منوعات

آخرهم السفير عطا المنان بخيت دستوريون سودانيون في مناصب كبيرة بالمحافل الدولية


نافع علي نافع أميناً لمجلس الأحزاب الأفريقية

كمال حسن علي مساعداً لأمين الجامعة العربية

أميرة الفاضل مفوض اجتماعي بالاتحاد الأفريقي

أبو شامة: هذه الوظائف مهمة وتبرز وجه السودان المشرق

خبير: ليس لدينا مناصب لأشخاص في الأمم المتحدة

هناك كثير من السودانيين انطلقوا من المحلية إلى منصات الإقليمية والعالمية وكانت بداياتهم بمناصب دستورية في بلدهم السودان ومن ثم تم ترشيحهم من بلادهم وفقاً لمنافسة شرسة من منافسين قدمتهم دولهم، وبعضهم تم اختيارهم بسبب تفوقهم الأكاديمي وسيرتهم العطرة، وبعضهم كان لتزكيتهم من قبل السودان أثر في تكليفهم بمهام جديدة لها طابع إقليمي.

ومن هؤلاء مساعد رئيس الجمهورية السابق د. نافع علي نافع والذي أصبح الأمين العام لمجلس الأحزاب الأفريقية ، ومنهم الدكتورة أميرة الفاضل والتي انتقلت من وزيرة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي لتفوز بمنصب مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الافريقي، ومنهم د. كمال حسن علي وزير التعاون الدولي في الفترة (2015-2016) والذي أصبح أميناً عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية، ومنهم أيضاً البروفيسور إبراهيم الدخيري والذي شغل منصب وزير الزراعة والغابات السابق، ومن ثم اختير في العام الماضي ليكون مديراً عاماً للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وآخر هؤلاء المسؤولين البارزين هو السفير عطا المنان البخيت وزير الدولة بوزارة الخارجية والذي أصبح الخميس الماضي أميناً عاماً لمنظمة الدعوة الإسلامية.

د. نافع ومجلس الأحزاب

مجلس الأحزاب الإفريقية السياسية تأسس بالخرطوم في عام 2013م برئاسة السيد ديفيز جاما رئيس مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية، وشغل د.نافع علي نافع منصب الأمين العام لهذا المجلس، وكان الغرض من تأسيس المجلس إنهاء الصراعات والنزاعات في الدول الإفريقية، وتثبيت دعائم الاستقرار في داخل القارة السمراء والتي يواجهها ثالوث الفقر والجهل والمرض، وقبيل أن يشغل د. نافع هذا المنصب تقلد عدة مناصب كبيرة بالدولة بداية بمدير جهاز الأمن في تسعينيات القرن الماضي، ثم وزيراً بوزارة الزراعة والغابات، ثم مستشارًا لرئيس الجمهورية للسلام، ثمَّ وزيراً لديوان الحكم الاتحادي، قبل أن يصبح مؤخراً مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

إنجاز دبلوماسي

يعتبر كثيرون أن وصول دستوريين وسياسيين سودانيين بارزين إلى مناصب دستورية خارجية رفيعة هو نجاح للسودان، وذلك عندما يقود مرشحه أو مرشحته معركة شرسة مع منافسين أقوياء وهو ما حدث مع د. أميرة الفاضل والذي يعتبر نجاحها في الوصول لمنصب مفوض الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الافريقي إنجازا للدبلوماسية السودانية حيث إن المنصب هو أرفع منصب يناله السودان في تاريخ المنظمة، حيث خاضت د. أميرة الفاضل انتخابات مفوضيات الاتحاد الأفريقي وفازت على منافسيها بالمنصب، ومما أهل الدكتورة أميرة لتفوز بالمنصب دور السودان المعروف في القارة الإفريقية إضافة لدور جامعة إفريقيا العالمية وريادتها ودورها في التعليم للعديد من طلاب وطالبات القارة بالإضافة للتأهيل الأكاديمي لدكتورة أميرة الفاضل وحصولها على شهادتي الدبلوم العالي والماجستير من المملكة المتحدة ودراستها الأكاديمية فهي حاصلة على عدد من الشهادات الرفيعة حيث تحمل دبلوماً عالياً من كلية (نورثوست) بلندن، وتحمل ماجستيراً في الآداب حول موضوع (المرأة السودانية وبناء السلام في السودان) من الأكاديمية الدبلوماسية جامعة وستمنستر ببريطانيا 2005، ودبلوم ترويج حقوق النساء العاملات والمساواة في الاستخدام – تورينو – إيطاليا ودبلوم الدراسات الإسلامية من معهد العلوم العربية والإسلامية – فرجينيا – الولايات المتحدة، بجانب عدد من الدورات التدريبية بمعهد الدراسات والبحوث الإنمائية بجامعة الخرطوم وخبرتها المهنية التي أوصلتها لمنصب وزيرة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم ثم وزيرة بوزارة الرعاية الاجتماعية الاتحادية .

