منوعات

بالفيديو .. قصة اتهام لـ«أم كلثوم» ردت عليه بنفسها: «لا أحب التظاهر الذي يعكس مركب نقص»


قبل ظهور كوكب الشرق أم كلثوم كان الاعتماد في الأساس على الغناء المسرحي، الذي يمزج بين الأوبرا والأوبريت، وهو النوع الذي كان أكثر شهرة على مسارح عماد الدين، وقدمته فرق سلامة حجازي ومنيرة المهدية وغيرها من الفرق، وبعد فترات من الزمن بدأ يتغير ذلك النوع من الغناء.

ومع ظهور أم كلثوم وشهرتها اختلف شكل الوصلات الغنائية، لتأخذ أسلوب الفقرات الغنائية الذي اشتهرت به «كوكب الشرق»، واختفى «الغناء المسرحي»، وربما ذلك كان سببًا رئيسيًا في الهجوم عليها واتهامها بأنها وراء اختفاء ذلك النوع من الفن، وظل ذلك الاتهام ممزوجًا بتساؤلات عديدة حول رفض أم كلثوم تكرار التجارب القديمة.

أم كلثوم ترد على الاتهامات بمقال

وبعد تكرار الحديث عن قضية الغناء المسرحي، وصلت الاتهامات إلى مسامع «كوكب الشرق» لترد عليها بنفسها في مقال نشر بمجلة «صباح الخير» حمل عنوان: «لست مسؤولة عن اختفاء الغناء المسرحي»، والمنشور في كتاب «مذكرات أم كلثوم ووثائق أخرى»، من إعداد الكاتب الصحفي محمد شعير، تحدثت فيه عن رأيها في الغناء المسرحي وموقفها منه.

تقول أم كلثوم في مقالها: «هل أنا مسئولة حقًا عن اختفاء الغناء المسرحي في مصر؟ وهل صحيح أننا عرفنا الأوبرا والأوبريت في أيام الشيخ سلامة حجازي ومنيرة المهدية ثم جئت أنا فأبطلت هذا الفن المسرحي، ولم أستمر فيه؟».

وتضيف كوكب الشرق: «إن لي رأيًا فيما كان عليه الغناء المسرحي في مصر، أنه لم يكن أوبرا ولا أوبريت ولا غناءً مسرحيًا بالمعنى المفهوم، كان مجرد أغان فوق المسرح، لا تنسجم مع القصة المسرحية، بل هي تقطع سياق القصة، وتقف المغنية أو المغني ليؤديا دورهما فتصبح الأغنية في جانب والموسيقى في جانب والقصة نفسها جانب ثالث، لا يربط بين هذه العناصر الثلاثة أية صلة غير اجتماعهم بالصدفة فوق خشبة المسرح».

وتابعت أم كلثوم في مقالها: «لم أرض عن هذا الأسلوب في الغناء، فإما أن تكون لدينا أوبرا وأوبريت بطريقة سليمة، أو أمتنع عن الظهور على المسرح لأغني خلال مسرحية أعتقد أن الغناء لا يتفق معها، والأوبرا المصرية كما أراها وأتوقعها ومازلت على استعداد لأدائها على المسرح، إن وجدت، ويجب ألا تكون تقليدًا للأوبرا الأجنبية».

وتقول أم كلثوم: «الموسيقي يجب أن تعبر عن روحنا الشرقية، ولا يمكن أن نفرض على الجمهور ذوقًا أجنبيًا لا يستسيغونه، وإذا كان من الممكن الاعتماد في فنون أخرى كالرسم مثلا على الذوق والأسلوب الأوروبي، فذلك لأن جمهور الصورة واللوحات الفنية محدود ومحصور في طبقة فنية ضيقة من المثقفين».
«شاهدت الأوبرا الإفرنجية فلم اهتز لها»

وتوضح :«لقد استمعت إلى الموسيقى الأوروبية، وشاهدت الأوبرا الإفرنجية، فلم اهتز لها ولم أحس بصدى لها في نفسي كمطربة شرقية، وأعتقد أن هذا شعور الآخرين، فاللذين يترددون على الأوبرا يهتمون باستعراض الملابس والأزياء والظهور في المجتمعات أكثر من اهتمامهم الحقيقي بالموسيقي والغناء، وأنا لا أحب هذا التظاهر الذي يعكس مركب النقص وعدم إحساسنا بشخصيتنا العربية».

ووضعت أم كلثوم روشتة الأوبرا المصرية تقول: «الاعتماد على التراث الموسيقي القديم ولا أقصد به الألحان القديمة بذاتها، إنما نستلهم روحه ونربطه بواقع حياتنا، وهو يجمع بين الموسيقى والغناء والرقص في الأندلس وفي أيام العباسيين، وإخراج تابلوهات بسبب أصولها من هذا التراث وتؤلف لها قصة مناسبة، ثاني النقاط، إعداد أسوات مختلفة لتشترك في الغناء وإعداد كورس غنائي مدرب، وثالثًا المحافظة على الآلات الشرقية والمقامات الموجودة في الموسيقى الشرقية ولا توجد في الغربية، وبأن نصنع آلاتنا الموسيقية في مصر، لأن الآلات النحاسية والخشبية التي تصنع في الخارج لا تستطيع أن تؤدي الربع مقام، ولو تحققت هذه الشروط سيكون مولد الأوبرا المصرية كفن حقيقي».

يذكر أن أم كلثوم كان لها محاولة لتعريب أوبرا عايدة وقدمتها بالفعل في فيلم «عايدة» عام 1942، كتب النص أحمد رامي ولحن الفصل الأول محمد القصبجي والثاني رياض السنباطي وتوزيع إبراهيم حجاج وقيادة الأوركسترا من نصيب عزيز صدقي، لكن تسبب طول الأوبرا وصياغتها ضمن أحداث الفيلم في هجوم النقاد على العمل.

واعتبر النقاد أنها محاولة منها للرد على أغنية «يا طيور»، التي قدمتها أسمهان على طريقة الأوبرا بفضل موهبة محمد القصبجي، لكن التجربة لم تنجح وهو ما رفضت «كوكب الشرق» تكراره مرة أخرى.

وكانت أغنية «يا طيور» قد قدمتها أسمهان عام 1940، وتأثر فيها «القصبجي» بـ«فالس» غنائي من تأليف الموسيقار النمساوي الأصل، يوهان شتراوس، لكنها لم تكن نسخة عنه.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

المصري لايت