رأي ومقالات

ضياء الدين بلال: حقائق وأكاذيب


-1- الأستاذ الإعلاميُّ المُخضرم، عبد السلام محمد خير، هاتفني أمس، مُعلِّقاً على مقالي الذي جاء تحت عنوان: (ماذا تنتظر الحكومة؟).

قال لي: هل وجدتَّ من يُصدِّق روايتك عن الإجراء الذي اتُّخذ ضدَّ الضابط الذي حاول تجاوز صفوف الوقود، لنيل حقٍّ غير مُستحق، فاعترض عليه المواطنون، فاتَّصل شخصٌ بجهة أمنية، فجاءت وزجَرَتْه، ونزعت منه مفتاح السيارة الحكومية؟

قلت له: فعلاً، وجدتِ الرِّواية تشكيكاً من البعض؛ بل هناك من اعتبرها مُحاولةً لتجميل صورة تلك الجهة، أو صورة الحكومة، بأن فيها جهاتٍ تُعاقب وتُحاسب وتردُّ المظالم لأهلها.

-2-

بعد ساعتين من مُكالمة أستاذنا عبد السلام، تلقَّيتُ مُكالمةً أُخرى من الأستاذ عبد الهادي عباس، الناشط بالجالية السودانية في دولة قطر، وقال لي إنه هو الشخصُ الذي قام بالاتصال بالشرطة الأمنية، فقامت بالتعامل مع الملازم الذي يتبع لإحدى الولايات.

أستاذ عبد السلام، يرى أن كثيرين أصبحوا لا يودُّون سماع أو قراءة أيِّ شيء، يعكس سلوكاً حكومياً به قدرٌ من الإيجابية، وهناك آخرون يفتقدون الثقة في مثل هذه الروايات، بغضِّ النظر عن مصدرها، فهي عندهم موضع شك وريبة.

-3-

تجد الروايات المُناقضة لتلك الرواية وتعكس سلوكاً سالباً لأفراد أو جهات، رواجاً وتصديقاً كبيراً، لأنها تتوافق مع صورة ذهنية تشاؤمية، بأن ليس هناك ما هو جديرٌ بالاحتفاء والتداول، كفعل خيرٍ وسلوكٍ قويم.

ملاحظة ذكيَّة، أوردها الكاتب المُتميِّز محمد عبد الماجد، في عموده أمس، وهو يعلق على القضية المُثارة عن منح والي الخرطوم السابق عبد الرحمن الخضر قطعة أرض استثمارية بتخفيضٍ، لسكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب.

لاحظ عبد الماجد أن الخبر وجد انتشاراً واسعاً، وتعريضاً جارحاً بالخطيب، وحينما أصدر الخضر توضيحاً اعتذارياً نفى فيه الفرية، لم يجد ذلك النفي أيَّ رواجٍ في وسائل التواصل الاجتماعي. فضح الرجل في ساحة واعتذر في زقاق!

-4-

سيطرة الشائعات والأخبار السيِّئة على الساحة، وقابليتها للتَّصديق، ومحدودية انتشار الأخبار الإيجابية والتصحيح، ظاهرة تستحقُّ الدراسة والبحث.

الصمتُ الرسميُّ، وافتقاد المبادرة في تمليك المعلومات في لحظات الحاجة إليها، يُوفِّران المناخ الأمثل لانتشار الشائعات ورواج الأخبار والروايات السالبة.

في أزمة الوقود الرَّاهنة، لا تجد معلومات رسمية مُوثَّقة، بل الأسوأ أن الأخبار التي تخرج تكون مقتضبة ومُتناقضة، مثل عدد شاحنات الوقود. كل صحيفة نشرت رقماً مُختلفاً عن الأُخرى لتعدُّد المصادر؛ ففُقِدَت المعلومة التطمينية مصداقيتها.

نعم الشائعات تتمدَّدُ في مساحات الصَّمت الرَّسمي، أو إبراز أنصاف الحقائق وأرباعها.

السلوك الإعلامي، هو الذي يُوفِّر مناخاً صالحاً لظاهرة الأشباح الإسفيرية ومُروِّجي الشائعات؛ سلوكُ الإنكارُ المُطلَق، ودس الرؤوس في الرمال.

-أخيراً-

خبراء الإعلام يقولون: إن المصداقية شبكة اصطياد المُتلقِّي، فإن لم تكن صادقاً وشفَّافاً، فلن تنال ثقة أحد، وحينما تكون مُرتبكاً ومُتناقضاً، ستنال سخرية الجميع.

ضياء الدين بلال


‫5 تعليقات

  1. (لأنها تتوافق مع صورة ذهنية تشاؤمية، بأن ليس هناك ما هو جديرٌ بالاحتفاء والتداول، كفعل خيرٍ وسلوكٍ قويم.)

    ليس كذلك أستاذ ضياء ولكن السؤال لماذا فقد المواطن الثقة في كل كلمة تقال ؟؟
    اذا كان الصدق هو السائد لما فٌقدت الثقة ولكن العكس فلماذا تطالبهم بتصديق أي رواية تصدر من أي جهة مهما كانت؟؟

    بالمناسبة أي شخص لن يستغرب ولكن ما يجعلنا نستغرب ان تستغرب انت من عدم تصديق الروايات هذه!!!!

    مثال بسيط الوزير غندور قال كلام – محافظ بنك السودان قال كلام مغاير وثاني قال كلام مغاير فأين الحقيقة هنا؟؟؟ (وبرضو تقول لي نصدق؟؟)

    تحياتي

  2. الغريب في وزارة اعلام كامله الدسم وعليها وزيرين وعندها منتدي اسبوعي..المشكله تبقي في التفهم والضمير الذي يحاسبك عليه رل العزه

  3. الغريب في وزارة اعلام كامله الدسم وعليها وزيرين وعندها منتدي اسبوعي..المشكله تبقي في التفهم والضمير الذي يحاسبك عليه رب العزه

  4. الحقيقة
    ان المعارضين لا يريدون اي شي اجابي للحكومة
    وبحاولو. يقنعو الاخرين بذلك
    تبا للمعارضة السودانيه العميلة

  5. هو رئيس الجمهوريه بكذب علني وبالدليل ومن غير خجله … والحكومه ممثله في الوزراء والمسئولين بطلعوا بي تصريحات كاذبه على الملاء أمثال ربيع عبدالعاطي .. فكيف يكون في مصداقيه في رئيسها الذي يكذب ومعاونيه كذلك يكذبون عياناً بياناً