زهير السراج

وعود لأسماك البحر !!


* حلت قبل يومين الذكرى السنوية للوعد الصادق الذى لا ينكره إلا مكابر، ولا يعجز عن رؤياه إلا حاقد، ملأ الحقد الأسود بصيرته وأعمى بصره عن رؤية المياه العذبة النقية وهى تنساب فى عزم وهمة من نهر النيل الى البحر الأحمر، تروى الظمأ وتُخضِّر الارض وتشيع فى النفس المسرة والبهجة، فيرفع الناس الأكف بالدعاء متضرعين الى الله عز وجل أن يجزى صاحب هذا الانجاز الكبير خيرا، ويجعله فى ميزان حسناته يوم القيامة بإذن الله، ويُهلك الحاسدين، ويجعلهم حطبا لنيران الجحيم!!

* فى حفل بهيج بمدينة بورتسودان قبل ثلاثة أيام (7 فبراير، 2018 )، افتتح الرئيس البشير (ملاحة) من أعظم ملاحات الدنيا، تخلط الملح باليود، فتشفى الأبدان وتُحلِّى المسيخ، وتُسخسخ الفسيخ، وتمد لسانها ساخرة من (ضغط الدم)!!

* وأبى سيادته إلا أن يجدد الوعد الصادق لمواطنى البحر الأحمر، بتوصيل مياه النيل الى الولاية، فأشاع السعادة وسط الحاضرين وأغاظ الحاقدين، وأعاد الى الذاكرة تلك الايام الجميلة التى بذل فيها الوعد، وبدد الحزن، واغرق بوتسودان فى السراب !!

* ولا يجوز وأنا أحتفل مع أهل بوتسودان الجميلة بمَلَّاحَة اليود وبذل الوعود، إلا أن أذكر تلك الأيام الخوالى من لدن شهر يونيو 2010 ، مرورا بشهر يونيو 2011 ، وفبراير 2013 ونوفمبر 2013 ومارس 2014 ومارس 2015 ، التى غمر فيها الرئيس مواطنى البحر الاحمر بالسعادة، بحديثه الصادق باكتمال التحضيرات لتوصيل مياه النيل، فذهب العطش وابتلت العروق بالماء !!

* يا له من يوم ذلك اليوم الذى تشرفت فيه بورتسودان فى 17 مارس، 2015 بزيارة البشير لتدشين حملته الانتخابية السابقة، فاستقبلته الجماهير بالورد، فأبى إلا أن يقابل إحسانها بإحسان، ويجدد لها العهد ويبذل الوعد بانتهاء الحزن، وقال فى كلمات قاطعة كالسيف البتار: (اليوم، الحزن انتهى فى ولاية البحر الأحمر)، وهو يقصد انتهاء أزمة مياه الشرب!!

* وما أحلاها من كلمات عندما ينطق بها الرئيس وهو يرتدى الجلابية والسديرى، اللذين اشتهر بهما أهل البحر الاحمر، فيعطيهم إحساسا بصدقه وقربه منهم، وسعيه الجاد لإنهاء معاناتهم، خاصة مع تلك الآية الكريمة التى ما فارقت لسانه وما برحت قلبه، وهو يبذل العهد ويجدد الوعد (وجعلنا من الماء كل شئ حى) .. صدق الله العظيم!!
* نفس هذه العبارات الجميلة تكررت من قبل فى يونيو 2010 ، ويونيو 2011 ، وفبراير 2013 ونوفمبر 2013 ، ومارس 2014 والآن فى فبراير 2018 وهى أحاديث موثقة ومسجلة لمن أراد أن يستوثق من ذلك، ولقد كررها ورددها أيضا الكثير من قادة النظام الذى لا يكذب أهله .. وكيف لا يرددونها ويكررونها ويغرقون بها بورتسودان فى مياه الحلم الجميل، وقد قالها حادى الركب وقائد المسيرة، ومبدد العطش وجالب الفرح والسعد!!
* وإن أنسى لا أنسى، ذلك الوعد الرئاسى فى عام 2015 بأن تكون بورتسودان المركز الصناعي الأول بالبلاد وإنشاء موانئ جديدة، وتطوير مقدرات عمال الشحن والتفريغ للتعامل مع الماكينات الحديثة، وإكمال مشروعات الكهرباء التي ستغطي كل مدن الشرق، بجانب تأهيل طرق داخلية وأخرى خارجية تمتد حتى حدود إريتريا، ولقد صارت بوتسودان، ولله الحمد، وللانقاذ الفضل، المدينة الصناعية الاولى فى العالم وليس السودان فقط، وأصبح ميناؤها الأول فى العالم، وشعبها الأسعد فى العالم !!

* ولا ننسى أنها صارت ملكة المهرجانات، وقبلة السياح، وملتقى رجال الأعمال، وهوليوود الشرق، وجنة الاحلام، ومهبط الوعود .. التى لا يكذب اهلها، ولله الأمر من قبل ومن بعد!!

 

 

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة