الطيب مصطفى

سلفاكير والجامعة العربية !!


حق للرئيس اليوغندي موسيفيني أن يغضب ويقنع ظاهراً وباطناً من رئيس دولة الجنوب سلفاكير بعد أن رآه يطلب الانضمام إلى الجامعة العربية التي ما انفصل هو وشعبه عن السودان إلا بُغضاً لها ولكل ما يربطه بكل شيء عربي بما في ذلك اللغة العربية بالرغم من أنه لا يجد غيرها يتفاهم به مع قبائل الجنوب الأخرى.

اللهم لا شماتة، فقد رفضت الجامعة العربية طلب سلفاكير وحق لها، ذلك.

إنها تعلم أكثر مما يعلم موسيفيني، أنه لا شيء يربط الرجل بالجامعة العربية التي أراد أن يتخذها وسيلة لتحقيق بعض المكاسب من الدول المنضوية في عضويتها.

لقد ظل ساسة الجنوب منذ ما قبل الاستقلال يعملون على نزع السودان من محيطه العربي الإسلامي، ولذلك كان من أولى قرارات قادة الجنوب بعد الانفصال اتخاذ الإنجليزية لغة رسمية بالرغم من أن الجنوبيين لا يتفاهمون مع بعضهم بعضاً إلا من خلال (عربي جوبا)، بل كان مشروع السودان الجديد مُصمماً على أنموذج جنوب إفريقيا وروديسيا (زيمبابوي) وزنجبار الذي عمل على (أفرقة) تلك الدول وتحريرها من الأقليات التي كانت تحكمها، ولذلك لا غرو أن يسمي قرنق حركته بالحركة الشعبية (لتحرير السودان).. تحريره مما ظل يُسميه في خطابه السياسي بالأقلية العربية الإسلامية.

شهد قرنق بنفسه مذبحة عشرات الآلاف من العرب في زنجبار في ديسمبر 1964، حيث كان وقتها طالباً في (دارالسلام) ومعه موسيفيني، وظلت تلك الواقعة محفورة في ذاكرته، حيث تبنّاها سياسياً بعد ذلك، عندما أنشأ (الحركة الشعبية) وصمّم (مشروع السودان الجديد).

لقد نجح الإنجليز خلال فترة استعمارهم للسودان في تطبيق شعار (فرّق تسُد) (DIVIDE AND RULE)

حيث أصدروا قانون المناطق المقفولة The closed districts act الذي حرموا به التداخل بين الشمال والجنوب، حيث منعوا دخول الشمالي إلى الجنوب إلا بتأشيرة كما منعوا اللغة العربية وقصروا التعليم على المدارس التبشيرية التي تمكنت من خلال مناهجها التعليمية الكنسية من زرع الكراهية في نفوس الجنوبيين لكل ما هو شمالي وعربي ومسلم حتى يُبغِّضوا الجنوبيين في الإسلام وتمكنوا بذلك من فصل الجنوب ثقافياً واجتماعياً بينما أبقوه موحداً مع الشمال سياسياً.

ليت القراء الكرام اطلعوا على الوثائق والأدبيات التي أصدرتها الحركة الشعبية حول هوية السودان بما في ذلك ورقة قرنق بعنوان (التنوع السوداني) The Sudanese Diversity والتي عبّر فيها عن عنصرية بغيضة ومبغضة لكل ما هو عربي وإسلامي.

لقد رفض قرنق اتفاقية الدفاع العربي المشترك مع مصر، ورفض المبادرة المصرية الليبية للتوسّط حول النزاع مع الحركة الشعبية وأصر على مبادرة منظمة الإيقاد الأفريقية التي أنتجت اتفاقية نيفاشا.

ليت المساحة المتاحة لهذا المقال تسمح بنقل ما كانت تنشره صحف الجنوب Khartoum Monitor و The Citizen من غثاء عنصري بغيض نحمد الله أن مكّننا نحن في منبر السلام العادل من التصدّي له بالرغم من أنه عرّضنا خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت توقيع اتفاقية نيفاشا المشؤومة لسيل جارف من الهجوم والاتهامات بالعنصرية وغيرها من صحيفة الحركة الموءودة (أجراس الحرية) وأتباعها من قوى اليسار وبني علمان مما نحتسبه راجين عفو الله وغفرانه.

