زهير السراج

خادم النيلين الشريفين !!


* أخبار الاعتقالات لأفراد نافذين فى الدولة مثل مدير عام بنك فيصل الاسلامى والعضو المنتدب لشركة سكر كنانة، التى تسربها بعض الأجهزة الرسمية، ما هى إلا ذر للرماد فى العيون ومحاولة يائسة لخداع الرأى العام بمحاربة الحكومة للفساد، ولو كان الأمر كذلك لما بقى مسؤول واحد فى الدولة خارج المعتقلات!!

* كما أن الاعتقال بالطريقة التى تتناقلها الاخبار أمر يدعو للضحك والسخرية والرثاء، فمَن يضمن وجود اعتقالات بالفعل، وأين يودع المعتقلون .. فى منازلهم أم فى السجون، أم فى القصور، أم فى معتقلات سرية، وما هى التهم التى توجه إليه، ومن يتولى التحقيق معهم، ولماذا السرية المطلقة المفروضة علي كافة الإجراءات من الاعتقال وحتى التحقيق!!

* لماذا لا يتم الاعتقال حسب القانون، ويتولى التحقيق ديوان النائب العام، ويكون كل شئ فى الضوء، من لحظة الاعتقال، وحتى تقديم المتهمين للعدالة إذا كان هنالك ما يستدعى ذلك، مع اتاحة كافة الفرص للمتهمين الدفاع عن أنفسهم فى كل المراحل، فضلا عن وجودهم فى مكان معروف للجميع؟!

* أم أن الحكومة معجبة بالبدعة السعودية الجديدة فى اعتقال الأمراء والكبار بالفنادق خمسة نجوم، رأفة ً بهم وتمييزا لهم عن بقية المواطنين، وإخفاء فضائحهم وعيوبهم ومفاسدهم عن الناس، وإظهار ولائها لسادتها السعوديين بانتهاج نفس النهج القاصر فى محاسبة الفاسدين من علية القوم، والذى يخالف كافة القوانين المعروفة، ويقوِّض العدالة، ويميز بين طبقتين من الناس .. طبقة السادة وطبقة العبيد، السادة الذين لا يجب ان يعرف العامة شيئا عنهم، أو يتعرف أحد على فسادهم وفضائحهم، والعبيد الذين يجب ان يسيروا عراة أمام الجميع بينما تلهب السياط ظهورهم !!

* لماذا نسمع عن اعتقال هؤلاء السادة بواسطة التسريبات الرسمية فقط، بدون أن يكون لنا الحق فى معرفة ما يجرى فى بلادنا، والجرائم التى ارتكبت فى حقنا، وحجم الضرر الذى وقع علينا وعلى الوطن الجريح، حتى نطمئن لسير العدالة فى مجراها الطبيعى، بدلا عن سماعنا فقط لخبر اعتقال (السلطات) لفلان وعلان، ثم سماع خبر اطلاق سراحهم بدون أن نعرف او نفهم شيئا، أم أن الدولة السودانية صارت عزبة لمالكها يتصرف فيها كما يحلو له، بينما نحن مجرد حيوانات، لا نفهم ولا يجب أن نفهم!!

* حتى أعضاء المَضْحكة التى تسمى (البرطمان) أو (البرلمان) أو المجلس الوطنى (اللاوطنى ).. لا يعرفون شيئا، ولا يحق لهم، ولا هم يريدون معرفة شئ .. ما دام هنالك من يعرف ويقرر وحده، أما هم فمجرد عبيد يُؤمرون فيطيعون !!

* أستأذنكم أن تقرأوا هذا الخبر الذى تداولته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية ووسائط التواصل الاجتماعى عند انتشار خبر اعتقال المدير العام لبنك فيصل الاسلامى السودانى:

“اعتقلت السلطات السودانية المدير العام لبنك فيصل الإسلامي السوداني، الباقر أحمد النوري، ورئيس مجلس إدارة “شركة التأمين الإسلامية المحدودة”، محمد حسن ناير، وذلك بتهمة التلاعب في سوق الصرف والمضاربة في العملة السودانية. كما استدعت شخصيات اقتصادية وأجرت معهم تحقيقات مطولة، فيما تحفظت واعتقلت آخرين.

وتجري السلطات تحقيقات موسعة مع عدد من المصرفيين والاقتصاديين ورجال الأعمال حول تجاوزات تتعلق بممارسة وتمويل أنشطة سببت أضراراً بالاقتصاد السوداني.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد هدد في وقت سابق، باتخاذ إجراءات قاسية بحق المستثمرين في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة” انتهى الخبر.

* بالله عليكم .. هل نحن فى دولة ام فى عزبة حتى تكون هذه هى الطريقة المتبعة فى السودان لملاحقة ومحاسبة الفاسدين والمتورطين فى قضايا الفساد وتخريب الاقتصاد، أم أن جمهوريتنا تحولت الى ملكية مطلقة يفعل بها وفيها الملك ما يشاء وقتما ما يشاء، بالطريقة التى يشاء؟!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة