رأي ومقالات

دارفور.. إنطلاقة العودة التلقائية لمناطق رجيلة اللادوب


بدأت بقرية اللادوب يوم الأحد 22 أبريل 2018م إنطلاقة العودة التلقائية الرسمية لمناطق رجيلة واللادوب عقب حسم موضوع التبعية الإدارية لصالح محلية يسن الذي تم في قريضة بتاريخ 11 أبريل 2018م واعتمدة ولاة ولايتي شرق دارفور وجنوب دارفور.

احتشد ما لا يقل عن ألف شخص من الرجال والنساء والشباب والأطفال قدموا من معسكرات النزوح في نيالا ( كلمة وعطاش والسريف والسلام ) ومن رجيلة. إلي جانب عدد من المواطنين المهنئين الذين حضروا مباركين من ام الخيرات ومريخا وام بويم ويس والضعين.

شهد الإحتفال الذي اقيم تحت ظلال الاشجار بهذه المناسبة السلطان/ عبدالله علي محمد أبو نبيلة وعدد من القيادات الاهلية بحضور قوات الشرطة (نقطة رجيلة) وقوات الدعم السريع. كما حضر اللقاء المهندس/إبراهيم عيسي البيقاوي – المستشار الهندسي لوزارة التخطيط العمراني بشرق دارفور، عضو لجنة معالجة مشكلة اللادوب، والمسئول السابق عن ملف العودة الطوعية لمناطق رجيلة واللادوب.

خاطب الاحتفال عدد من المتحدثين من القيادات الاهلية للمنطقة إلي جانب السلطان ابو نبيلة وقائد الدعم السريع بالمنطقة والمهندس ابراهيم عيسي البيقاوي واللجنة المنظمة.

تركزت الكلمات التي تبودلت علي الحمد والشكر لله أن هيأ للمواطنين العودة للمنطقة بعد نزوح دام. 14 عاما منذ 2003م. وكذلك تم توجيه صوت شكر للسيد الوالي أنس عمر ولجنة الامن بالولاية والمحلية ومسئولي الحكم المحلي والمصالحات والسلم الاجتماعي وبقية اعضاء اللجنة المشتركة من الاجاويد. وتم توجيه صوت شكر لولاية جنوب دارفور لإيوائها للنازحين علي مدي 14 عاما وموافقتها علي توفيق الاوضاع الادراية لمنطقة اللادوب إنحازا للعدل وهو أساس الحكم.

وكانت ابرز مطالب العائدين تتمثل في تثبيت حالة الأمن والاستقرار بإنشاء نقطة شرطة في اللادوب وتركيب الدونكي حيث ان البئر جاهزة، واعادة تشييد المدرسة وبناء مركز صحي ومسجد وفتح السوق. كما طالب الجميع بإطلاق نداءات لمؤسسات ومنظمات العون الانساني لمد يد العون بوسائل الإيواء والغذاء والكساء كاحتياجات عاجلة. وكذلك توفير وسائل الانتاج وتقاوي الانتاج الزراعي حيث ان الاراضي ذات خصوبة عالية وصالحة للزراعة وتمتاز بجمال الطبيعة مثلما يبدو في أم بالاية ووادي سلواتي. ومن المطلوب الاسراع في عملية تسليم الاراضي الزراعية لأصحابها الحقيقيين.

ومن اللافت ايضا تثمين الارادة السياسية للدولة وقرارها القاضي بعودة النازحين لمزارعهم ومراعيهم وقراهم الأصلية وكذلك الإشادة الكبيرة بنتائج الحملة القومية لجمع السلاح التي يقودها السيد نائب رئيس الجمهورية د/ حسبو محمد عبدالرحمن والتي سحبت السلاح من ايدي المواطنين وبسطت الأمن ومنعت التعديات والظواهر السالبة وسهلت امر العودة التلقائية والطوعية. وقد أكد قائد قوة الدعم السريع لدي مخاطبته الاحتفال بأن الامن مسئولية الجميع ولابد للمواطنين من المساهمة فيه بالمعلومة الصحيحة وأكد أنه لا يوجد بهذه المناطق مواطن يحمل السلاح او يرتدي الكدمول وأوصي قيادات المنطقة بمقابلة المسئولين للمطالبة بتوفير خدمات المياه والصحة والتعليم وسبل الحياة. وأكد في ختام كلمته الضافية وقوفهم إلي جانب المواطنين وموقفهم الحاسم ضد المتفلتين والخارجين عن القانون.

ويتوقع ان تتواصل تدفعات العائدين بكثافة من معسكرات النزوح مما سيشكل ضغطا علي موارد المياه الشحيحة ويهدد الحياة، حيث توجد بئر محفورة جاهزة في اللادوب منذ عام 2012م تنتظر التركيب وقد تمت في السابق دراسة دونكي رجيلة.

هذا الواقع يتطلب تضافر الجهود من كافة المؤسسات والجهات المسئولة في محلية يس والولاية للاستجابة العاجلة لمتطلبات العودة الطوعية لمناطق رجيلة واللادوب.

كان من المتوقع حضور السيد معتمد محلية يس الاستاذ/ يوسف ابراهيم ليشهد بداية انطلاقة العودة التلقائية التي أقرتها لجنة أمن الولاية، ولكنه تغيب لظروف قدرتها الجماهير المحتشدة. ويرجي ان يتم تدشين العودة الطوعية لهذه المناطق بواسطة السلطات المختصة المتمثلة في سعادة السيد والي الولاية الأستاذ/ أنس عمر والسادة الوزراء والدواوين والمجالس ذات الصلة ومنظمات المجمتمع المدني الوطنية والاجنية.

قال الشاعر:
لا خيل عندك تهديها ولا مال * فليسعد النطق إن يسعد الحال.

ابراهيم عيسي البيقاوي: اللادوب – محلية يس – ولاية شرق دارفور.
الأحد – 22 أبريل 2018م.