لن تنسى ذاكرة الخرطوم عبارات عدو الشمال والسودان باقان أموم – كبير أولاد قرنق – وهو يغادرنا بعد الانفصال إلى جنته الموعودة (جوبا) التي أذاقته السجن والطرد والتهديد بالقتل .. لن تنسى الخرطوم قوله: (باي باي عرب) (باي باي للعبودية) (ارتحنا من وسخ الخرطوم).

لقد ارتاحت الخرطوم من باقان ومن ناكري الجميل الذين احتضنتهم الخرطوم والشمال والشماليين ولم يعتدوا على أي فرد منهم بالرغم من أن جنودنا كانوا يقاتلون تمرداتهم هناك في أحراش الجنوب وبالرغم من المذابح التي مثّلوا فيها بالشماليين – نساءً وأطفالاً وشيوخاً – في توريت والمدن والمناطق الأخرى في عام 1955 قبل أن يخرج الإنجليز من السودان.

كان تمرد الجنوب كله يقوم على كراهية الشمال والشماليين على أساس عنصري مُبِغض للعرب والمسلمين واللغة العربية، وكانت حرب قرنق تقوم على تبديل هوية السودان تماماً وبأن يحكمه الجنوب كما حكم الأفارقة جنوب أفريقيا بعد أن أزاحوا البيض (المستعمرين).

كان قرنق يؤلّب الأفارقة ويقول لهم أيام الحرب: لقد مكث العرب في الأندلس أكثر مما مكثوا في السودان، وكما خرجوا من الأندلس سيخرجون من السودان)، وكان يقول: (إن العرب في السودان لا يختلفون عن البيض في جنوب أفريقيا وكما حُرِّرت جنوب أفريقيا سيُحرَّر السودان)، ورغم ذلك كله يُريد سلفاكير أن يضم دولة الجنوب إلى الجامعة العربية!!!!!!!!

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫5 تعليقات

  1. الطيب مصطفي طبعا مافي زول بقرا كلامك ده
    وانا كلما اقرا لك اتعرف علي مدي نتانتك وطريقة تفكيرك
    ماممكن للدرجه دي موضوعك يكون شخصي
    انت فاكر نفسك احسن من باقان ولا غيره
    انت وباقان وزنكم واحد في العنصريه
    وبتخيل لي عنصرية باقان كانت رد فعل لعنصريتك انت
    معقوله انت نسيت يوم الانفصال نسيت التور الاسود
    سود الله وجهك .. ياخي نحنا زاتنا ماعندنا طريقة مع العروبه
    متزيلين مع العرب حتي اللحظه وبعد ده كله لسه انت بتدافع عن العروبة
    خربت عقلية الصادق الرزيقي معاك شايف حتي كتاباته بتشبه كتابات
    طبعا لوماعمل كده اكيد حيركب الشارع طبعا

  2. مشكلتنا في السودان منذ الازل كانت في االهويه هل نحن عرب ام افارقه وكل الحروب الاهليه كانت مساله الهويه هي اساس الحرب وليتنا نعلم جميعا ااننا لست بعرب ولا يعترف بنا في الدول العربيه لقد شاهدنا بام اعيننا عنصريه العرب والنظره الدونيه لنا مع اعتقادنا ياننا افضل العرب ويضحكون علينا بانتماءنا للعرب لذا اارجو الانتماء للسودان بغض النظر عن القبليه

  3. نشكر الكاتب على المقال الرائع والذي يكشف مدى خسة الجنوبيين وطريقة تفكيرهم المنحطة، ما قالوا هم افارقة مالهم ومال الجامعة العربية؟؟ صحيح شعب رمم

  4. كلام في الصميم
    شكراً للكاتب
    الجماعة قالوا الروووب وقاموا جارين للجامعة العربية !!
    مسكين أخونا سلفا
    تعيش وتاخد غيرها يا ولد قرنق