تحقيقات وتقارير

(شغال شنو)؟ (مهن) تقف عائقاً أمام الزواج!


علاقة وطيدة جمعت بين محمد وإحدى حسنوات الحي الذي يقطن به، وأخبرها في نيته بالارتباط بها وتقدم لأهلها طالباً يدها، إلا أن أسرتها رفضت باعتبار أن محمد يعمل بمهنة هامشية لا تليق بكريمتهم التي كانت على اقتناع بمهنة محمد، لكن لم يكن بمقدورها الوقوف أمام أسرتها لتدافع عن رغبتها في الارتباط بابن الحي الذي لا ذنب له سوى أن الحظ لم يحالفه في إيجاد وظيفة وفضَّل العمل بالسوق يبحث عن رزق حلال، لكن كان للأسر رأي آخر وأن المهنة هي التي تُحدِّد قبولهم من رفضهم.

(1)
(شغال شنو؟) أول سؤال يتبادر للأذهان ويتم طرحه حينما يتقدم شاب للارتباط بإحدى الفتيات، وكثيراً ما كانت المهن سبباً في رفض إتمام فرحة الطرفين رغم اقتناعهما، الشيء الذي ساهم في زيادة نسبة العنوسة بسبب نظرة الأسر لبعض المهن التي كثيراً ما تعيق فرص النساء في الزواج، ودفعت الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المجتمع والتي انعكست بدورها على واقعنا؛ أدت إلى اتجاه الشباب للبحث عن الوظائف الهامشية بغض النظر عن نظرة المجتمع الدونية لها، والتي أدت بدورها لتقليل فرص الزواج للشباب.

(2)
رغم أن البلاد الأخرى لا تتوقف عند طبيعة عمل الزوج ولا تضعه عقبة، إلا أن أغلب الأسر السوادنية تحرص على تلك الوظائف التي وجدت حظها في كثير من أغنيات البنات اللائي كان المغترب في وقت سابق هو أعلى سقف طموحاتهنّ، من ثم تاجر الغرب وتدرَّج الأمر إلى الأستاذ والدكتور والمهندس، وتغيرت المفاهيم بتغير الأوضاع الاقتصادية وأصبح الولاء لمن يملك المال فقط، بغض النظر عن طبيعة وظيفته.

(3)
أسرة (أسماء) فرضت عليها الارتباط برجل لم يَنَل حظه من التعليم لكن خدمه الحظ في أن يصبح من الأثرياء، رغم أن (أسماء) خريجة إحدى كليات جامعة الخرطوم لكن أسرتها لم تتوقف عند أمر التعليم كثيراً، كل ما كان يهم الأسرة أن الزوج ميسور الحال وقادر على أن يوفر حياة كريمة لابنتهم التي لم يكن أمامها خيار سوى أن ترضخ لأسرتها رغم رفضها الداخلي للموضوع، ولم تشفع توسلاتها ورجاءاتها لوالدها وتم الزواج وسط فرحة الأهل ودموع أسماء.

(4)
عابدين أحمد قال لـ(كوكتيل) مندهشاً: (رفضوا تزويجي ابنتهم لأنني أعمل في مشتل)، وأضاف بسرعة: (أهلها قالوا لها إن مهنتي “ما بتأكّل عيش”، وسخر أخاها الأكبر مني قائلاً لها: (طيب لو جعت حيأكلك شنو؟… جهنمية)؟… أما طارق عبد الغفار فلم يكن أقل دهشة من رفيقه وقال بعد أن صمت لدقائق: (والدها رفض تزويجي لابنته لأنني أعمل في تحويل الرصيد)، وزاد: (اعتراضه كان على المهنة التي قال إنها تحتاج لفتوى)، واختتم: (هو يعتقد أن تحويل الرصيد أمر غير مستحب وذلك بسبب المبلغ المالي الذي نقوم بخصمه من الزبون عند إرسال رصيد لشخص آخر)!

 

تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني