الفاتح جبرا

خافوا من الله


كان ذلك قبل حوالي ثمان سنوات، قاربت رخصة القيادة خاصتي على الإنتهاء فحملتها ويممت وجهي شطر مكان إستخراج (الرخص) غير أن (الضابط) الذي كان يجلس خلف النافذة لإستلام الأوراق قال لي بكل بساطة:

– تعال لينا وكت تاني يا أستاذ لأنو (حبر) مافي..
– حبر شنوووو؟
– حبر (الطابعة) البيطبعو بيهو البيانات في الرخصة.

بالطبع كان شيئاً يدعو إلى (الإستغراش) ويوضح إلى حد كبير مدى اللا مبالاة الذي يتم التعامل بها مع (الشأن العام) إذ من الطبيعي والمفترض أن يتم تزويد (المخازن) بكوتة من الحبر قبل أن ينفذ الموجود!
عدت كذا مرة وأنا أتساءل (جبتو الحبر؟) وكانت الإجابة (لسه) فأعود بخفي حنين (لاحظو يا جماعة إنو بخسر وكت وقروش)، ولما تأخر وصول (الحبر) وكترت علينا المشاوير قمت حينها بكتابة مقال بعنوان (حبر مااافي) حكيت فيه الموضوع وأقسمت فيه قسماً مقلظاً بأنني لن أعاود الجهات المسؤولة لتجديد الرخصة إلا عند إعلامي (شخصياً) بوصول الحبر (وهم لم يتصلوا وأنا لم أعاود)!
هذه الرمية كما يقول حبيبنا (د. البوني) قمت بإيرادها بعد أن غاب و(إختفى) مؤخراً كرت الحُمّى الصفراء عن منافذ التوزيع “الرسمية “حسب ما ذكر مؤخراً د.محمد سعد هاشم نائب رئيس القومسيون الطبي، التابع لوزارة الصحة الاتحادية في تصريح نشرته صحيفتنا هذه بعددها الصادر 28 فبراير 2018 كما نشرته صحف ومواقع أُخرى، حيث ذكر بأن العمل متوقف بجميع أفرع القومسيون نسبة لانقطاع مصل الحمى الصفراء من الإمدادات الطبية، (يعني نفس قصة الحبر المافي) ولنا يا سادتي أن نتساءل كيف ينقطع هذا المصل الهام المتعلق بالصحة والسلامة فى وثيقة دولية، وهي (الشهادة الدولية للتطعيم) وهي من الوثائق الأساسية والضرورية، للمسافرين من الموانىء البحرية والجوية والبرية السودانية؟

وكما أن الغاز يختفي ثم يظهر بسعر جديد فقد ظهر (كرت الحمى الصفراء) بسعر رسمي مقداره 172 جنيهاً للمعتمرين وذلك لدى القمسيون الطبي (وده ما الموضوع)، الموضوع بعد مسألة (الإهمال واللامبالاة) دي كولها هو (رداءة الخدمة) كما ورد على لسان صديقي الذي نوى أداء العمرة هذا العام قإتجه إلى القمسيون الطبي بالصحافة (فرع مركز سمير) من أجل التطعيم والحصول على الكرت إذ قال لي بعد عودته وهو يحكي في (مرارة وألم):

– يا أستاذ المركز ده غير لائق بإستقبال (البني آدميين) ولا يطاق أن تجلس فيهو دقيقة واحدة من شدة الأوساخ والروائح الكريهة.

• تصور يا أستاذ لا تتوفر مقاعد او حتي صالة لجلوس المعتمرين (أغلبهم كبار السن نساءً ورجالاً) فبعضهم يقف تحت أشعة الشمس الحارقة والبعض الآخر يجلس تحت ظل الأشجار والمباني المجاورة وحالتهم (تحنن)!
• إتخيل يا أستاذ (المعتمرين) بيبتدو يجو يتوافدو من الفجر ابتداءً من الساعة خمسة أو ستة صباحاً والموظفين بيجوهم بي مزاجهم مرات يجو تمنية ونص ومرات تسعة ونص ومرات عشرة عديل كده.

• بعد ده كلو في ناس بترجع بدون ما تاخد المصل، مرات يقولو ليك (المصل قطع أمشو وتعالو بكرة)، (ومرات الكروت القطعت وما معروف تجي متين) وهكذا.
• يا أستاذ ما يسمى القمسيون الطبي بالصحافة سيء لدرجة لا توصف حيث أن الأوساخ متناثرة وأكياس النفايات الطبية ملقاة بداخل السور، هنالك غرفتان مهجورتان بهما معدات تالفة وقديمة وتتسرب المياة من الصهريج بداخلهما وأصبحت الغرف مكاناً لمبيت الكلاب الضالة ورائحة المكان لا تطاق وحاجة كده موبااالغة!
وإختتم حديثه فائلاً:

• والله يا أستاذ القمسيون الطبي بتاع الصحافة ده المعتمرين بيعانو فيهو أكثر من مشقة (العمرة) ذاااتا!!

كسرة:
إستخراج الكرت الواحد بي 172 ألف.. طيب أعملو (للأمة) دي برنده تقيهم حرارة الشمس وشوية كراسي بلاستيك يقعدو فيها (خافو من الله)!!

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في إنتظار ملف هيثرو (ليها تلاتة شهور)!

كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… (ليها سبعة شهور).

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 96 واو – (ليها ثمانية سنين)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 55 واو (ليها أربعة سنوات وسبعة شهور).

 

 

 

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة