صلاح الدين عووضة

نوم العافية !!


*أشهر حالة نوم هي نومة أهل الكهف..

*وفي بلادنا يُفترض أن تُستبدل عبارة نوم العوافي بنوم النواب..

*فمن شدة إدمان نوابنا النوم سُموا (نوَّام) البرلمان..

*ويقظتهم أسوأ من نومهم ؛ إذ حين يتم إيقاظهم يبصمون… ويصفقون… ويهلِّلون..

*وأغرب تجربة نوم عايشتها كانت من تلقاء قريب لنا (نوَّام)..

*ففي نهار أحد أيام رمضان أغلق عليه باب غرفة بعيدة ومارس هوايته في النوم..

*وظل نائماً – دون علم أحد – إلى حين موعد إفطار اليوم التالي..

*ورب العزة شبَّه في كتابه الكريم الموت بالنوم..

*ولكن الناس يحبون النوم ويخشون الموت… رغم إنهم كانوا ميتين من قبل..

*وقراءة القرءان بدهشة فلسفية تكشف جوانب مذهلة..

*والأطفال لديهم مثل هذه الدهشة – بالفطرة – وهم يستكشفون الوجود من حولهم..

*ثم مع الدهشة ربط بعض الآيات – ذات الصلة – ببعضها..

*يعني الحق يقول مثلاً (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم)..

*ولنعرف كيف كنا أمواتاً – من قبل – علينا استدعاء آية أخرى..

*وهي (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ثم أشهدهم على أنفسهم)..

*وتمضي لتقول (ألست بربكم قالوا بلى)..

*بمعنى أن الله أشهدنا (عنده) ربوبيته ؛ ثم أحيانا من بعد موت…حياتنا هذه..

*وبمثلما لم نشعر بزمن موتنا السابق لن نشعر بزمن موتنا القادم..

*فقط ننوم كنومة أهل الكهف… وحين نستيقظ يبدو لنا الزمن (يوماً أو بعض يوم)..

*وتبدو لنا موتتنا كنوم عميق… مثل نومة قريبي تلك..

*والدليل قوله تعالى في آية أخرى (قالوا يا ويلنا من أيقظنا من مرقدنا)..

*ولاحظ هنا مفردتي النوم ؛ (أيقظنا)….و(مرقدنا)..

*فقراءة كتاب الله بدهشة طفولية – فلسفية – هي ممتعة… وجميلة… ومفيدة..

*وتقفز بك إلى حقائق أشياء مذهلة… تثبت عظمة الخالق..

*بينما قراءته بعيون الذين وضعوه في قوالب (جامدة) تقتل بدواخلنا متعة الدهشة..

*وتجعلك تؤمن – دونما تفكُّر- بعذاب القبر… ونزول المسيح..

*ومن آيات الله العظيمة – في أنفسنا – آية النوم… وهي موضوع كلمتنا هذه..

*وهي تصادف (اليوم العالمي للنوم)… فهو معجزة إلهية..

*فبه يجدد الإنسان نشاطه ، كما يجدد الثعبان جلده… ولولا هذا التجديد لمات كلاهما..

*وقد تتجاوز فائدة النوم – أحياناً – هذا التجديد التلقائي..

*فقريبنا استيقظ ؛ فوجد أن يومين من أيام رمضان قد سقطا عنه..

*وأهل الكهف استيقظوا ؛ فوجدوا مستهدفيهم… وأبناءهم… وأحفادهم… قد ماتوا..

*و(نوَّام) البرلمان استيقظوا ؛ فوجدوا بيوتاً جاهزة في انتظارهم..

*وفيها يواصلون (نوم العافية !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة