منوعات

حذاء خاص من الجلد الطبيعي يحمل اسم “ترامب” .. وشروط للحصول عليه!


في محله لبيع الأحذية بسوق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أصر المواطن الفلسطيني عماد الحج محمد (54 سنة) على أن يصنع حذاء خاصاً من الجلد الطبيعي، سماه “ترامب”، كرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

عماد الذي جاء من نابلس شمال الضفة، للعيش في مدينة رام الله، طلباً للعمل عام 1991، ثم تعلم بعد ذلك صناعة الأحذية، كان له موقف آخر في الرد على قرار ترامب، والقرارات العنصرية بحق شعبه ووطنه فلسطين، فقبل نحو شهرين علق لافتة ذات إطار مرسوم بالعلم الفلسطيني على باب محله كتب فيها باللغتين العربية والإنكليزية “إلى جميع البريطانيين والأميركيين. دخول المحل مشروط بالاعتذار عن وعد بلفور الجائر وقرار ترامب القذر الذي سبب الألم والمعاناة لشعبنا الفلسطيني. مع الترحاب”.

لدى الحاج محمد زبائن أجانب كثر، حينما يدخل زبائنه البريطانيون إلى محله يعتذرون، أما الأميركان فيقولون له “نحن نخجل من أن يكون ترامب رئيسا لنا”، في حين يخاطب الحج محمد الأميركيين قائلا: “أنتم من اخترتم ترامب رئيسا وعليكم أن تتخلصوا منه، ترامب وإدارته ليس لهما أي سلطة على شعبنا، نحن شعب عظيم وحر”.

لذا فإن الحاج محمد يهدف من كل ما قام به إلى أن يخاطب البريطانيين والأميركيين ليتنبهوا إلى سياسة دولهم الخارجية، وأن ما تقدمه لهم من خدمات يقوم على الاضطهاد والنيل من حقوق الشعوب الأخرى، ويقول: “أنا مشكلتي ليست مع الشعبين البريطاني والأميركي، فيهم الكثير من الأخيار، مشكلتي بمن يعادي حقوق شعبنا”.

بين بقية الأحذية يضع الحاج محمد حذاء كتب عليه كلمة “ترامب”، هو يطلق على هذا الحذاء اسم ترامب، لقد اختار لونه وتصميمه من وحي لون شعر ترامب البرونزي وتصفيفه.

ويقول لـ”العربي الجديد”، “نحن لا نسيء لأحد، نحن شعب يحترم نفسه، ترامب دفعني كمواطن، بقراره الأخير حول القدس إلى أن أنزل لمستواه ومستوى قراره القذر، لذا اخترت أن أصمم له حذاء ينزل لمستوى تصرفه، ليتساوى هذا التصرف والقرار مع مستوى الأرض”.

يتهكم الحج محمد على ترامب وولايته الرئاسية التي يعتقد أنها لن تطول إن وجد خيرون في العالم، لقد أعطى كفالة على الحذاء طيلة تولي ترامب رئاسة أميركا، أما الحذاء ذاته فمصنوع من الجلد الطبيعي والقوي من الخارج والداخل، ليكون الحذاء أقوى من عقلية ترامب المعادية للشعب الفلسطيني، كما يشير الحج محمد.

حذاء ترامب يبيعه الحج محمد بحسب الطلب والتوصية عليه من الزبائن، بنحو 55 دولاراً أميركياً، بينما لا يتردد بكتابة اسم ترامب على أي حذاء قد يطلبه الزبائن. قبل أيام اشترت مواطنة أميركية من أصل فلسطيني حذاء ترامب، ويستعد صانعه لتوفيره لمن يرغب به من جميع أنحاء العالم، وسيمنح خصما لمن يشتريه من الأميركيين.

قبل صنع حذاء ترامب بنحو أسبوعين، صنع الحج محمد حذاء مستوحى من الحذاء العربي المغربي، كتب عليه بالعربية “بلفور” وخصصه لوزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر بلفور، رداً على وعده بإعطاء اليهود وطناً قومياً في فلسطين، في الذكرى المئوية لوعد بلفور.

ويجهز حذاء آخر “بابوج” على كل زوج منه زر كبير وجميل، سمّى الحذاء “الزر النووي”، كرد ساخر على تصريحات ترامب الأخيرة التي رد فيها على رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأنه يمتلك زراً نوويا أكبر وأقوى مما لدى كيم.

الحج محمد يصنع الأحذية ويسمي بعضها بأسماء أشخاص يعادون حقوق الشعب الفلسطيني، كل بحسب موقفه، هو يجهز حاليا حذاء آخر للنساء “صندل” لمندوبة أميركا في الأمم المتحدة، نيكي هايلي التي شكلت تصريحاتها وتصرفاتها الأخيرة استفزازاً للعالم، وهو ينوي أن يكون الحذاء لائقا بها وبكلامها وتصرفاتها، “ارتفاع كعبه 12 سم لأنها تحب الكعب العالي، وستتم كتابة اسمها باللغة الإنكليزية لأن اسمها بالعربية مخجل، لا مانع لدي من أن أهديها هذا الحذاء شخصيا، لقد حصلت على عنوانها وسأفعل ذلك”، أما ترامب فإنني لا أفكر بإهدائه إياه، “ترامب متخلف عقليا ومعوق، ويسيء لشعبه” يقول عماد.

هذا الردّ من الحج محمد على قرار ترامب، جاء من مصمم وصانع أحذية ارتأى أن يغضب لشعبه ويعبر عما بداخله ضد القرارات التي تعادي شعبه من خلال مهنته، فهؤلاء قرر الحج محمد أن ينزل لمستواهم، ويريهم أن الأحذية أصلية وهي أفضل من أدمغتهم وأفكارهم، وهو مستعد لتسويقها في كافة أنحاء العالم، بحسب طلبات الزبائن واختيارهم للون والشكل المناسب، (لديه صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحمل اسم “الرحالة”، من خلالها يسوق لمحله ومشغله، مصنوعاته من الأحذية الجلدية).

العربي الجديد