منوعات

من هي ناليس حصان ألمانيا الأسود التي قد تخلف ميركل؟


بعد انتخاب أندريا ناليس، رئيسة للحزب الديمقراطي الاجتماعي، في ألمانيا، فإن الأضواء تتجه نحوها، بوصفها ميركل المقبلة، وحيث يرى المراقبون أنها تملك نفس قدرات المستشارة، وربما أكثر من ذلك في قدرات التفاوض والوصول للأهداف والحنكة السياسية.

لقد جاءت ناليس لتصبح رئيسة الحزب الذي يشكل الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، لتصبح بذلك أول امرأة ترأس حزبًا عريقًا تأسس قبل 154 عامًا.

وقبل توليها رئاسة الحزب، على مستوى البلاد، فقد كانت زعيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في البوندستاغ (البرلمان الاتحادي الألماني)، منذ سبتمبر 2017.
كما شغلت منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية الاتحادية في الفترة من 2013 إلى 2017، وقادت العمل الشبابي بالحزب، وهي معروفة داخل الحزب بانتقاد مشروع أجندة 2010 الذي تبناه المستشار السابق غيرهارد شرودر.

النشأة والتعليم

اسمها أندريا ماريا ناليس أو نالز، وهي من مواليد 20 يونيو 1970، حيث تكمل 48 عاما بعد أقل من شهرين.

ولدت ببلدة منديغ في راينلند بالاتينات، وهي بلدة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها اليوم تسعة آلاف نسمة، حيث ترعرعت في طفولتها بمنطقة إيفل الريفية في ألمانيا الغربية، وكان والدها يعمل في مجال التشييد ومن ثم موظف مكتبي.

وقد أنهت الثانوية في أبيتور من خلال برنامج التعليم المستمر وذلك عام 1989، ومن ثم حصلت على الماجستير في السياسة والفلسفة والدراسات الألمانية في جامعة بون وذلك في 20 فصلًا دراسيًا لمدة عشر سنوات، كما عملت مساعدة لأحد الأعضاء في البرلمان بموازاة ذلك.

وفي 2004 بدأت دراسة الدكتوراة في علم الأدب واللغة الألمانية، لكنها تخلت عن أطروحتها في عام 2005 بعودتها إلى البوندستاغ.
وقد كان عنوان أطروحتها الجامعية “تأُثير والتر سكوت على تطوير الرواية الألمانية”، وهو روائي وكاتب مسرحي وشاعر أسكتلندي، لا تزال أعماله تقرأ في العصر الراهن (1771 – 1832).

زوجان وانفصال وطفلة

كانت متزوجة منذ عام 1997 إلى 2007 قبل أن تنفصل عن زوجها السابق هورست نيومان الذي كان يشغل مدير شركة فولكس فاغن للسيارات.
وفي عام 2010 تزوجت من ماركوس فرينجز ولها منه طفلة، قبل أن ينفصلا في عام 2016.

ولا زالت ناليس تعيش في قريتهم بالريف الألماني الغربي، حيث كان ميلادها، وحيث تحضر يوم الأحد صلوات الكنيسة الكاثوليكية.

الحياة السياسة

كان انضمامها للحزب الديمقراطي الاجتماعي وهي في سن الـ 18 وعملت منذ وقت مبكر في ممثليات الشباب بالحزب وتدرجت فيها لعدة سنوات، وفي عام 1997 أصبحت عضواً في السلطة التنفيذية للحزب.

وفي عام 2000 كانت أحد مؤسسي منتدى اليسار الديمقراطي بالحزب، بصفتها زعيمة الجناح اليساري للحزب الديمقراطي الاجتماعي ورئيس قسم الشباب السابق في الحزب.

وقد كانت من معارضي العديد من الإصلاحات الاقتصادية للمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، وبالتحديد أجندة 2010.

كما انتقدت هي وآخرون مراراً أسلوب القيادة الذي ينتمي إليه رئيس الحزب فرانز مونتفيرينج، قائلين إن الحزب لم يتم استشارته أبداً بشأن قرار شرودر في مايو 2005 بالدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة أو قرار الانضمام إلى تحالف كبير في ظل ميركل يشمل الأحزاب الرئيسية.

