عالمية

كيف يعد الموساد قوائم الاغتيال ومن أعوانه العرب؟


تسلط عملية اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا السبت الماضي، الضوء على البرنامج السري لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) من أجل قتل الفلسطينيين الذين تعتبرهم إسرائيل تهديدا لها.
البطش درس الهندسة الكهربائية في غزة قبل أن ينال درجة الدكتوراه في الموضوع بماليزيا، وهو متخصص في أنظمة الطاقة وتوفيرها ونشر أبحاثا عملية عدة في هذا الصدد.

وقد اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة جهاز الموساد، ووصفت البطش بأنه عضو “موال” و”عالم من علماء فلسطين الشباب” الذي قدم مساهمات وشارك في منتديات دولية في مجال الطاقة.

ووفقا للصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رونين بيرغمان والخبير في شؤون الاستخبارات الإسرائيلية ومؤلف كتاب “انهض باكرا واقتل أولا”، يقول إن عملية قتل البطش تحمل كل بصمات الموساد.

وذكر -في اتصال هاتفي مع الجزيرة- أن “حقيقة استخدام القتلة للدراجة النارية لقتل هدف، والتي استخدمت في عمليات للموساد في السابق، وتنفذ بطريقة نظيفة ومحترفة بعيدا عن إسرائيل، تشير إلى أن الموساد متورط”.

Play Video
تحديد الهدف
إن تحديد هدف الاغتيال من قبل المخابرات الإسرائيلية يمر عبر خطوات مؤسساتية وتنظيمية داخل الموساد، وكذلك المجتمع المخابراتي الإسرائيلي الأوسع والقيادة السياسية.

بعض الأهداف تحددها الأجهزة الأمنية المحلية في إسرائيل، فربما جرى تحديد البطش من خلال جمع معلومات استخبارية عامة عبر وحدات داخل المؤسسات العسكرية والاستخبارية التي تلاحق حركة حماس.

ووفق مصادر للجزيرة، فإن اتصالات حماس بين غزة وإسطنبول وبيروت تخضع بشدة للمراقبة من قبل شبكات المخابرات الإسرائيلية، وربما جرى التعرف على البطش من خلال تلك القنوات.

وقال أصدقاء البطش للجزيرة -اشترطوا عدم ذكر أسمائهم- إنه لم يكن يخفي علاقاته مع حماس، وهو معروف في المجتمع الفلسطيني بهذه العلاقات.

تنفيذ الاغتيال
بعد تحديد الهدف يقيّم الموساد لاحقا المعلومات الاستخبارية للبت في قتله من عدمه، وفي الفوائد من قتله والطريقة المثلى لتنفيذ ذلك.

وبعد أن تنتهي وحدة خاصة من الموساد من الملف، تنقل النتائج إلى رؤساء لجنة الخدمات الاستخبارية التي تشمل قادة منظمات الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة باسم “فاراش” (باللغة العبرية).

بدورها تبحث فاراش عملية الاغتيال وتقدم معلومات واقتراحات، لكنها لا تملك السلطة القانونية للموافقة على العملية، فرئيس الوزراء هو المخول بذلك.

بيرغمان يقول إن رؤساء الوزراء عادة لا يفضلون اتخاذ القرار بمفردهم لأسباب سياسية، بل يشركون معهم وزراء آخرين، أبرزهم عادة وزير الدفاع.

وحدة “قيساريا”
أما وحدة “قيساريا”، وهي فرع عملياتي سري داخل الموساد، فهي مسؤولة عن زراعة وإدارة جواسيس، خاصة في الدول العربية، مستفيدة من شبكة الجواسيس الواسعة في الدول العربية والشرق الأوسط لجمع المعلومات وتنفيذ المراقبة بحق الأهداف الحالية والمستقبلية.

وفي داخل “قيساريا” التي تأسست في سبعينيات القرن الماضي، هناك وحدة تعرف بالعبرية بـ”كيدون” (الحربة) مؤلفة من قتلة محترفين ومتخصصين في عمليات الاغتيال والتخريب.

وقالت مصادر للجزيرة إن وحدة كيدون ربما تكون هي المسؤولة عن قتل البطش في كوالا لمبور.

يشار إلى أن الموساد لا يستهدف فقط القادة والناشطين الفلسطينيين، بل السوريين واللبنانيين والإيرانيين والأوروبيين أيضا.

وفيما يتعلق بالناحية القانونية لعملية الاغتيال، فإن الموساد يحظى بحرية واسعة لتنفيذ عملياته دون قيود قانونية، خلافا لوكالة المخابرات المركزية (سي آي أي)، وفق مصادر مطلعة على عمل الجهتين.

عمليات القتل المستهدفة
يقول بيرغمان في كتابه إن إسرائيل نفذت حتى عام 2000، أي بداية الانتفاضة الثانية، 500 عملية اغتيال أسفرت عن استشهاد أكثر من ألف شخص من الأهداف والمارة، ونفذت ألف عملية خلال تلك الانتفاضة، نجح منها 168.

ويضيف أنه منذ ذلك الحين، نفذت إسرائيل ما لا يقل عن 800 عملية استهدفت أعضاء مدنيين وعسكريين في حركة حماس بقطاع غزة والخارج.

تعاون عربي
ووفق كتاب بيرغمان، فإن الموساد يحتفظ بعلاقات تاريخية وتنظيمية رسمية مع عدد من أجهزة المخابرات العربية،

وقد وسع الموساد علاقاته في الآونة الأخيرة في ضوء التحول في التحالفات بالمنطقة والتهديدات المتزايدة من قبل مجموعات مسلحة، لتشمل دولا في الخليج ومصر.

ويذكر بيرغمان في كتابه نقلا عن مصادر في الموساد، أن رئيس المخابرات الأردني السابق سميح البطيخي أعرب عن غضبه من الموساد لعدم مشاركته في التخطيط لتنفيذ عملية اغتيال القيادي في حماس خالد مشعل عام 1997 بعمان.

المصدر : الجزيرة