استشارات و فتاوي

أمراض قلبية تؤثر على إيمانك .. الحسد


تحيط بالإنسان أمراض غير مرئية ولكنها محسوسة وآثارها بادية، ومن تلك الامراض الخفية، والتي يخشى الغالبية الوقوع في تأثيراتهما المضرة وهو الحسد، يقول تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة الفلق {ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد}؛ فالحسد موجود في مجتمعنا، وأصبح ظاهرةً بدأت تستشري في الأرض، وصارت لها فنونها وألوانها. الحسد هو كراهة النعمة عند الآخرين، وتمنّي زوالها، وهو خلق ذميم لأنّه إذا وصل إلى القلوب أفسدها، وهو نتيجة من نتائج الحقد؛ حيث إنّه من يحقد على إنسان يتمنّى زوال النعمة عنه.

وقد اختلف العلماء في آلية الحسد ، و ما أميل إليه أنّ للحسد علاقة بالاتصال بالعالم الغيبي عن طريق وسوسة الشيطان، فالحسد فعل سوء و كل فعل سوء منبعه الشيطان و الشيطان يوسوس لنفس الإنسان في العالم المغيب و النفس توسوس للعقل في العالم .

وأن الحسد هو فعل الشيطان بزوال النعمة -طبعاً بإذن الله تعالى لحكمة لا يعلمها يقيناً إلا هو -حيث على أغلب حوادث الحسد أنّها تحصل من العين -على الرّغم من إمكانية صدوره من ضرير – فالحاسد يعين (أي يضرب بالعين المحسود) وبالتّالي تزول عنه تلك النعمة المعينة (المضروبة بالعين).
– حكم الحسد

يختلف حكم الحسد باختلاف أنواعه؛ فهناك الحسد المحمود وهو الغبطة المرغوب فيها، ويختلف حكمها باختلاف الشيء المغبوط فيه، أمّا الأنواع المذمومة من الحسد فحكمها الحرمة؛ فحرامٌ على المرء أن يتمنّى زوال النعمة من أحد.
– أعراض الحسد

1 ـ إذا كان الحسد واقعاً على المال، فيصاب المحسود بارتباك وضيق في التّعامل مع غيره بشأن المال، وقد تتعرّض البضائع للتلف، ويخيم على حركة الركود والكساد.

2 ـ إذا كان الحسد واقعاً على البدن فإنّه يُصاب بالخمول والكسل والهزال وقلة الشهيّة، وكثرة التنهّد، وبعض الأوجاع.

3 ـ إذا وقع الحسد على النفس يُصاب صاحبها بشيء من أمراض النفس كأن يفقد الرّغبة في الذهاب للعمل، المدرسة، والجامعة، أو أن تقل درجة ذكائه وحفظه، أو يميل للانطواء والانعزال، والابتعاد عن مشاركة الأهل في الحياة الطبيعيّة.
– كيفية أتخلص من الحسد

من الممكن التخلص من حسد الناس من خلال الإيمان أولاً بوجوده فالإنسان يجب أن يعلم بأنّ الحسد موجود، ويُصدّق المسألة، ثم بعد ذلك عليه اتباع عدة أمور.
ـ الالتزام الديني

يجب على الإنسان الذي يسعى للتخلص من الحسد أن يحافظ على العبادات اليومية من صلاة، وقراءة قرآن، وقراءة المعوذات، وهي سور الإخلاص، والفلق، والناس، بحيث يجرؤهم بعد كل صلاة، كما يقرؤهم قبل النوم، ولا مانع من أن يداوم على قراءتهم سائر يومه، ثم عليه أن يستمر بقراءة القرآن الكريم بشكل دائم وغير متقطع، وبهذا الالتزام والتقرب إلى الله عز وجل، فإنه يستطيع التخلص من الحسد قدر الإمكان.
ـ التحفظ في الحديث

يجب على الشخص أن يكون متحفظاً في حديثه، ويحتفظ بخصوصيته لنفسه، ولا يذيع هنا وهناك بما يحصل معه من أمور جيدة في حياته، ويجب عليه أن يختار الناس الذين يجلس معهم للحديث عن نفسه، وما يحصل معه، ومشاركتهم فرحته، لأن الحسد قد يحصل للشخص من لسانه، وأقواله مع الناس، فيبدأ من حوله من أصحاب النفوس المريضة بحسده، وتمني حصولهم على ما يملكه، خاصة إن كانوا يكرهونه، ويبغضونه.

مصراوي