تحقيقات وتقارير

ولادة البنات… قصة تحول مفاجئ في (قناعات) العقلية الذكورية!


“عيّروني بـ(أبو البنات جياب الفقر) وعندما أجبتهم (أنا محظوظ بي بناتي بكرة يكبرن ويعوضني غياب الولد)، وصفوني بالجنون، ورغم مرور السنوات لا تزال الرغبة الكامنة في إنجاب الولد مسيطرة ومستحوذة على عقليتهم ولا زالوا ينادونني بـذلك الاسم”، إنه أب يحكي لسان حاله ومعاناته مع المجتمع الذكوري، واقعياً، ضجت دور السينما بأفلام ومسلسلات خلدت دور المرأة كما ضجت المحافل بأغنيات حملت في معانيها عظمة المرأة ودورها البارز في المجتمع، إلا أن البعض لا زال يرى فيها الضعف وجلب العار. قصص وحكايات تتعلق بالظاهرة ولمزيد من التوضيح نقبت (كوكتيل) حولها كالآتي.

(1)
العم قسم الله قال في حديثه لـ(كوكتيل): (جنبنا جار ربنا أداهو أربع بنات وبدل ما يحمد الله هدد مرتو قاليها “الفي بطنك لو طلعت بت ما تجيبيها البيت”، ولما ولدت وجابت بنتاً حلف أنها ما بتدخل بيتو إلا مشينا شلناه وختيناه حتى دخل مرتو البيت، والأسبوع التاني فات عقد طوالي قال داير الولد ما بحبس ليه خمس بنات بجيبن ليه الفقر) وواصل حديثه: (نحن لسه منتظرين نشوف المرة التانية بتجيب ولد ولا بنت، وربنا يستر بس)، وختم: (الدين يحارب هذه العقلية وعلى الجميع الرضا والقبول بمشيئة الله عز وجل).

(2)
حول الموضوع تحدثت الأستاذة ماريا النعيم قائلة إن هناك مئات من حالات الطلاق تقع بسبب إنجاب الإناث وزوجات تعرضن للاضطهاد والظلم لذات السبب، وأضافت أنها قضية تتعلق بالموروثات الاجتماعية ومعتقدات قديمة مؤكدة أن البنت نعمة وهبة وعلى الفرد أن يحمد ربه كثيراً عليها، وزادت: (التوازن الاجتماعي أهم عنصر في وجوده المرأة؛ فهي التي تنجب وتربي واجتماعياً لا يمكن إنكار دورها)، كما استعجبت من أن الكثيرين بمن فيهم بعض النساء يفضلون إنجاب الذكور خاصة المولود الأول.

(3)
(ف) قالت إن والدها وأخوتها منذ ولادتها يسيئون معاملتها لكونها الوحيدة وأن والدتها توفيت أثناء ولادتها، وحكت أن جدتها قالت لها: (أبوك دا من يومو ما بدور ولادة البنات ولا بمشي يبارك لي راجل جابو ليه بت)، وتابعت: (عندما اكتشفت أنني منبوذة طلبت من خالتي أن تأخذني للعيش معها وبالفعل عشت معها وتعلمت حتى أصبحت اليوم مهندسة أقيم خارج السودان)، وأضافت أن والدها اليوم تغيرت معاملته لها بسبب أنها من تحمل مسؤليته عوضاً عن إخوتها الذين تفرغوا لزوجاتهم.

(4)
اختصاصية علم النفس عبير الشيخ تحدثت قائلة: (من يعتبرون إنجاب الإناث عبء وعار ويفضلون إنجاب الذكور هم بالتأكيد يعانون من عدم اكتمال النمو العقلي)، وزادت: (قديماً كراهة إنجاب البنت كانت بسبب الخوف عليها من غدر الأيام وقسوتها وعدم زواجها لكن التطور وتعليم المرأة أزال هذه الأسباب ولا يجب أن تنبذ المجتمعات إنجاب الفتيات فهذه الكراهة قد تُقحم الفتاة في حقد اجتماعي وأمراض نفسية يصعب علاجها)، بالمقابل أثبتت عدة أبحاث والدراسات أن الرجل هو المسؤول الأول عن إنجاب الإناث؛ فقد أكد الأطباء أن الرجل هو الشريك الفعال في هذا الأمر، وما أثبته العلم الحديث أن الأمر في المقام الأول يتعلق بالجينات، منتقدين إقدام الرجل على طلاق زوجته وزواجه من أخرى لإنجاب الذكور!

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. أنت عايشة وين يا خولة ؟ الكلام ده كان زمان .. أقسم بالله عشرات الأباء السودانيين الآن و أنا من ضمنهم يرزقون بالأولاد و يتمنون ولادة البنات حتى و لو بنت واحدة .. لدينا في العائلة مجموعة من العائلات الناشئة و كلهم لم يرزقوا إلا بأبناء ذكور بخلاف عائلة واحدة رزقت ببنت بعد 3 أولاد .. العائلة كلها تعاملها مثل الأميرة رغم أن عمرها 3 سنوات فقط ههههههههههه