صلاح الدين عووضة

أم جنوبي !!


*وجنوبي هذا أحد أصدقاء صفحتنا الإلكترونية..

*ولا أدري سر تسميته نفسه بهذه الصفة الجهوية رغم إنه من أقصى الشمال..

*ويتمتع بكل ما لدى أهلنا هناك من خصال اشتهروا بها..

*فهو واضح… وصريح… وظريف؛ ويضفي على الصفحة جواً نوبياً جميلاً..

*ومن قبل كنت محتاراً إزاء اسم أحد سائقي باصاتنا السفرية..

*فاسمه عز الدين جنوبي؛ ولكنه غير ذي صلة بالجنوب… ولا الشرق… ولا الغرب..

*وسافرت معه ذات مرة… فحمدت الله على سلامة الوصول..

*فهو يقود بسرعة جنونية تمنع الراكب من أن يغفو… أو يسرح… أو حتى (يتشهد)..

*وكان ضحية هذه السرعة حمامة حاولت العبور من أمام البص..

*فإذا بجنوبي يتألم لذلك… ويستغفر… وكأنه صدم إنساناً..

*ولكن صديق صفحتنا الذي يحمل الاسم يقود تعليقاته بسرة دون أن يصدم..

*لا يصدم إلا نفسه… ومسؤولينا الذين يصدمون الناس..

*يصدمون مشاعرهم… ومعيشتهم… وإنسانيتهم.. وجميل صبرهم على البلاء..

*ثم- ويا للغرابة – يحبون دوماً أن يُحمدوا… بما لم يفعلوا..

*يحبون الشكر حباً جما؛ مثل حبهم الكراسي… والأسفار… والظهور الإعلامي..

*والبارحة صدم جنوبي نفسه صدمةً أضحكت المنبر كله..

*صدمة ما أحوج هؤلاء إلى مثلها حتى (تُقعدهم في علبهم)… و(تشكم شكَّاريهم)..

*فوالدة جنوبي شكمت شكَّارته – المغنية – في حفل حنَّته..

*وذلك حين طفقت تغني – مدحاً له – (ما شرب السيجار… وما لعب القمار)..

*ثم قرَّبت المايك من فم والدته هذه لكي تزغرد… تأميناً..

*فما كان منها إلا أن غمغمت غمغمةً غدت صياحاً… عبر مكبر الصوت..

*وسمع كل من في الحفل عبارة (كضب الجبال يا بتي)..

*ويقول جنوبي بسخريته النوبية : وتم قذف العريس بنجاح… قذف من (أمه)..

*والآن اقرأ الصحف… أو شاهد الفضائيات… أو استمع للإذاعات..

*سوف تحار حيال العدد المهول من إعلانات الشكر..

*سواء شكر صاحب المادة الدعائية لنفسه… أو شكر غيره من المسؤولين..

*الذي فعل… والذي أنجز… والذي أبدع… والذي (مفيش زيُّه)..

*وعلى أرض الواقع ليس هناك سوى عكس هذا الذي قيل مدحاً… وشكراً… و(نفاقاً)..

*ليس هنالك سوى الإخفاق… والإهمال… و(التجاوزات)..

*وكره الناس التلفزيون القومي – تحديداً – لكثرة شكَّاري أنفسهم… أو سواهم..

*سيما عند قرب إجراء تعديل وزاري…أو ولائي..

*فالوزراء لا يسكتون… والولاة يجلبون المغنيات – الشكَّارات – إلى مهرجاناتهم..

*ويحدث تلوث سمعي – وبصري – من كثرة الصراخ… والطلَّة..

*ويكاد الأجانب في بلادنا أن يصدقوا استحقاق مسؤولينا لكل هذا الشكر..

*مثلما كاد حضور حنة جنوبي أن يصدقوا شكر المغنية له..

*فما أحوج صحافتنا لأن تصدع بالحق – نيابة عن الشعب – بدلاً من أن تزغرد..

*وتصيح في وجوه الشكَّارين (كضب الجبال !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة