صلاح الدين عووضة

فاتهن القطار !!


*بدأ الموضوع بملاحظة صغيرة..

*ملاحظة ما كان يصنعه أفراد شلتنا من طعام سريع..

*ومن شدة سرعة… وسهولة… إعداده سموه (القطر قام)..

*كان ذلك أيام الشباب الباكر… والشلة هي ذاتها شلة (الكورة)..

*ورغم سهولة صنعه هذه ما كنت أجيد شيئاً سوى الملاحظة… والكلام..

*فكل شيء يُقطع… ثم يُلقى داخل الحلة في وقت واحد..

*اللحم… البصل… الطماطم… الثوم…. ثم إضافة الزيت والبهار…. و(النية)..

*نية أن تكون (حلَّةً) شهية… وتكفي الحاضرين..

*والغريبة أن النسوة كن يعجزن عن إعداد مثلها… رغم التحدي..

*ثم كبرت الملاحظة مع كبر العمر… والعقول…. و(الأحزان)..

*وقرأنا عن مطالبات نسوية بالمساواة في مجال كرة القدم… لعباً لا تشجيعاً..

*ولم يرفض الرجال… ولم يضحكوا… ولم يسخروا..

*ولكنهم ضحكوا بعد ذلك – وسخروا – حين تمت الاستجابة لهذا المطلب النسائي..

*فقد كان أداؤهن على الملعب (خناقة) نسوية… لا لعباً..

*ولم يلق لعبهن رواجاً ذكورياً… ولا حتى أنثوياً… وبقيت كرة القدم لعبة ذكورية..

*وكان الفشل مثل فشل صنع (القطر قام)..

*ثم تابعنا مطالبات نسوية بالمساواة في الترشح لمنصب الرئاسة..

*ولم يرفض الرجال… ولم يعترضوا… ولم يعرقلوا..

*وفُتحت أبواب التنافس الانتخابي على قدم المساواة بين الجنسين..

*ولكن بقي غالب العابرين لهذه الأبواب من الرجال..

*فالنساء امتنعن عن التصويت لنساء مثلهن..

*تماماً كما تمتنع المرأة عن تمرير الكرة لامرأة مثلها… في مواجهة المرمى..

*ليظل مونديال كأس العالم ذكورياً محضاً… يترقبه كل العالم..

*وكان فشلاً مثل فشل صنع (القطر قام)..

*ثم عايشنا مطالبات نسوية بعدم هيمنة الرجال على عالم موضة الأزياء النسائية..

*قلن إنهن أولى بنجومية موضات بنات جنسهن هذه..

*فما اعترض الرجال… ولا احتجوا… ولا وضعوا المتاريس أمام النساء..

*ولكن النساء أنفسهن وضعن متاريس أمام بعضهن البعض..

*فلم يتهافتن إلا على الموضة التي تتفتق عنها أذهان مصممي الأزياء الذكور..

*ولا يُقبِلن على التي يبادر بها نساء مثلهن… ولا يَقبَلن بها..

*فلم تشتهر- من ثم – امرأة واحدة في هذا المجال (الأنثوي المحض)..

*فكان فشلاً مثل فشل إعداد (القطر قام)..

*ثم كبرنا… وكبرت أحزاننا… وملاحظاتنا… وانتقلت إلى مجال المنافسة على المطبخ..

*نعم المطبخ؛ ولكن ليس المنزلي… وإنما المطابخ التي في الخارج..

*في الفنادق الراقية ،والبرامج التلفزيونية ،والقصور الرئاسية ،والمنافسات العالمية..

*فما استكثر الرجال على النساء هذا الطموح…. الأنثوي..

*ولكن كان الفشل هنا أيضاً مثل فشل إعداد (القطر قام)..

*وأنا هنا لا أدلي بأي رأي… وإنما أكتفي فقط بالمشاهدة والكلام..

*مثل اكتفاء المذيعات في برامج (الشيف) – هذه الأيام – بالمتابعة… والثرثرة..

*فليسأل النساء أنفسهن: لماذا يفوتهن القطر دوماً؟!..

*بدلاً من أن يسهمن في جعله (يقوم) ؟!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


تعليق واحد