تحقيقات وتقارير

زيارة نافع ل(إيران) هل مايزال (السودان) يحتفظ بريال العلاقة؟


لا تزال علاقة الخرطوم بـطهران تقف عند محطة الجفوة ان لم نقل ” القطيعة” ذلك بعدما اقدم السودان بخطوة قطع العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ، ومن ثم الدخول في الحلف العربي بزعامة المملكة العربية السعوية وبعض البلدان الاخري من اليمن- مصر – الاردن ودول الخليج العربي بالاضافة للانضمام إلى قوات اعاده الشرعية بـاليمن في وجه مجموعة الحوثيين منذ العام 2015.

خطوة جديدة
خطوة اعلان الخرطوم قطع علاقاتها عقابيل الاعتداء على السفارة السعودية بطهران، تلك الخطوة التي بررتها الخرطوم تضامنا مع الرياض، بل وتخلت عن شعرة معاوية التي كان من المتوقع بان تلعب دورا مستقبلا في تحسين العلاقات متي ماعادت المياه الي مجاريها.
حيث تخل كل من ابناء النيلين عن مصالحهم مع أهل فارس ، باعتبار ان ” لايران ” مشروع وحلم كبير تهدف الي تحقيقه سواء على المستوى السياسي الطائفي بنشر الفكر ” الشيعي ” بالمنطقة الافريقية وفق لقناعات ومعتقدات محددة ومعروفة وكذلك تسخير القدره الاقتصادية والعسكرية لصالح حلم الدولة الفارسية بشكلها وصفاتها الجديدة.

زيارة نافع
بيد ان زيارة الامين العام لمجلس الاحزاب الافريقية د. نافع علي نافع للعاصمة الايرانية ” طهران” تلبية لدعوة من مجلس الاحزاب السياسية الأسيوية وحضور المؤتمر السنوي لها، يفتح الباب مجددا عن احتمالات تقارب متوقع بين الدولتين ولو بصورة غير مباشرة، وبالعودة إلى ماسبق فان الامين العام لمجلس الاحزاب السياسية الافريقية هو شخصية سياسية سودانية، تقلد العديد من المواقع التنفيذية بالحكومة السودانية والحزب الحاكم المؤتمر الوطني منها مديرا لجهاز الامن والمخابرات الوطني، ووزيرا للزراعة ومساعدا للرئيس البشير ومسؤل التنظيم الأول بالحزب ابان الفترة مابين الاعوام 2010- 2014، من بعدها انتقل لعمل بموقع الامانة العامة لمجلس الاحزاب الافريقية الذي يتخذ من الخرطوم مقرا له.

زيارة رسمية
طبقا لمصدر مطلع تحدث لـ(الصيحة) فان زياره نافع الى طهران في الايام الفائتة جاءت في سياق عمل الامانة العامة لمجلس الاحزاب ، حيث خاطب الجلس الافتتاحية وقتها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف متحدا عن ضرورة الوقوف ضد الارهاب المخطط والهيمنة الغربية مع الاهتمام اللازم بتنمية المجتمعات الاسيوية.

وبالرغم من ذلك فان لقاء نافع – ظريف ، والذي تم علي هامش المؤتمر ، حيث تبادلا السلام والابتسامات المشتركة ربما يوحي بجديد قد يطرأ في الافق خلال المستقبل العاجل مع الوضع في الاعتبار مناقشة دور القارة الافريقية سياسيا باعطاء اولوية ترسيخ الديمقراطية السياسية فيها وان التنمية لن تتم وتكون دون االالتفات الي الانسان الافريقي بشكل عام.

كل الاحتمالات
يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اسحاق احمد فضل في في افادة لـ(الصيحة) ان زياره نافع الي ” طهران” تعتبر اشبه بالريال في الجيب ، بمعني بامكان الاستفاده منها متي مارغب فيها الشخص علي المستوى السياسي او ادخار هذا الريال لصالح اليوم الأسود وهذه هي السياسة تظل تبني علي معطيات جعل كافة الاحتمالات حاضرة ووارده ومتاحة، فيما يوضح استاذ العلوم السياسية بالجمعات السودانية د. عبدالنبي عطية في حديث لـ(الصيحة) بحكم وطبيعة السياسية فان جميع المتغيرات واردة وجائزه، ويضيف قائلا ،ولكن في تقديري من حيث عوامل التوقيت فان الحكومة السودانية لن تخطو الان ولو علي صعيد التفكير ناهيك عن تلويح او الاشارة وارسال رسائل من شأنها رغبة السودان في اعادة علاقاته مع ايران لسابق عهدها ، وهو الامر الذي قد يشكك في نوايا حلفاء السودان من دول الخليج العربي والشرق الاوسط في مدي صدق الحكومة تجاه تحقيق اهداف ومرامي اعاده الشرعية في اليمن والوقوف ضد تمدد نهج الفكر الشيعي بالمنطقة الافريقية بحكم موقعة الجغرافي.

برغماتية
يضيف عبدالنبي، وبمجرد رسم مثل هكذا صورة يشير الي تحول السودان لدولة ” براغماتية” تبحث علي مصالحها علي حساب اسقاط المبادئ دون أدنى مراعاة لسابق العلاقات لذا في تقديري -والحديث لعبد النبي- يقوم السودان بذلك ، وعن زيارة نافع لـ(طهران) فهي كماذكر زيارة لاغراض عمل رسمية وفقا لموقعه الحالي كامين عام لمجلس الاحزاب الافريقية وليس استغلال للموقع بغرض توصيل رسائل سودانية لمغازلة ايران ، بل وايضا المعروف عن الرجل الوضوح التام في ادارة اموره السياسية مايعني عدم القبول قطعا بلعب مثل هذه الادوار والتحول الي ” مرسال” سياسي لضمان وجود كرت رابح بامكان تسخيره متي ما اتقضت الظروف وحدثت بعض المتغيرات

ثوابت
من المؤكد أنه يستوجب الوقوف علي مدي تحقيق استراتجية التحالف والتحول من محور إلى اخر من حيث الفوائد الاقتصادية والتنمية والعسكرية خاصة وان كان مع دول لها من القدرات والامكانيات التي تستطيع خلالها تطوير أي دولة ، والسودان من الدولة التي يحتاج اليها العديد من دول الخليج العربي واروبا لذا فان فرضية العامل السياسي تقول أن على السودان البحث عن مصالحه حقا وفق لمبادي ونهج ثابت علي ان لا يكون على حساب المكتسب الداخلي من الموروثات والمعتقدات التي تستخدم احيانا في العمل السياسي.

الخرطوم: الهصيبي يس