قبول بالإجماع

عندما تم ترشيح د. كمال حسن علي بمنصب أمين عام مساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية وافق عليه مجلس وزارء الخارجية العرب بالإجماع، ومما ساعد د. كمال حسن علي للفوز بهذا المنصب تأهيله الأكاديمي حيث حصل على الدكتوراه في فلسفة إدارة الأعمال رغم أنه بدأ بداية إعلامية حيث عمل كرئيس لتحرير صحيفة المسيرة ثم مديراً عامًا لمؤسسة الفداء للإنتاج الإعلامي، ثم المنسق العام للخدمة الوطنية للفترة 1999 وحتى 2001، ومن ثم انتقل د. كمال لمحطة أخرى من العمل التنفيذي فتقلد منصب وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية في الفترة 2011 – 2012 ثم عين بعدها سفيراً لجمهورية السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية خلال الفترة 2012 وحتى 2014، ومن ثم عين بعدها وزيراً للدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي للفترة 2014-2015 ثم عين وزيراً للتعاون الدولي للفترة 2015 – 2016. وأخيراً وفي نهاية عام 2016 عين أميناً عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية وحتى الآن.

أول منصب للسودان

منذ أن تأسست ” المنظمة العربية للتنمية الزراعية ” في عام 1972 بالخرطوم فلم يحظ السودان بمنصب إدارة المنظمة إلا في العام الماضي حيث تم اختيار البروفيسور إبراهيم الدخيري ليكون مديراً عاماً للمنظمة العربية للتنمية الزراعية ” ويعد الدخيري، أحد أبرز خبراء الاقتصاد الزراعي في الوطن العربي، حيث حصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد الزراعي من جامعة ولاية واشنطن الأمريكية، وعلى الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة ميونخ التقنية بألمانيا في عام 1997، وعمل مديراً عاماً لهيئة البحوث الزراعية السودانية في الفترة 2012-2015، ثم وزيراً للزراعة والغابات بالسودان.

منظمة الدعوة الإسلامية والإدارة السودانية

تأسست منظمة الدعوة الإسلامية منذ عام 1980 واتخذت من الخرطوم مقراً لها، وتنشط المنظمة ببلدان عديدة في قارة أفريقيا، ويعتبر مكتب دولة قطر أكبر مكاتبها. وتهدف المنظمة لنشر الإسلام عقيدة وشريعة في أوساط غير المسلمين، بالإضافة لنشر قيم التسامح بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، وشغل السفير عطا المنان بخيت الخميس الماضي منصب مدير منظمة الدعوة الإسلامية خلفاً للدكتور عبد الرحيم علي.

تزكيات حزبية

وأشار د. عبد الله علي إبراهيم في حديثه لـ”الصيحة” أمس إل ىأن هذه الاختيارات تمت لكل هؤلاء باعتبار أنهم جميعاً تابعون لحزب معين له علاقة بالدولة، قاطعاً بأن هؤلاء الدستوريين ليسوا أحسن الأكاديميين الموجودين بالسودان لأنهم لم يصلوا لهذه المناصب إلا لأنهم تابعون للحزب الحاكم، ووصلوا لمناصبهم كوزراء ثم انطلقوا عالمياً بتوصيات من نفس الحزب، مضيفاً بأن السودان لا يعول عليهم كثيراً لأنه لم يختارهم بل هم تابعون لنظام صرف عليهم ورعاهم في المناصب المختلفة حتى وصلوا لهذه المناصب الإقليمية، وكان اختيارهم بتزكية من الحزب الحاكم باعتبار أنهم “خيار من خيار” وهم الداجنون لكل المنافع التي يجلبها لهم هذا الحزب.

وختم إبراهيم حديثه بأن هؤلاء لن يعول عليهم السودان لأنه لم يختارهم، مضيفاً بأنهم أتوا بالتزكيات المعروفة التي هيأتها لهم الحكومة، مؤكداً أن الحكومة لا ترشح إلا أبناء الحزب ولا يتعلق الأمر بالكفاءة المهنية .

