صلاح الدين عووضة

الملكة !!


*شاهدت صورة قديمة لها يوم زفافها..

*كانت تبدو أصغر من زوجها بعشر سنوات..

*ثم شاهدت صورة لها بعد ذلك مع زوجها بنحو ثلاثين عاماً..

*كانت – وزوجها – يبدوان في عمر واحد… تقريباً..

*وقبل أيام شاهد صوراً حديثة لهما… وكانت تكبره بعشر سنوات..

*كيف حدث ذلك؟!… سؤال اجتهدت في أن أجد تفسيراً له..

*إنها الملكة إليزابيث الثانية… وزوجها دوق إدنبرة الأمير فيليب..

*ولكن لماذا كانت تصغره عمراً… ثم تجاوزته بسنوات؟!..

*ربما تكون الإجابة من منظور نظرية (العمرين) التي أشرت إليها قبلاً..

*وخلاصتها؛ لكل إنسان عمران: حقيقي… وميلادي..

*فالسنوات وفقاً لشهادة الميلاد ليس معياراً لقياس العمر… هكذا تقول دراسة علمية..

*وإنما العمر الحقيقي يعتمد على عوامل أخرى..

*عوامل وراثية… ونفسية… وحياتية؛ وأضيف من عندي عاملاً آخر مهماً..

*ولا أدري كيف لم ينتبه له علماء هذه الدراسة..

*إنه عامل السلطة؛ في (الدول) التي لا تعترف أنظمتها بأن أيام السلطة (دول)..

*ولديّ من شواهد الواقع ما يعضد هذا الرأي (الشخصي)..

*فمبارك كان بكامل صحته وعافيته و(شبابه) حتى آخر لحظة من حكمه..

*وفور أن أُطيح به لم يقف على رجليه إلى اليوم..

*وينسحب الأمر ذاته على بن علي… طريح الفراش الآن..

*وعلي صالح كبر عشرين عاماً بعد إبعاده عن السلطة..

*ونميري الذي كان يهز ويرز صار (يهتز ويرتز) في منفاه بالقاهرة..

*فالسلطة تُبطل تأثير عامل السن على الدكتاتوريين… إلى حدٍّ ما..

*ولكن هذا التأثير (المُبطل) يصبح ذا مفعول عكسي بمجرد البعد عن الكرسي..

*فتهجم على الدكتاتور كل اللحظات (المجنَّبة) من عمره..

*أو (تذوب) في عروقه – وخلاياه – كل سنوات عمره السلطوية (المجمدة)..

*نعود الآن للملكة… وتباعد فارق السن بينها وبين زوجها..

*فرغم إنهما تجاوزا التسعين معاً إلا أنه يبدو في السبعين… مقارنةً بها..

*طيب لماذا؛ وهما يعيشان العيشة الملوكية ذاتها؟!..

*ربما يكمن السر بين ثنايا فيلم وثائقي عُرض حديثاً باسم (الملكة)..

*فقد كانت مشغولة بزوجة ابنها – ديانا – وتكرهها جداً..

*بينما أظهر الفيلم زوجها فيليب (ولا عليه خالص)..

*بل وكان مندهشاً من انفعال الملكة بمثل هذه المواضيع (التافهة)..

*وهنا بدأت إليزابيث تكبر… وفيليب يصغر؛ قياساً إليها..

*فهل مشاعر الكره تؤثر سلباً في صحة الإنسان؟!..

*نحيل هذا السؤال إلى مغترب كان يسمي زوجته الملكة… إعجاباً بجمالها..

*ولكنه كان يعيب عليها شدة كرهها للجميلات… دونما سبب..

*وحين لاقيته عقب عودته من الاغتراب – وهو بكامل عافيته – سألته عن (الملكة)..

*فقال ضاحكاً : هي الآن (الملكة الأم !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة