تحقيقات وتقارير

امتد لثلاثة أشهر.. غياب علي الحاج.. حساسية التوقيت وغموض المشهد


سؤال مؤرق يوجه دائماً لقيادات حزب المؤتمر الشعبي، عن سر غياب الأمين العام د. علي الحاج، الذي غادر البلاد لتسويق مبادرة للسلام في القارة الأوروبية العجوز، ولكنه انقطع هناك منذ ثلاثة أشهر جرت فيها مياه كثيرة تحت جسر السياسة بالبلاد. فهل الغياب في هذا الوقت مبرر، أم في ذاته يمثل موقفاً سياسياً، أم تراه ذا صلة بأوضاع الأمين العام الصحية.

تأثير بالغ

يقول القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، د. عمار السجاد، لـ(الصيحة) إن غياب الأمين العام د. علي الحاج تأثر به المؤتمر الشعبي تأثيراً كبيراً في ظل ما يحيط بالساحة السياسية من أحداث متسارعة.

ويضيف السجاد أن هذا الغياب جعل الحزب في وضع اضطراب بسبب تواجد الحاج بألمانيا، وكان أول من تأثر بهذه المسألة هي الأمانة العامة التي أضحت مفرغة من اتخاذ القرارات وتحولت إلى كيان للتنوير والمعرفة والدراية العامة، عازياً ذلك إلى محدودية صلاحيات نائب الأمين العام الذي يعمل في نطاق ضيق ما دفع أن تتحول الأمانة العامة إلى تقليص اجتماعاتها بل وأضحت عديمة الجدوى حتى عندما تجتمع ولو بعد حين، مؤكداً أن هذه النقطة باتت تؤرق العديد من كوادر وقيادات المؤتمر الشعبي، وتسببت في نشوب المشاكل والخلافات في بعض الأحيان، حيث إن تواصل الأمين العام الآن فقط مع (الشعبي) وهو خارج البلاد محصور في ثلاث أمانات، وهي أمانة (السلام – السياسية – الحريات)، ولا علاقة له بموقف سياسي كما يتردد والبادي أنه يأتي في سياق دواعٍ ومسببات صحية تخص الأمين العام.

مواقف في الأفق

بينما يقول المحلل السياسي بجامعة الخرطوم بروفيسور الطيب زين العابدين لـ (الصيحة) إنه من المؤكد أن الموت الذي غيّب الأمين العام السابق الراحل د. حسن عبد الله الترابي كان له تأثير بالغ في نفوس الشعبيين، وألقى بظلاله على مستوى الممارسة السياسية للحزب فقد ظهر جلياً ذلك من قبل عندما أثيرت بعض القضايا فكانت هناك وجهات نظر مختلفة خرج بعضها لوسائل الإعلام عن ممارسات ديكتاتورية داخل الحزب لصالح عدم تعميم مبدأ الشورى الذي كان سائداً في الماضي على أيام د. حسن الترابي.

لافتاً إلى أن تغيب د. علي الحاج عن الساحة السياسية السودانية في هذا التوقيت وبغض النظر عن أسباب ومبررات الغياب يخلق حالة من الفراغ داخل الحزب، ومن ثم ينسحب ذلك على مسار الحزب المشارك في حكومة الوفاق الوطني وتعويل الجميع في الماضي على الشعبي بإحداث الفارق نسبة لدعوته الدائمة للحريات والعدالة الاجتماعية وسيادة حكم القانون عبر مبادرة الحوار الوطني التي دخلها حسب مشروع التخلي عن تغيير النظام وإقامة تحالفات مع القوى والأحزاب السياسية المعارضة.

لذا، فإن امتداد غياب د. علي الحاج لأكثر من هذا، فهو يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك موقفاً سياسياً يتبلور في عقل الرجل، وربما قد يكون بسبب مجموعة التصرفات والسلوك الأخير للحكومة في التراجع عن تعهدات بسط الحريات وأيضاً تغييب حزب المؤتمر الشعبي على مستوى المشاركة بالحكومة في كثير من القرارات برغم أنه حزب صاحب ثقل جماهيري بالمركز والولايات.

تقليص أدوار

بدوره يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري د. بهاء الدين مكاوي أنه من البديهي أن يتقلص دور أي حزب سياسي بحكم مناخ المتغيرات التي قد يمر بها سواء من انشقاق بعض كوادره أو خلافات تفضي إلى تجميد أعضاء بالحزب، وكذلك ضمور نشاط التنظيم. بيد أن مكاوي في حديثه مع (الصيحة) لفت إلى عوامل داخلية استدعت هذا التناقص في أداء الحزب، وليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بغياب الأمين العام فقط، حيث إن الحزب السياسي أو التنظيم عليه أن يستوعب أن العمل السياسي لابد أن ترسم له مسالك مختلفة قادرة على توصيل رسالة الحزب وعدم ربط الأمور بشخص أو فئة معينة. وطبقاً لمكاوي فإن من إشكاليات الأحزاب السياسية السودانية الوقوف عند محطة الفرد والتحرك في ذلك الفلك من دون التفكير أبعد من ذلك ما يترتب على الأمر ربط مصير التنظيم بقدرة وإمكانيات وتفكير قائد المجموعة، بينما المؤتمر الشعبي على حد تعبير بهاء الدين حزب له من الكوادر القادرة على إحداث تغيير في الطريقة التي يدير بها شؤونه وما يجعله أكثر قوة، حيث إنه الآن وبحكم الواقع يظل تنظيمياً وسياسياً يكتفي بكتابة البيانات دون الذهاب أبعد من ذلك بالمبادرات السياسية التي يحتاج إليها السودان بشكل كبير.

حنين للماضي

لسنوات استعصم د. على الحاج بمدينة بون، ومن هناك لعب أدواراً سياسية بارزة في المؤتمر الشعبي، ولكن التململ الحالي من امتداد جولته الأوروبية لا ينفصل عن سياقات الأحداث التي تتطلب وجوداً في الأرض، فهل يسارع بالعودة أم يعود إلى الشخص القديم الذي يدير نشاطاته من الخارج.

المصدر: صحيفة الصيحة.


‫2 تعليقات

  1. الزول ده شكلو غواصه
    وكان جاي لفيلم وطرشق
    وبعدين عندو الجواز الالماني
    وممكن اكون املاك وفلل وحشم وخدم
    وجو اوربي رائع ماذا يفعل بوجهكم الكاحله
    التي تقطع الروب وتدوب العرقوووب هههههه
    +
    @أول من تأثر بهذه المسألة هي الأمانة العامة التي أضحت مفرغة من اتخاذ القرارات وتحولت إلى كيان للتنوير والمعرفة والدراية العامة، @
    ما تشوفوا ليكم شغله تنفعكم
    بدل شغل العطاله ده
    يعني الزول منكم لو سالوهو شغال شنو
    اقول انا شغال حزبي شغل ني شغل وهمي
    الغرب فرطق دول العالم حته حته واوهمهم بشئ صليبي اسمو ديمقراطيه واحزاب

  2. كفن الجنازه وخرج ولم يعد الموضوع صار فشنك ولكل اجل كتاب نشوف الكيزان في الاخره إن وجدت اخره في الاصل لهؤلاء~جر ~جر