وجه مشرق للسودان

وقال السفير الرشيد أبو شامة في حديثه لـ”الصيحة” أمس بأن كل هذه الوظائف الإقليمية والدولية هي وظائف مهمة وتبرز وجه السودان المشرق للخارج مضيفاً بأنهم دائماً ما يرحبون بمثل هذه الوظائف ويرشحونها لتقلد هذه الوظائف المهمة حتى لا يصبح السودان دولة مظلمة خارجياً، مضيفاً أن هؤلاء الذين تتم تزكيتهم وخاصة من وزارة الخارجية لا يتم ترشيحهم إلا لأنهم نجحوا في مناصبهم التي تقلدوها بالداخل، أما عن مناصبهم التي خرجوا منها فلن يعجز السودان في أن يجد بديلاً لهم مضيفاً بأن الإمارتيين الآن يذكرون أن السودانيين كان لهم الفضل في بناء دولتهم، ولازالت هذه الذكرى الجيدة محفوظة عنهم، وعن معايير اختيار هؤلاء الأشخاص قال أبوشامة بأن معايير الاختيار لا يحددها السودان بل تحددها الجهة التي تريد إيفاد الشخص لها وأن وزارة الخارجية تختار الشخص المناسب وترشحه بعد أن ترى المعايير المطلوبة، مضيفاً بأن الاختيار المناسب يفيد السودان لأن من يتقلدون هذه المناصب يبرزون الوجه المشرق للسودان، ولكنهم لن يستطيعوا مخالفة القوانين والدساتير لمنظماتهم من أجل مساعدة السودان، وليس مطلوباً منهم فعل ذلك ، وأضاف أبوشامة بأن هناك فرصاً تضيع من السودان في وظائف مهمة بسبب عدم ترشيح الشخص المناسب لهذه الوظائف، مضيفاً بأن الدول تناضل من أجل أن يتوظف منسوبوها في وظائف دولية.

السودان مظلوم

وذكر خبير إعلامي مطلع – رفض ذكر اسمه – بأن مجلس الأحزاب الإفريقية السياسية استحدث منصب الأمين العام لمجلس الأحزاب الإفريقية السياسية خصيصاً لصالح د. نافع علي نافع وبتمويل سوداني بحت مضيفاً بأن السودان ليس لديه دستوريون كثر في مناصب كبيرة باستثناء منصب رئيس مفوضية الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، وأن ما ناله السودان من مناصب دستورية هو حالات نادرة واستثنائية عدا الذي نالته الدكتورة أميرة الفاضل، وهو منصب إقليمي، وقد جاء بدعم قوي من الدولة بفضل الخارجية السودانية، مؤكداً بأنه ليس لدينا مناصب لأشخاص في الأمم المتحدة أو منظمة اليونسكو أو الاتحاد الأفريقي، وقلل المصدر من استفادة السودان من إدارة المنظمة العربية للإنماء الزراعي أو منظمة الدعوة الإسلامية باعتبار أن مقرهما بالخرطوم، مضيفاً بأن السودان محروم من الموظفين الدوليين فليس لديه غير كامل إدريس في منظمة الشفافية وقد أتى الأخير للمنصب عبر مؤهلاته الأكاديمية وعلاقاته الخاصة، مؤكداً أن وجود أشخاص سودانيين في المنظمات الدولية والعالمية ليس كبيراً وغير مؤثر، وربما العزلة التي فرضت على السودان هي التي أثرت على السودانيين بحرمانهم من هذه الوظائف، فأضحت ترشيحاتهم لهذه المناصب قليلة، وأضاف المصدر أن المناصب الإقليمية الكبيرة غالباً ما تكون بها فوائد للبلد.

الخرطوم: نجاة إدريس إسماعيل
صحيفة الصيحة.


تعليق واحد

  1. للأسف مازالت هناك الكثير من العقبات الكبيرة التي تعيق ترشح الكوادر السودانية المؤهلة لشغل مناصب قيادية وفنية بالمنظمات الإقليمية والدولية، حيث نجد أن الوجود السوداني ضئيل جداً مقارنة بدول المنطقة الأخرى التي لا تفوت أي فرصة لترشيح ابناءها في تلك المنظمات. ويعود ضعف الوجود السوداني في المناصب والوظائف القارية والدولية التي يسهم السودان فيها بصفته عضواً، بالأساس إلى غياب المعلومة أو تأخيرها عن الكوادر السودانية هذا إذا كانت الحكومة نفسها على إطلاع بها ومهتمة بترشيح مواطنيها من ذوي الكفاءات دون أي اعتبارات أخرى. إن وصول الكوادر السودانية لتلك المنظمات يعزز حضور السودان ومشاركته في صناعة وصياغة القرارات الدولية، كما أن وجود هؤلاء الكوادر يكسبهم معارف ومهارات وخبرات جديدة تعود عليهم وعلى السودان بفوائد عديدة خاصة بعد انتهاء فترة عملهم وعودتهم إلى ارض الوطن حيث يمكن أن يساهموا في نهضة السودان.