رأي ومقالات

المريخ في أحضان (المؤتمر الوطني)


(1) هذا العنوان لو كان قبل ربع قرن، او عند بدايات حكومة الانقاذ الوطني، مرحلة (اذهب للقصر رئيساً وسأذهب لكوبر حبيساً) ربما كان يثير شيئاً من الدهشة، أما الآن فإن وقوع المريخ في أحضان (المؤتمر الوطني) لم يعد خبراً، وهو لا يحرك ساكناً حتى في اهل المريخ،

فقد اصبح الانتماء للمؤتمر الوطني عند اهل المريخ (فخراً)، وهو الملاذ الآمن لهم في كل الشدائد والصعاب.
(2)
> عندما شارك رئيس الجمهورية بمنصبه (السيادي) لا الحزبي وشارك والي ولاية الخرطوم بموقعه (التنفيذي) في افتتاح الجوهرة الزرقاء التى شيدت بدعم ذاتي وخاص من رئيس نادي الهلال المنتخب، انتقدت بعض الجهات تلك المشاركة واعتبروه (تدخلاً) حكومياً في شأن هلالي خاص. رغم ان الحكومة لا تعرف شيئاً عن سيخ الجوهرة الزرقاء ولا طوبها ولا اسمنتيها ولا حتى ترابها، ولم تساهم الحكومة إلّا بمنح رئيس نادي الهلال وسام الإنجاز في احتفالية الهلال بجوهرته.
> الهلال بنى جوهرته برجاله الذين أتوا لحكمه عبر (صناديق الاقتراع)، والهلال يمتلك الآن (قناة فضائية) أحدثت طفرة عامة في الإعلام الفضائي، ليكون الهلال بذلك من الأندية القليلة في القارة الإفريقية التى تمتلك (فضائية خاصة).
> والهلال في (14) سنة حكم فيها ابن المؤتمر الوطني جمال الوالي المريخ فاز ببطولة الدوري الممتاز (10) مرات مقابل (4) مرات فقط للمريخ، كان فيها تدخل واضح من السلطة ومن الاتحاد العام ومن لجان تحكيمه ليفوز المريخ بتلك الالقاب.
> الهلال ظل بفضل مجالسه (المنتخبة) يشكل حضوراً مميزاً ومشرفاً في البطولة الافريقية الاولى، يقابله تذبذب واضح في مشاركات المريخ الإفريقية.
> كل تلك الاشراقات حدثت في الهلال بفضل المجالس المنتخبة، في الوقت الذي يبخل فيه رجال المريخ واقطابه بسداد (فاتورة) كهرباء نادي المريخ عندما تقبض السلطة يدها.
> لذلك كان التدخل الكبير من السلطة في مجالس المريخ وفي شؤونه، ولا عجب أن تجد مجالس المريخ المنتخبة معارضة كبيرة من جماهير النادي ومن إعلامه.
(3)
> مجلس المريخ المنتخب الأخير وجد معارضة عنيفة وقوية من اعلام المريخ، حتى أن مجلس المريخ المنتخب دخل في حرب شعواء مع اعلام المريخ، وظهرت اصوات وكتابات (حمراء) تدعو السلطة للتدخل و (إنقاذ) المريخ بشكل مباشر ومناجاة رسمية للحزب الحاكم.
> عندما يحكم المريخ مجلس منتخب يكتبون (المريخ في محنة) ويقولون إن (المريخ في أزمة)، ويتحدثون عن (الكارثة) التى تهدد المريخ… المريخ (يتلاشى) ..المريخ (انتهى)، هكذا كانت كتاباتهم.
> تخيلوا أن بعضهم هاجم المؤتمر الوطني واعتبر أن السلطة تحارب المريخ، فقط لأن المريخ يقوده (مجلس منتخب) أتت به الجمعية العمومية للمريخ.
> أهل المريخ ادمنوا (لجان التعيين)، حتى صار الاشتراط الاول لجمال الوالي للعمل في مجالس المريخ أن يأتي على رأس لجنة (معينة) وان يقوم باختيار أعضاء هذه اللجنة بنفسه.
> ولا نشهد لقاءات ولا نشهد دعماً ومساندة لجمال الوالي لمجالس المريخ إلّا اذا اتت عبر (التعيين)، اما المجالس المنتخبة في المريخ فتحاصر بالطعون والديون والحرب الإعلامية الجائرة.
> وصل الحال في المريخ إلى أن إعلامهم أصبح يحتفل بقرارات تعيين لجان تسيير للنادي، ولا يجدون في ذلك حرجاً او خجلاً.
(4)
> مجلس المريخ المعين الذي جاء على حساب (مجلس منتخب) عقد اول اجتماعاته بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم برئاسة محمد الشيخ مدني وكل أعضاء اللجنة.
> خُد!!
> مجلس المريخ المعين عقد اجتماعاً مع لاعبي الفريق نهار امس الاول في حضور رئيس نادي المريخ السابق جمال الوالي ورئيس مجلس شورى المريخ محمد الياس محجوب.
> شوف!!
> لاحظوا ان جمال الوالي ومجلس الشورى ومجلس الشرف المريخي والروابط والقروبات والإعلام الأحمر كلهم لا يظهرون إلّا مع لجان التسيير.
> هل يعقل أن تعيين لجان المريخ على هذا النحو : (أصدر والي الخرطوم المهندس عبد الرحيم محمد حسين قراراً قضى بتعيين المهندس نهيزي الرفاعي مديراً عاماً لهيئة مياه الولاية).
> ما هو الفرق بين المريخ وهيئة المياه بولاية الخرطوم، اذا كانت مجالس المريخ تأتي بنفس الطريقة التى أتى بها مدير الهيئة القومية للمياه في الولاية.
(5)
> أمس كتب المهندس الطيب مصطفى مشيداً بقرار الوزير الذي حل مجلساً منتخباً وعيّن لجنة تسيير للمريخ، وهذا أمر ليس غريباً على الطيب مصطفى، فقد سبق أن اشاد رئيس منبر السلام العادل بلافتة (المحرقة) التى رفعتها بعض جماهير الهلال في مباراة القمة الأخيرة.
> المهندس الطيب مصطفى كتب : (أقول للوزير اليسع لقد أحسنت واتخذت القرار الصائب، أما المريخاب فادعوهم لأن (يبقوا عشرة) على ود الشيخ فقد حل عليهم الخير.
> الباشمهندس الطيب مصطفى.. الرجاء أن تبقى بعيداً عن الساحة الرياضية، فنحن لسنا في حاجة إلى (انفصال) آخر في الرياضة.
> لا تقربوا الرياضة.. خليكم مع (الحلو).
> وعرمان.
> وعقار.

محمد عبدالماجد
الانتباهة