صلاح الدين عووضة

دلاليك !!


*يبدو العنوان غريباً… أليس كذلك ؟!..

*ولكن ماذا نفعل إن كانت الكلمة عن شحنة دلاليك..

*فقد رُصدت شاحنة لا تحمل بضاعة غيرها… تجوب شوارع العاصمة..

*دلاليك من مختلف الأحجام… والأشكال… والمقاسات..

*وإن كانت بمعدل دلوكة لكل غناية فهذا يعني أن مئات الغنايات سيستلمن دلاليكهن..

*وسيقمن بتدشينها فوراً في أي مناسبة فرح؛ ولا يهم نوعها..

*زفافاً كانت… أم جرتقاً… أم ختاناً… أم تخريج روضة… أم (اختياراً صادف أهله)..

*والأخيرة هذه ما سمعنا بها في أي دولة سوى السودان..

*وحتى في بلادنا لم نسمع بها إلا الآن ؛ حيث التعيينات السياسية ترتبط بالدلاليك..

*ومع الدلاليك الذبائح… والشربات….. وتلقي التهاني..

*واختفت من حياتنا نبرة (تكليف ، لا تشريف)…. فهو تشريف ونص وخمسة..

*وفوق ذلك ؛ أسفار… ونثريات… وفارهات… و(الذي منه !!)..

*فالدلوكة – إذن – باتت معلماً من معالم زماننا هذا… لا تستقيم الحياة بدونها..

*ويرقص المبسوطون على إيقاعاتها بقدر ما تحتمل أرجلهم..

*ولم لا ؟!… فلا هموم عندهم ، ولا مشاكل ، ولا التزامات ، ولا (مسؤوليات)..

*وكأنما هم الذين كان يعنيهم القذافي في (خطبة وداعه)..

*وذلك حين صاح في أتباعه من أعلى القلعة (غنوا… وارقصوا… واستعدوا)..

*والغريبة أنهم غنوا ورقصوا… ولكنهم لم يستعدوا..

*لم يستعدوا للخطر القادم نحو عاصمتهم إلى أن سقطت في أيدي الثوار..

*والآن مسؤولونا يغنون… ويرقصون؛ ولكنهم لا يستعدون..

*لا أحد منهم – إلا من رحم ربي – يستعد لخطر قادم من قِبل ثُغرة مسؤوليته..

*وتتكالب على عاصمتنا – وبلادنا – المصائب..

*وتتكالب عليها – أيضاً – الدلاليك ؛ دلوكة تنطح دلوكة..

*وتتوزع ما بين صالاتنا… وفضائياتنا… ومهرجاناتنا… وحفلات تخريج جامعاتنا..

*وتتكاثر في بلادنا المغنيات ذوات الدلاليك..

*وينافسهم المغنون – الشباب – تكاثراً حتى غدوا في كثرة مسؤولينا (الفرحانين)..

*فالواحد منهم يفرح لحظة تعيينه… بالدلوكة..

*ولحظة رجوعه من الحج ، أو العمرة ، أو رحلة استشفاء… بالدلوكة..

*ولحظة إقامة حفل زواج لنجله ، أو كريمته… بالدلوكة..

*ولحظة دخوله هو نفسه القفص الذهبي – للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة – بالدلوكة..

*وتتمخطر في شوارعنا شاحنات الدلاليك الضخمة..

*ولا أدري كم بلغ سعر الواحدة منها الآن مع تزايد الحاجة إلى (التهييص!!)..

*علماً بأنه في مقابل المهيصين هؤلاء هناك (اللايصون)..

*وهي حالة تجسيد جمعي لمسرحية سمير غانم (أخويا هايص… وانا لايص)..

*وقبل أيام انتشر فيديو لحفل دلاليكي… فضائحي..

*فالعروس تتمايع في حفل ذي دلوكة ؛ ولا أجعص رقاصة في شارع الهرم..

*ويصعب علينا في أيامنا التمييز بين نوعين من الدلاليك :

*الجلدية منها…. والبشرية !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة