نلبس مما نصنع
ظهر رئيس الوزراء الكندي وهو يرتدي جوارب لونها بنفسجي غامق تزينها رسومات طفولية تمثل بطة صغيرة لونها اصفرفاقع ..تعمد سيادته ان يظهر الجوارب وابداء سعادته وفخره بارتداء هكذا جوارب ..غمزته وسائط التواصل الاجتماعي ..فقد كانت (شتارة) وطعنة نجلاء للموضة ..والقوانين التي تفرض على متقلدي المناصب الرسمية ارتداء ازياء معينة والوان محددة متناسقة مع بعضها البعض. كل هذه الاصوات هدأت بل تحولت من الهجوم الى الاعجاب فقد تبين ان رئيس الوزراء يرتدي تلك الجوارب دعما لشركة ناشئة تقوم بتصنيعها ..وصاحبها شاب مصاب بمتلازمة داون.
تذكرت ذلك الشعار طيب الذكر ..عندما كنا نهتف (نلبس مما نصنع) ..كانت الاحلام كبيرة ..ان نصنع ونلبس مما نصنع …بل رفعنا اسقف الطموحات عاليا ..ماذا لو ظهر احد الساسة وهو يرتدي عمامة من مصنع شندي ؟..او تخرج علينا احدى السيدات وهي ترتدي ثوبا من نسيج الحصاحيصا ؟؟ ..لكن اه ..واه من كلمة اه ..فلا صنعنا ولا لبسنا ..بل في المقابل ..تم الاجتهاد في صياغة قوانين تكبل الصناعة الوطنية اكثر مما هي مقيدة ..فكان ان تم جففت زراعة القطن في مشروع الجزيرة ..واتت قصة القطن المحور وتوابعها ..ومن ثم افلت شمس صناعة النسيج ..وصارت المصانع تحكي امجادها وتبكي ماضي الذكريات.
صورة رئيس الوزراء الكندي ..انزلها احد الاصدقاء الاسفيريين ..تسابق الاصدقاء للتعليق ..لكن جائزة اجمل تعليق ذهبت لذلك الذي كتب قائلا (هل رئيس الوزراء الكندي كائن فضائي؟؟ هل ينتمي لهذا الكوكب الذي نعيش فيه؟) ..تعليقه كان معبرا فعلا عن الاندهاش الذي اعترانا جميعا ..ترى متى كانت اخر مرة رأينا فيها مسؤولا يتضامن مع الفئات الضعيفة في بلادنا ولا يستمتع بسحقها ؟؟..بل يتلذذ ويتفاخر بذلك ..كما فعل وزير البيئة الولائي وهو يعلن بكل فخر اغلاق مصانع البلاستيك بدلا عن توجيهها لصناعة النوع الافضل …طبعا لا يتسع المجال لحصر المصانع الاخرى التي اغلقت نتيجة للضرائب والجبايات ووووو..يا قلبي لا تحزن.
رئيس الوزراء الكندي ليس كائنا فضائيا ..ولا يعيش في كوكب زحل ..وامثاله كثر ..و الاسافير تحمل لنا كل يوم ..صور مسؤولين ومتقلدي وظائف عليا في كل دول العالم يدعمون الصناعات الصغيرة في بلادهم ويفتخرون باستخدام وارتداء المنتجات الوطنية ترويجا لبضاعتهم ..وزيادة في حجم الاعلان عن ثرواتهم ..وبذلك يزيد حجم الطلب ..ويرتفع معدل الصادر …
في تلك البلاد توجد خطط استراتيجية لدعم الانتاج ..وتنمية القطاعات المنتجة ..ترسم كل خطوة وتدرس كل تصريح وتعليق ..وليس ببعيد ان جهات استشارية هي التي نصحت رئيس الوزراء ليرتدي ذلك الجورب ..فيلفت الانتباه وترتفع مبيعات ذلك النوع ..وبالتالي تستفيد البلاد جميعها ..وبس خلاص ..صعبة دي يا متعلمين يا اولاد المدارس ؟؟
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة