الطيب مصطفى

الشعوذة وعيادات العلاج بالقرآن!


كشفت ندوة علمية بعنوان (العيادات القرآنية) نظّمتها دائرة الشؤون الاجتماعية بمجمع الفقه الإسلامي عن وجود (8000) مركز للعلاج بالقرآن أكثر من نصفها مطلوب ومشتبه به في قضايا دجل وشعوذة.

ووفقاً للخبر المنشور في صحيفة “الرأي العام” فقد قدّم بروف محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان ورقة في الندوة طالب فيها بحملة توعية ضد الظواهر السالبة فيما يتعلّق بما يُسمى بمراكز أو عيادات العلاج بالقرآن. بينما قال الأمين العام للمجمع الفقهي د. عبد الله الزبير إن هذه المراكز انتشرت بشكل كثيف وأقامتها فئات من الناس منهم الصالح والطالح وصاحبتها جملة من الأخطاء، مضيفاً أن ما يحدث في هذه العيادات كافٍ لمنعها والتضييق عليها لما يُرتكب فيها من محظورات شرعية ونفسية.

كتبتُ أكثر من مرة محذّراً من انتشار هذه الظاهرة، سيما وأنها لا تحتاج إلى أكثر من حفظ بضع آيات وتعاويذ وبمقدور أي شخص أن يجلس بجانب (معالج قرآن) لمدة نصف ساعة ليتدرّب، ومن ثم يُمارس المهنة في اليوم التالي، إذ أنه لا يحتاج إلى حفظ القرآن كله، ولذلك فإنه إذا لم يحد من الظاهرة من خلال إعمال الضوابط اللازمة استجابة لطلب أمين عام مجمع الفقه الإسلامي، فإن ممتهنيها سيبلغ عددهم عشرات الآلاف بل مئاتها، وسيُقام في كل شارع أو زقاق عيادة متدثّرة باسم كتاب الله لممارسة الدجل والشعوذة لتشغيل المتعطّلين والمتبطّلين ممن لم يجدوا مهنة غيرها يتكسّبون منها ويعتاشون.

أمر محزن أن يُترك كتاب ربّنا لكل من هبَّ ودبَّ لكي يتّخذه وسيلة للدجل والشعوذة والتكسُّب، ومن المؤسف بحق ألا تنتشر هذه الظاهرة إلا في بلادنا المليئة بالعجائب والغرائب.

الفوضى التي نُمارس بها حياتنا هي التي تجعل كل شيء مباحاً، فمثلما يمكن لأي امرأة أن تشتري كفتيرة مع بضعة أكواب شاي لتجلس في (أجعص) مكان لتبيع الشاي (وكمان) معه الخرشة وحبوب الترامادول (المحظورة)، ولأي امرأة أن (تعوس) كسرة وتجلس لتبيعها أينما تُريد دون رقيب أو حسيب وبدون أي رقابة صحية، يمكن لأي شخص أن يستأجر غرفة ليُمارس منها العلاج بالقرآن الذي لا وجيع له يحفظ له قدره ويمنع المستهبلين من استغلاله للنصْب وخداع البُسطاء خاصة من النساء، بل إن كثيرين من هؤلاء تجرؤوا لنصب لافتات على الشوارع العامة تؤشِّر على عياداتهم ورفع بعضهم أجره في الجلسة الواحدة إلى ما يتجاوز أكبر وأشهر الأطباء.

ألم تلاحظوا قرائي الكرام كيف يُمارس بعض الناس الحلاقة لبعضهم بعضاً في قارعة الطريق؟ هكذا يتم التعامل مع كتاب ربنا سبحانه.

ما قاله الشيخ عبد الله الزبير هو عين الحقيقة، فقد توفي بعض المرضى تحت ممارسات أولئك الدجّالين الذين يستخدم بعضهم أساليب وممارسات تتّسم بكثير من القسوة والغلظة وخنق (ضحاياهم) وإيذائهم لإخراج الشيطان.

إذا كانت وزارة التربية والتعليم قد عقدت امتحاناً للمعلمين للحصول على رخصة مزاولة المهنة بالرغم من أن كثيرين منهم أمضوا سنوات من ممارسة تلك المهنة ورسب منهم أكثر من (70%) بل بلغ عدد الراسبين (8460) معلماً وفقاً لإفادة وزارة التربية، فمن باب أولى أن تُنظم مهنة التعامل مع القرآن الكريم، وتخضع لضوابط وشروط صارمة، بحيث يُعاد النظر في جميع ممتهنيها لإيقاف المتطفّلين والدجّالين بل ومحاكمتهم.

أقول ذلك، بالرغم من ـن الرقية لا تحتاج أصلاً إلى مراكز وعيادات، ويمكن أن يرقي الناس بعضهم بعضاً في البيوت العادية، كما ظلوا يفعلون قبل أن تطرأ هذه البدعة العجيبة التي لم نقرأ عن مثلها في عهد الراشدين ولا أظنها توجد إلا في بلادنا.

إني لأطلب من الأخ د. عصام البشير، ود. عبد الله الزبير التصدي لهذا الأمر بما يستحق، ومن الأخ الطيب الغزالي رئيس اللجنة الاجتماعية بالمجلس الوطني متابعته حتى يُصحح الأمر بما يعود بالنفع على المجتمع وتمنع الإساءة للقرآن الكريم.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫4 تعليقات

  1. يعني يا باشمهندس مافي إلا المعالجين من يلعب بدين الله، ألستم يا كيزان السوء لعبتم بدين الله قبلهم بإجازة التحلل ونهب أموال الناس وأكلها بالباطل، يا باشمهندس هناك مصائب وبلاوي أكبر بكثير من المعالجين لا تتحدث عنها بإعتبارك صحفي او برلماني، أليس سياساتكم الخرقاء هي السبب الرئيس في لجوء الناس لهؤلاء، بسبب عدم وجود علاج صحيح بالمستشفيات خاصة للبسطاء، أما حديثك عن ستات الشاي والكسرة، فإنهن أشرف منكم بكثير فهن يأكلن بعرق جبينهن، رغم أنكم سبب بؤسهن، وأنتم تأكلون عرق البسطاء، وتأكلون المكوس وتعتاشون كالقراد على حساب المواطن البسيط.
    يا أخي إن كنت غير قادر على قول الحقيقة فعلى أقل تقدير أسكت عن المساكين والبسطاء وأتركهم يعيشون مما أبقيتم لهم من فتات.

  2. ذكرت كل المشعوذين والدجالين ونسيت الكيزان .. هل هناك دجالين ومشعوذين يفوقوا الترابى وعلى الحاج ونافع وعلى عثمان والمتعافى والجاز .. انت يا قنيط تابع ذى ناس السنوسى وما محسوب معاهم لأنه ظروف قريبك لمتك معاهم !!!!