سياسية

(الأزمات الدولية): خيبة أمل الخرطوم في واشنطن والخليج دفعها لروسيا وتركيا


قالت مجموعة الأزمات الدولية إن شعور الخرطوم بخيبة الأمل جراء عدم التطبيع السريع مع واشنطن وقلة المكافآت المالية التي تلقتها من دول الخليج دفعها للبحث عن حلفاء أثرياء مثل روسيا وتركيا لاحتواء أزمتها الإقتصادية.

وبحسب تقرير حديث للمنظمة التي مقرها بروكسل، فإن براعة الحكومة السودانية في الاستفادة من الأوضاع الإقليمية لمعالجة أزماتها الاقتصادية ستكون على المحك في المدى القصير جراء تعقيدات متزايدة تطال المنطقة.

وتتعامل الحكومة السودانية منذ مطلع يناير مع احتجاجات ضد الغلاء بعد أن أقرت إجراءات اقتصادية قاسية بتحرير القمح ورفع سعر الدولار الجمركي.

وقال التقرير الصادر، يوم الجمعة، إن حكومة الخرطوم أثبتت لفترة طويلة براعتها في التنقل في “المياه الجيوسياسية المتقلبة”، لكن قدرتها على القيام بذلك من المرجح أن يتم اختبارها على مدى الأشهر المقبلة.

وأوضح أن تنقل البشير بين التحالفات الاقليمية حقق بعض المكاسب لحكومته، “لكن من المرجح أن تثبت هذه المكاسب على المدى القصير في أحسن الأحوال”.

وأشارت مجموعة الأزمات الدولية إلى أن نائب وزير الخارجية الأميركية جون سوليفان زار الخرطوم في نوفمبر الماضي وأبلغ المسؤولين السودانيين بضرورة إجراء اصلاحات تتعلق بأوضاع حقوق الإنسان حتى يمكن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبالتالي الاستفادة من اعفاء الديون الخارجية والتطبيع مع واشنطن.

وأوضحت في تقريرها أنه منذ ذلك الوقت بدأت الخرطوم تبحث عن الدعم في أماكن أخرى وبعد فترة وجيزة وفي ذات الشهر زار الرئيس البشير موسكو حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحصل على اتفاق لشراء القمح بسعر مخفض.

وتابع التقرير”كما أثار البشير القلق في واشنطن بإعلان دعمه للتدخل الروسي في سوريا وانتقد سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

لكن التقرير يعود ويؤكد أن قادة السودان يرون أن التقارب مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى وكذلك مع الاتحاد الأوروبي أمر بالغ الأهمية على المدى الطويل.

وأضاف “لكن في هذه الأثناء يحتاج النظام إلى زراعة أصدقاء يمكن أن يساعدوه على درء التهديدات المباشرة ولا سيما تلك المتعلقة باقتصاده المتخلف.. بهذه الروح تكيف البشير مع المشهد الجيوسياسي الشائك على نحو متزايد، بالانتقال من تحالف إلى آخر”.

وأفاد أنه مع أرباح الشراكة الأميركية التي لا تزال غير مدفوعة في الغالب، فإن السياسة الخارجية للخرطوم من المرجح أن تستمر في التطور مع التحولات في العلاقات بين اللاعبين الأكثر ثراءً وأكثر قوة.

وقال إن “الأزمة الاقتصادية في السودان تزيد من الضغط على الرئيس البشير في الداخل حيث أن السياسات الإقليمية أصبحت أكثر تعقيدا من اي وقت مضى”.

ويرى التقرير أن الرئيس السوداني تجنب حتى الآن الانزلاق في الأزمة الخليجية بين قطر من جانب والسعودية والإمارات من جانب آخر، بيد أن الاحتكاك مع مصر بسبب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للخرطوم في أواخر ديسمبر، وتطاول الانقسامات في الخليج يجعل من الصعب تحقيق هذه المرونة في العلاقات الإقليمية.

وتعهد أردوغان بالقفز بالتبادل التجاري بين الخرطوم وأنقرة إلى 10 مليار دولار بدلا عن 500 مليون دولار حاليا، ووقع الطرفان العديد من الاتفاقات الاقتصادية، كما منح السودان تركيا حق إدارة سواكن على البحر الأحمر لإعادة ترميم المدينة التاريخية.

وأبان التقرير أن الاحتكاكات بين السودان ومصر جاءت في يناير الماضي بعد زيارة الرئيس التركي، إثر تقارير تفيد بأن مصر نشرت قوات في إريتريا، ويبدو أن القاهرة لم ترسل سوى عدد قليل من المستشارين والمدربين.

وردا على ذلك أغلقت الخرطوم الحدود مع إريتريا وأعلنت حالة الطوارئ في ولاية كسلا المتاخمة ونشرت قواتها بالمنطقة

سودان تربيون


تعليق واحد

  1. نحن فى زمن تحكمه المصالح واللعب بقى بالمكشوف…السودان ليس إستثناءا… يجب ان يكون شعار وإستراتيجية أى حكومة هو عدم وضع كل البيض فى سلة واحدة…… وعدم التعويل على التكتلات الإقليمية وحدها خاصة العربية منها والتى هى فى الغالب تؤدى أدوار مرسومة لها من قبل أسيادها…