سياسية

(الحكومة) تقدم (السبت) وتنتظر أحد (المتمردين)


للمرة الثالثة على التوالي يجدد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وقف إطلاق النار في خطوة وجدت استحسان المراقبين، وأكدت عمق تفكير الحكومة نحو السلام كخيار لا بديل عنه بالمنطقتين وانتهاجه لمبدأ الحوار

كخيار قوي في استعراض أطروحاته للتفاوض والحوار للوصول الى سلام مستدام بالمنطقتين. (الإنتباهة) استعرضت قراءة سريعة على قرار الرئيس وآثاره ودواعيه.
تهيئة المناخ
وكان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قد أكد خلال لقائه مع مساعده اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي بالقصر الجمهوري ظهر أمس (الخميس) بأن الحوار من الآليات التي تعمل بها الدولة وصولاً للحل الشامل والعادل، مشيراً الى أن وقف إطلاق النار جاء لتهيئة المناخ وأن الأيادي ممدودة للجميع لتحقيق استقرار البلاد المنشود.
وقال مساعد رئيس الجمهورية إن اللقاء أمَّن على تكوين علاقات السودان الخارجية لمصلحة البلاد والمشاركة الإيجابية في المحيط الإقليمي والعالمي وليس على حساب طرف ضد الآخر ولنشر السلام في ربوع العالم والعمل على المساهمة البناءة في جميع القضايا التي تهم البشرية
وأشار عبد الرحمن في تصريحات صحافية بأن اللقاء بينه والرئيس استعرض الأوضاع الراهنة بجانب التأكيد على أمن وتقديم الخدمات للمواطنين تحقيقاً للكرامة والحريات العامة وصولاً لـ(زيرو معتقلين سياسيين) ،
وأضاف أن الحل في مواصلة الاتصال بجميع أصحاب الرأي الآخر للوصول إلى سودان يسع الجميع ومحاربة الغلاء والفساد وإصلاح الاقتصاد بزيادة الإنتاج والتصدير بعد التصنيع .
ويرى مراقبون بأن القرار الذي أصدره الرئيس بوقف إطلاق النار مجدداً يؤكد عزم الدولة على الاستمرار بالحوار والتفاوض مع المتمردين رغم المتاريس التي يضعونها ما بين الجولة والأخرى لعرقلة السلام. واعتبر مراقبون الخطوة التي أقدم عليها البشير زكية وتعبر عن الأفق الواسع والخبرة السياسية الكبيرة التي اكتسبتها الحكومة عبر جولات التفاوض الكثيرة طيلة سنوات الإنقاذ، وتؤكد كذلك بأنهم راغبين في السلام وقدموا كل ما يلزم في انتظار الطرف الآخر.
سلام عادل
الكاتب الصحافي ورئيس هيئة التحرير بقناة أم درمان الفضائية بكري المدني يرى بأن تجديد وقف إطلاق النار من قبل السيد رئيس الجمهورية تأكيداً على رغبة الحكومة السودانية في التوصل الى سلام عادل في المنطقتين مع الحركة الشعبية لقطاع الشمال عبر التفاوض وليس الحرب. ويضيف المدني ويقول: هذا الإعلان يعبر بشكل خاص عن موقف السيد الرئيس القاطع بضرورة إحلال السلام من خلال تمديد إعلان وقف إطلاق النار مرة تلو الأخرى، في الوقت الذي تؤكد فيه كل المؤشرات الفنية على ضعف الجيش الشعبي لتحرير السودان قطاع الشمال، وجاهزية القوات المسلحة والنظامية الأخرى لحسم هذا الملف عسكرياً من خلال ما توفر لها من إمكانيات مادية ومعنوية .
وأضاف المدني بأن المطلوب من الحركة الشعبية وبقية الحركات المتمردة أن تلتقط القفاز وتسارع بالوصول الى سلام مع الحكومة عبر الحوار خاصة وأنها في أسوأ أحوالها التنظيمية والعسكرية، وأن أضاعت هذه الفرصة قد لا تتوفر لها مستقبلاً في ظل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية.
وبحسب بكري، فإن الأوضاع الداخلية تشهد استقراراً وتماسكاً كبير حسب ما نتج من تمهيد توصيات الحوار الوطني فيما على المستوى الإقليمي تشهد علاقات البلاد نوعاً من الاستقرار والتقدم ما دول الجوار والإقليم كافة بينما تعاني الدول التي كانت تدعم الحركة الشعبية والحركات نوع من عدم الاستقرار والانشغال بقضايا خاصة عن دعم الحركات المتمردة مثل ما يجري في ليبيا وجنوب السودان وعلى المستوى الدولي هنالك رغبة عالمية في تحقيق السلام بالسودان عبر التفاوض والحوار، الأمر الذي يتعين على الحركات المتمردة أن تنتبه إليه.

الانتباهة