ومع سعي قادة الأحزاب إلى التوفيق بين الفصائل المتشاحنة في حقبة ما بعد شرودر، اكتسبت ناليس نفوذها حيث تم اختيارها في 31 أكتوبر 2005 كأمين عام للحزب الديمقراطي الاجتماعي، بفوزها على كاجو فاسيروفيل، الرجل المفضل من الجانب المحافظ للحزب.

لكن هزيمة فاسيروفيل دفعت فرانز مونتفيرينج للإعلان أنه لم يعد يشعر بأن لديه ثقة من الحزب وسيتنحى، ونتيجة لذلك، رفضت ناليس قبول منصب السكرتير العام.

وبين عامي 2005 و2009 عملت في لجنة العمل والشؤون الاجتماعية، وكانت أيضًا عضوًا في قيادة المجموعة البرلمانية للحزب تحت رئاسة بيتر ستراك.

وقبل انتخابات 2009، ضمها وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مجلس وزرائه المكون من 10 نساء وثمانية رجال من أجل حملة الديمقراطيين الاشتراكيين لإقالة أنجيلا ميركل بصفتها مستشارة.

في منصب الأمين العام

انتخبت من جديد أمينة عامة للحزب في 2009 إلى 2013 وذلك بمؤتمر الحزب الذي عقد في دريسن، وحيث حققت نجاحات في المنصب، وعملت مع زعيم الحزب المنتخب زيغمار غابرييل، الذي كان ينظر إلى تعيينها على نطاق واسع على أنه إشارة إلى تحول الحزب الديمقراطي الاجتماعي إلى اليسار.

وبصفتها الأمين العام، أشرفت ناليس على الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي الاجتماعي في عام 2013، ولكن بعد هزيمة الحزب في الانتخابات الفيدرالية، كانت مسؤولة عن تنظيم استفتاء بين أعضاء حزبها البالغ عددهم 472 ألف عضو، قبل التوقيع على أي معاهدة ائتلاف مع إعادة انتخاب المستشارة أنجيلا ميركل وكتلتها المحافظة.

وفي مؤتمر الحزب الذي استمر ثلاثة أيام في لايبزيغ في نوفمبر 2013، أعاد المندوبون انتخابها لمنصب الأمين العام بأغلبية ولكن أقل من السابق، حيث حصلت على 67.2 في المئة من أصوات الأعضاء.

وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية

في الفترة من 2013 إلى 2017 شغلت منصب الوزيرة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية.

وباعتبارها الوزيرة الاتحادية للعمل في الحكومة الثالثة للمستشارة أنجيلا ميركل، فقد أشرفت نايلس على تطبيق الحد الأدنى للأجور الوطنية لألمانيا، مما يضمن للعمال ما لا يقل عن 8.50 يورو أجرًا في الساعة (11.75 دولار).

ورغم أن ميركل قادت حملة ضد الحد الأدنى القانوني للأجور في عام 2013، قائلة إنه سيهدد الميزة التنافسية لألمانيا وأن وضع الأجور يعود إلى تقدير الشركات والموظفين؛ ومع ذلك أعطى حزبها الأرضية للديمقراطيين الاجتماعيين، الذين جعلوا هذا الإجراء شرطًا لمساعدتها على البقاء في السلطة لفترة ثالثة.

وبعد أن وعدت بمتابعة التقاعد المبكر للعمال خلال فترة الانتخابات، تمكنت ناليس أيضًا من تطبيق قانون التقاعد المبكر في عام 2014، هذه الخطوة المكلفة التي تبلغ كلفتها حوالي 160 مليار يورو بين عامي 2015 و2030، وقد تم انتقاد ناليس عليها مع تصارع ألمانيا مع عدد السكان المتقدمين في السن وقوة العمل المتقلصة وتشجيع التقشف بين جيرانها في الاتحاد الأوروبي.

وفي أعقاب مفاوضات سنوية بين مؤتمر المطالبات والحكومة الألمانية في عام 2014، نجحت ناليس في تقديم اقتراح لتمديد مدفوعات المعاشات الألمانية التي يبلغ مجموعها 340 مليون يورو (461 مليون دولار) لحوالي 40000 ناجٍ من المحرقة استخدمهم النازيون في الغيتوهات كعمال، مقابل الغذاء أو الأجور الهزيلة.

العربية