الصادق الرزيقي

في سواكن..


أمس كنا في واحد من أكبر مشروعات النهضة والتنمية الاقتصادية الواعدة، في مشروع توسيع وتحديث ميناء عثمان دقنة بمدينة سواكن، وهو المعول عليه ليكون أكبر ميناء في البحر الأحمر بشاطئيه وامتداداته جنوباً وشمالاً،

تقوم به شراكة استثمارية سودانية – قطرية، كما زمرة من الصحافيين في معية المهندس مكاوي محمد عِوَض وزير النقل والطرق والجسور وقيادات وزارته، حيث حطت بِنَا طائرتان قادمتان من الخرطوم في مطار بورتسودان، وهبطت طائرة قادمة من الدوحة تحمل وفداً رفيعاً يقوده السيد جاسم السليطي وزير المواصلات والنقل القطري، وبعد احتفال وترحيب قصير في صالة كبار الزوار في المطار، توجه الوفدان الكبيران ومضيفهما السيد علي حامد والي ولاية البحر والأحمر وأعضاء حكومته، توجه الجميع الى مدينة سواكن وما أدراك ما سواكن .

> مدينة سواكن التي أثيرت حولها ضجة كبيرة منذ زيارة الرئيس التركي لها نهاية العام الماضي، تبدو أكثر من محظوظة، وفتحت لها أبواب السماء ورزقاً من حيث لا تحتسب، فبجانب المشروع السياحي التركي الضخم الذي يجري تنفيذه وعمليات ترميم الآثار العثمانية القديمة، استقبلت سواكن بالأمس الوزير القطري ووفده، ومعه وزير النقل والطرق والجسور، في زيارة ليس من شأنها فقط تفقد ميناء الأمير عثمان دقنة، إنما بدء الخطوات العملية لتشييد ميناء سواكن الجديد الذي سيكون بوابة العالم الى أفريقيا ونقطة انطلاق للتنمية والبناء والازدهار الاقتصادي .

> عبرنا طرقات المدينة التي انتعشت أحياؤها ومتاجرها الزاهية وطرقاتها التي توهجت منذ فترة لأهمية زوارها..
> شققنا بطن المدينة وطرقاتها نحو الميناء الذي يموج ويفور بحركة دائبة، بضائع وسيارات ومغتربين عائدين بما يملكون، كان هناك احتفال أمام حوض صيانة السفن العائم وفرق شعبية وتجمهر مواطنين وعمال موانئ وقيادات سياسية وتنفيذية وإدارية وأهلية، بعد جولة قصيرة في حوض أرياب للسفن، ركبنا لنشاً كان معداً وجاهزاً وأبحرنا في الميناء الجديد والبحر يتسع أمامنا، وصورة ميناء عثمان دقنة تملأ الإطار. والأفق وراءنا، يبلغ طول ميناء عثمان دقنة القديم بمرابطه التسعة (748) متراً، تتوزع المرابط ما بين بواخر الركاب والبضائع العامة ومرابط الزيوت الخام والأسفلت ومرابط تصدير المواشي، على الأرصفة صالات الركاب للمغادرة والوصول، وتنتشر المكاتب والمنشآت الإدارية والجمارك والجهات الأمنية والمخازن الضخمة ومكاتب وكلاء البواخر .
> من أجل الميناء الجديد تم تعميق أعماق المياه لتصل الى 14 متراً وستزيد حتى 18 متراً ليكون جاهزاً لاستقبال أكبر وأضخم السفن من حمولة مائة ألف طن، إذا كانت الطاقة التصميمية لميناء عثمان دقنة تبلغ حوالي 3 ملايين طن في العام فإن الميناء الجديد سيتوسع وتكون طاقته أضعاف. أضعاف ذلك .
> يجري العمل على إنشاء ميناء سواكن في الشراكة السودانية القطرية التي سيتم توقيع مذكرات التفاهم حولها صباح اليوم، حيث يبلغ طول الميناء الجديد حوالي (1600) ويمثل الميناء الجديد ثمرة تعاون بين السودان ودولة قطر الشقيقة وقد اكتملت الدراسات الفنية للمشروع الاستثماري التجاري الكبير الذي وصفه وزير المواصلات القطري بأنه أكبر عمل تجاري يخدم مصلحة الجميع ولا علاقة له بأية تقاطعات سياسية أو غيرها وسيكون خيراً ليس على الشريكين السودان وقطر إنما يعم كل المنطقة .

> من خلال الدراسات الفنية ستكلف المرحلة الأولى من المشروع حوالي خمسمائة مليون دولار وتصل في نهاية المشروع الى أربعة مليارات دولار، وقال والي الولاية إن مشروع الميناء الجديد والأجزاء الملحقة به ستكون في مساحة 56 كيلومتراً مربعاً .
> وقال الوزير مكاوي محمد عِوَض إن السودان الذي سيكون له نصيب 51‎%‎ من المشروع ينظر الى الفوائد الجمة التي ستجنيها الدول الأفريقية وجوار السودان من هذا الميناء، وهو بوابة النهضة الحقيقية .

> عقد الوزيران ووالي الولاية لقاءً صحافياً أكدوا فيه أهمية المشروع وقدموا تفاصيل ضافية عنه وتمت الإجابة عن الأسئلة الصحافية والموعد اليوم في حفل توقيع مذكرة التفاهم، ثم البدء في العمل وفتح نافذة تطل على مستقبل واعد .

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة


‫2 تعليقات

  1. نتمنى من الشريك السوداني أن يكون جادا في العمل وحريص على المصلحة الوطنية وأن يعمل الجميع بنزاهة تامة

    وأهم من ذلك كله البنية التحية لمدينة سواكن من حيث التخطيط المدني السليم وخدمات المياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات والفنادق والمطاعم والمحلات التجارية بالاضافة الي تنظيم حركة النقل والمواصلات والتوعية السكانية بتغيير نمط الحياة والتعامل الحضاري مع الزائر

    نتمنى التوفيق للجميع