكومة بكثير من (العباقرة) أشباه سِلك للتصدِي لمشاكلها المُتمددة ولإصلاح حالها المالي المائل عن جادة الطريق ، أوقفوا المشاريع القائمة الداعمة كانت لخزينة الدولة عطلوا حركتها وسرّحوا عمالتها وباعوا مُكتسباتها ، تعمّدوا إيقاف دوران ماكينات الإنتاج الداعمة أيضاً في كُل الصناعات أرهقوا أهلها بكثرة الرسوم والأتاوات والضرائب التي فرضوها عليهم وضاعفوا تكلفة تشغيلها بعد أن رفعوا الدعم عن الكهرباء والمياه والمحروقات مع زيادة أسعارها (إن توفرت) وانتظروا إنسياب الموارد الكبيرة إلى خزينة عطشى فارغة تُحاكي جهنم في سؤالها عن المزيد ومن أين لها المزيد ..

من جاءت بهم الحكومة وأوكلت لهم إدارة ملفات المال لم تكُن مؤهلاتهم ولا خبراتهم هي سبب نيلهم لمثل هذه الملفات والسودان يزخر بمن يشهد لهم العالم ومنظماته الكُبرى من أبناءه الخُبراء في الإقتصاد والذين لم ولن يُفسح لهم المجال لإدارة شأن كهذا ينبغي أن يكون تحت هيمنة نظام حاكم يسعى جاهداً في أن لا تفلِت منه مثل هذه الملفات الثمينة حتى يضمن الإستمرارية ، وكانت النتيجة هذا الواقع المُزري والبلاد تقف على شفا هاوية تحتاج لمن ينقذها منها ويُعيدها (بالفعل) لا بالكلام وكثرة الوعود والتطمينات إلى وضعها الطبيعي ..

بعضهم يعتقد أنّ الوضع المُتردي للإقتصاد هو نتيجة لإصابة الحكومة بالبكتيريا الجديدة القاتلة الناتجة عن تناول كثرة العقاقير الطبية والمُسكنات بلا تشخيص وبلا وصفة علاجية من إختصاصي والتي تحدّث البروفيسور مامون حميدة عن استحالة علاجها واقتراب أجل من يُصاب بها وذلك لكثرة استخدام الحكومة للمُسكنات في معالجة عللها الكثيرة وابتعادها عن العلاج الصحيح والجراحات العميقة المفيدة..
والله المُستعان..

 

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة