رأي ومقالات

يا تغنوا إنتو يا أغني أنا


(1) > لا أُفضل (المبدع) الذي يتوسل (جماهيره) ، ويستجداها ويخضع لها تماماً ولا يستطيع توجيههم أو انتقادهم او الاختلاف معهم ، لمجرد أنهم يفضلونه ، ويشكلون جماهيرية وحماية له، فيخشى فقدانهم أو الانفضاض من حوله.

> الحقيقة الأكيدة الآن ان (الجماهير) في السنوات الأخيرة ، أصبحت هي التي تشكّل (المبدع) وتوجهه، لتفقده أهم صفاته وهي قيادتهم والسير بهم في الاتجاه الصحيح ، باعتبار أن كل (مبدع) هو أقدر من جماهيره في المجال الذي يبدع فيه.
> ومثلما يمكن للجماهير أن تنتقد (فنانها)، فإن للفنان أن ينتقد جماهيره ، وأن يصوبها ، خاصة إذا تعارضت جماهيرية الفنان مع (سلطنته) والأداء الذي يقدمه.
> لذلك لا أرى (غضاضة) في التصرف الذي صدر من الفنان محمد الأمين وهو يتوقف عن الغناء في حفلته أمس الأول بنادي الضابط عندما شاركه جمهوره ترديد أغنية (زاد الشجون) والتي ينغمس فيها (الباشكاتب) بصورة كبيرة.
> محمد الأمين قال لجمهوره الذي ردد معه (كنت تتعلم تجامل لو فؤادك مرة جرب ) : (يا تغنوا إنتو يا أغني أنا) ، وود اللمين لا (يجامل) في فنه ، وهو ليس في وصلة (عاطفية) ، هو في وصلة غنائية ينخرط فيها الباشكاتب بكل حواسه.

(2)
> الذين انتقدوا محمد الأمين في تصرفه هذا ، أفسدت رؤى أحمد الصادق والبندول ومحمد بشير تقديراتهم ، وربما أفسدت أذواقهم أيضا ، فظنوا ان محمد الأمين لا يحترم جماهيره وهو يحرج جماهيره بهذه الصورة كما تخيلوا. ومحمد الأمين للعلم لا يدخل على جماهيره محمولاً على كرسي السلطان كما يفعل أحمد الصادق ولا تحرسه مجموعة من (البودي غاردات) مفتولي العضلات, كما يفعل احمد فتح الله البندول ومحمد بشير الدولي وغيرهم من مطربي هذا الزمن.
> بعض الأصوات المنتقدة التي تبحث عن موازنات كانت منتظرة أن يحدث ذلك من فنان كبير، حتى تجد لخروجات مطربي هذا الجيل العذر والمبرر في تصرفاتهم الغريبة.
> الفنان الذي لا يحترم (فنه) لا يحترم (جمهوره) ، والفنان الذي لا يكون صادقا مع جماهيره لن يعرف أن يحتفظ بجماهيرته كثيراً ، لذلك فإن احترام محمد الأمين لفنه كان أولى من احترامه لجماهيره ، لأن ود اللمين حقق تلك الجماهيرية باحترامه لفنه وليس العكس.
> من ثم فإن ما قام به محمد الأمين كان في المقام الأول ضد جمهوره الذي جاء لمسرح نادي الضباط للاستماع له وليس للغناء معه.

(3)
> قبل أن أرى الفنان محمد وردي عن قرب، كان انطباعي الأساسي عن وردي (غروره) الذي قيل إنه يصل حد (العجرفة) ، وهو انطباع يحمله كل الذين لم يلتقوا بالفنان محمد وردي ولم يستمعوا له (مباشرة) ، لكن بعد أن عرفت الامبراطور محمد وردي ، عرفت أن البعض خلط بين اعتزاز وردي بفنه ، وثقته بنفسه وبين (الغرور).

> محمد الأمين معروف عنه إيمانه التام بالأغنيات التي يقدمها ، ويعرفون كذلك (انصهار) محمد الأمين التام في الكلمات التي يقدمها ، وأعتقد انه من (اللباقة) الفنية أن يفرق الشخص بين أغنية الاستماع وأغنية المشاركة.
> قولنا هذا ليس منعاً أو حظراً لانتقاد محمد الأمين باعتباره (رمزاً) فنياً كبيراً في السودان ، لأننا نتفق مع الانتقادات التي وجهت لمحمد الأمين في مهرجان (الأغنية الوطنية) ، أما في (يا تغنوا إنتو يا أغني أنا) فليس على محمد الأمين (تثريب).

محمد عبدالماجد
الانتباهة


‫3 تعليقات

  1. يا ابني يا محمد

    كل فناني الدنيا يستمتعون بترديد جمهورهم معهم والجمهور دائما على حق مقلة مثل الزبون للتاجر
    ماذا يضير ابو الامين لو ردد الناس معه اغانية في النهاية انت فنان مهمتك تطرب الجمهور واذا كانت هذه طريقة طرب الجمهور
    فليس لك الا ان تلبي وقد ذكرت الفنان محمد وردي وهو من هواة ترديد جمهوره لاغانية
    محمد الامين اثبت انه لن يستطيع مجاراة العصر قاليعلم ان اكثر من نصف جيله قد رحل وان يجعل خاتمته افضل من هكذا خاتمه

  2. محمد عبدالماجد انت زول ما شاء الله عليك كتاب . لكن في حكاية وداللمين دي لم يحالفك الحظ .

  3. من وجهة نظري بأن القامة محمد الأمين مطرب وليس مغني ، المطرب من طرب الناس له بلأستماع ومثالا علي ذلك : أم كلثوم – محمد عبدالوهاب – فريد الأطرش ، أما المغنواتية فهم علي قفاء من يشيل عتدنا بالسودان والله لو حسبناهم يفوقوا الألف ، فهل تريدون مقارن هؤلاء بالمطرب القامة محمد الأمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