الصادق الرزيقي

خطاب المرحلة


يُعد خطاب السيد رئيس الجمهورية أمس أمام دورة الانعقاد السابعة للهيئة التشريعية القومية، من أهم خطابات الرئيس خلال السنوات الماضية، وجاء وقعه على الرأي العام قوياً ومدوياً وباعثاً للأمل بعد أن خبا سنسناً وسنين،

وتردد صدى خطاب الرئيس عند المسمع السوداني باعتباره نافذة العبور الجديدة نحو الإصلاح الحقيقي للدولة ووضعها في مسارها الصحيح نحو النهضة، فهو حرب لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين وإعلان صريح بعودة الروح إلى جسد الإنقاذ.
> وغطى الخطاب العديد من الجوانب المهمة والمصيرية في البلاد مثل السلام ووقف الحرب والتنمية والحوار والتطورات السياسية والدستور الدائم والانتخابات المقبلة والعلاقات الخارجية والنهضة الاقتصادية، لكن حديث السيد الرئيس عن كيفية محاربة الفساد وإعلانه الحرب على المفسدين وعزمه قطع دابر المخربين الذين خربوا الاقتصاد الوطني والذين سرقوا مال الشعب واغتنوا من الكسب غير المشروع والثراء الحرام، كان له أثر بالغ في إعادة توجيه بوصلة الدولة نحو مصلحة الشعب والمنفعة العامة.
> وتلقى عامة الشعب حديث الرئيس بتفاؤل كبير، ورحبوا بشدة بما قاله الرئيس عن الفساد الذي ضرب بأطنابه القطاع المصرفي والبنوك وبعض مؤسسات الدولة والشركات العامة، وتجارة العملة والتهريب والمضاربة في السلع الضرورية وانعدام الضمائر، ولو لم يقل الرئيس غير كلماته القوية ووعيده الشديد لبؤر الفساد لكفاه، وواضح أن إرادة الرئيس وإرادة الدولة قوية الآن بما يكفي لإعادة الأمور إلى نصابها، فليضرب السيد الرئيس بيد من حديد حتى تتخلص بلادنا من عقابيل الفساد وتعود إلى الاقتصاد الكلي عافيته وينصلح الحال ويطمئن البال.
> ومن الضروري أن يُتبِع السيد الرئيس ما قاله ومع الإجراءات التي تم اتخاذها، بخطوات وتوجيهات عملية أخرى مثل المحاكمات والمصادرات وكشف كل شبكات التعامل في النقد الأجنبي وحصائل الصادر والمهربين وبائعي شرفهم المهني في البنوك والقطاع العام، فهناك شبكات أخرى للفساد في كثير من مؤسسات القطاع العام وفي الوزارات، ومن يتلاعبون بالتراخيص ويستغلون النفوذ ويسهلون الاعتداء على المال العام والمرتشين، وهناك شبكات في دواوين الدولة ومرافقها وأجهزتها ساعدت على الفساد وتحالفت مع بعض رجال المال والأعمال المحتكرين للسلع والمضاربين في قوت الشعب والمهربين للذهب والعملات الأجنبية وأكلي السحت والمال الحرام ومن يتعاملون بغسيل الأموال.
> ولا يمكن محاصرة الفساد والقضاء عليه في حرب السيد الرئيس المعلنة، دون أن تطول يد العدالة ويصل سيف الدولة البتار إلى كل من خان الأمانة وارتكب جرماً اقتصادياً ومالياً في حق هذا البلد، وتلاعب بقوت الشعب المسكين المغلوب على أمره، فالفساد له ألف روح ورأس، إن لم تقطع كلها فلن يختفي، لقد شوه أمثال هؤلاء الفاسدين صورة بلادنا وجعلوها في أدنى درجات النزاهة والنظافة في سلم الشفافية، وفي كل التقارير الدولية والإقليمية التي تدعو إلى مكافحة الفساد والمفسدين، لقد وضعوا بلادنا في مكان لا يليق بها، وجعلوها محل سخرية العالم، بعد أن كان السوداني عنواناً للأمانة وطهارة اليد والنزاهة الكاملة.
> لن يجد السيد الرئيس في حربه هذه دعماً وسنداً من شعبه مثل الذي سيجده اليوم من كل السودانيين حتى المعارضين لحكمه وهو يقاتل الفساد، سيكون الجميع معه، هم سيوفه ورماحه وأياديه التي يبطش بها ويصل عبرها إلى كل موطئ وطأته قدم فاسدة ويد سارقة، فالمعلومات متوفرة وضحايا الفساد هم الشعب كله، لقد صبروا على هذا الغول وهو ينهش في لحمهم ويخرب بيوتهم ويدمر حياتهم حتى كادوا يفقدون الأمل، سيصدقون الرئيس إن هو صدقهم، وسيوافونه في الموعد إن جاء إليهم شاهراً حسامه وواضعاً ثقته في شعبه الوفي الصبور.
> لقد جاء الوقت لتفعيل وتعجيل قيام وعمل مفوضية مكافحة الفساد، وإعادة الروح إلى القوانين التي أشار إليها الرئيس كقانون الثراء الحرام ومن أين لك هذا؟، وقد كان مبهجاً للنفس أن إحدى عضوات المجلس الوطني في جلسة الأمس عندما كان الرئيس يتحدث عن الفساد ومن أين لك هذا؟ اغرورقت عيناها بالدموع وهتفت: (هذا هو الإسلام الحقيقي)، لقد جاء الوقت لننتمي إلى قيمنا وأخلاقنا ومثلنا ومعتقدنا الذي يدعو إلى محاربة كل فاسد مفسد وجلب مصالح الأمة وسد الذرائع ودرء المفاسد.. ولو سار الرئيس على هذا الدرب لوصل.

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة


‫2 تعليقات

  1. يا رزيقي … والله من 1989 الي حد الان خطابات الرئيس تجاوزت المليون خطاب وكلها خطابات مراحل لكن هيهات
    ومن 89 وانا بالثانوي بقول لنفسي هسي فى داعي رئيس اقول سنعمل ونعمل طيب هو اصل جاي ليه طيب ما افعل بدون ما اقول مادام هو نصب لوظيفة ادارة البلد وبياخد راتب شهري اذن هي دى مهامه.. وعندما اكتمل نضوجي علمت انو الرئيس عندو ميزانية مفتوحه له ولاقاربه ولحاشيته ولديه صلحيات لفتح منافذ الغنى الفاحش وايضا اكتملت لدي فكرة انو هو ليس رئيساً وليس موظفاً لادارة البلد انما هو ملكاً يحكم حتى مماته وبالنسبه للدستور الذي يحدد فترة الحكم حدث ولا حرج يتم تغييره فى يوم وليله.
    مع العلم بان كل الدول المحترمه الان لديها دستور لا يجرؤ احد على تغييره انما بيتم اضافات ومطالب من قبل الشعب وليس من يحكمون.
    فيا رزيقى انا متابع كتاباتك والفترات الاخيره زودته الحكاية فبقيت مع (…..) .. لديك قلم اذا استخدمته جيدا سيستنير به ابناء بلدك
    وانا اعرفك جيدا انك تبلورت وهذا سيفيدك فى امر الدنيا مع (….). وككاتب ستنتهي بانتهاء (……) .