رأي ومقالات

الصمغ العربى هبة إلهية إلى أهل السودان مثل نهر النيل


تداولت الاوساط الاجتماعية فى أخبار الاسافير قبل يومين ان أحدهم يقول ( عشرون ألف شتلة من أشجار الهشاب فى إحدى دول الخليج يتم إعدادها للاستزراع ليكون الصمغ العربى السلعة الرئيسة لهذه الدولة الخليجية فى المستقبل.

وكخبير فى مجال زراعة وانتاج وتصنيع الصمغ العربى أريد توضيح الاتى:-
1/ الصمغ العربى ليس محصولاً زراعياً وإنما هو خطة دفاعية من النبات لقفل الجروح ومقاومة فقدان الرطوبة ، وبالتالى فهو منتج بيئى.
2/ يعتمد الانتاج على عوامل بيئية منها درجة الحرارة والرطوبة النسبية ومعدل الامطار وسطوع الشمس وسرعة الرياح ووجود حشرة القراحة والمعارف التقليدية التى يمتلكها الناس.
3/ تأسيساً على ذلك فإنتاج الصمغ العربى من الهشاب خاصة يعتمد على المناخ وعلى الإرث المعرفى المتوفر فى السودان بدرجة عالية من الكفاءة .
4/ يشارك السودان عشرة دول فى حزام الصمغ العربى الإفريقى الممتد من الصومال وأثيوبيا شرقاً وحتى نيجريا غرباً مروراً بمجموعة دول تشاد والكاميرون وافريقيا الوسطى ومالي والنيجر و مورتانيا وجنوب السودان وحتى كينيا … الخ.
5 / عشرون ألف شجرة هشاب تكفى فقط لإنتاج عشرة أطنان من الصمغ العربى هذا فى حالة النجاح الكامل بمعدل إنتاج نصف كيلو للشجرة… وكمية عشرة أطنان ربما يرسلها مجموعة المصدرين من هنا كعينات مجانية .
6/ يوجد بالسودان واحد وثلاثون نوعاً من أشجار الكاشيا. ويعد الهشاب أحد هذه الأنواع والتى من بينها الطلح والكتر والسمر والسيال واللعوت والسنط.�..الخ
7/ لا تصلح زراعة الهشاب لأغراض إنتاج الصمغ العربى فى ظروف الرى الصناعى و إنما الرى بالأمطار وفى حدود المناخ الجغرافى شمالاً المشار إليه والمحصور بين خطى عرض 14 – 12 علماً بأن ثلثى حزام الصمغ العربى يقع داخل السودان.
8/ هناك محاولات سابقة تمت لنقل تجربة إنتاج الصمغ العربى لبلاد أخرى ولكن لم تنجح حتى فى دول الحزام ناهيك عن الدول خارج حزام الصمغ العربى …
9/ ربما كان ما شاهده الزميل السودانى بإحدى دول الخليج مجموعة شتول لأشجار شوكية أخرى مثل السنط والطلح والسمر والسيال والسلم وهى متوفرة فى دول الخليج حيث يتم إستعمالها لأغراض مكافحة الزحف الصحراوى.
11/ أخيراً فإن الإسم العلمى لشجرة الهشاب هو الأكاشيا سنغال Acacia Senegal
أى أنه معروف فى السنغال على أنه متوفر بكثافة فى السودان حيث تتوفر الخبرة والمعرفة والثقافة الإنتاجية، وتغيب فى غيره من الدول… علماً بأن تصدير اشجار الصمغ العربى محظوراً فى القانون.

هذا مالزم توضيحه فى الوقت الحاضر ونطمئن الإخوة بأن إنتاج الصمغ العربى سيظل ملكية فكرية للسودان من حيث المناخ والممارسة و حجم الإنتاج ، وقد حاول الكثيرون من دول أوروبا الغربية نقل الإنتاج من السودان إلى دول أفريقية اخرى لكنهم لم يتمكنوا من ذلك حتى مع الدعم المالى واللوجستى والجهد الذى بذلوه … فالصمغ العربى هبة إلهية إلى أهل السودان مثل نهر النيل.

بقلم
د. عبد الماجد عبد القادر
خبير الصمغ العربى


‫6 تعليقات

  1. الله يطمنك دكتور عبد الماجد. طيب المسئولين الأغبياء عن القطاع الزراعي ليه ما طلع واحد فيهم يعلق على الموضوع. جميعهم لا يساوون ورقة بحث للدكتور لأنهم غير مسئولين.

  2. السؤال كيف تحافظون وتستفيدون من هذه الهبه الربانية؟ للاسف ما في اي خطة من بني كيزان الوهم لانهم لا امخاخ لهم ولا هم لهم غير كروشهم فقط وليس الوطن والمواطن……..حسبنا الله و نعم الوكيل

  3. حان الوقت ان نقيم مركز لدراسات الصمغ السوداني بمثابة مرجعية ذات مصداقية تعنى بشجرة الصمغ و العنصر البشري المرتبط بها و كل ما يرتبط بعمليات الانتاج.

  4. كم انتاج الشجرة الواحدة وهل يمكن زراعته في مشروع مروي او مطري