تحقيقات وتقارير

انطلقت يوم (السبت) (سد النهضة) .. تغير (المستضيف) فهل تتغير المواقف؟


التأمت جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على مستوى وزراء الرى والخبراء بدول حوض النيل الشرقي (السودان، مصر، أثيوبيا) فهل تراها عادت بالجديد أما هي تكرار حذو النعل بالنعل لذات ما جرى في جولات سابقة انتهت إلى اللاشئ.

وتهدف الجولة الحالية بحسب الإعلان الرسمي لاستكمال المباحثات الهادفة إلى الخروج من التعثر في المفاوضات المعنية بالجوانب الفنية للسد، والتوصل إلى تفاهم مشترك حول البنود والنقاط العالقة واستكمال الدراسات المطلوبة المكلف بها الاستشارى الفرنسي، وإزالة العقبات التى تعترض المسار الفنى واعتماد صيغة نهائية للنقاط الحاكمة التى سيتم التوافق على جزء منها خلال اجتماع الخرطوم الأخير لرفعها لاجتماع الوزراء التسعة.

وكانت الخرطوم شهدت في السادس من شهر أبريل الماضى اجتماعًا ماراثونيًا ضم وزراء الخارجية والري ومديري المخابرات في الدول الثلاث غير أنه أنتهى إلى الفشل حيال التوصل إلى توافق بشأن قرار مشترك بين الدول الثلاث حول السد الإثيوبي.

وحملت إثيوبيا مصر مسؤولية فشل مفاوضات الخرطوم لعدم جديتها بطرحها لاتفاقية 1959م التي تمنحها (55.5) مليار متر مكعب، وتخشى مصر نقصان حصتها بقيام السد. وأحال اجتماع الخرطوم القضية لاجتماع وزراء المياه والجهات الفنية الذي انعقد يوم أمس (السبت).

يشار إلى أن دول مصر وإثيوبيا والسودان تجري مفاوضات حول بناء سد النهضة الإثيوبي، غير أن المحادثات تعثرت مرارًا جراء خلافات حول سعة تخزينه وعدد السنوات اللازمة لعملية ملء المياه، في حين تواصل إثيوبيا عملية بناء السد بوتيرة متسارعة رغم تحذير الفنيين السودانيين والمصريين من مغبة ذلك الأمر.

تدخل أمريكي

يرى متابعون أن جولة جديدة من المفاوضات لن تحقق تقدمًا يدفع باتجاه التسوية الشاملة لعدم قدرة الدول الثلاث على التوصل للتوافق المطلوب بغية الوصول إلى تفاهمات في ملف بشأن سد النهضة في الجولات التفاوضية.

وتدخلت الإدارة الأميركية لتقريب مواقف الدول الثلاث وفد أميركي مختص برئاسة مساعد وزير الخارجية لشرق أفريقيا، إريك ستروماير، بزيارة الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، في مارس الماضي واستطلع مواقف المسؤولين، وصاغ أفكاراً واقتراحات لتسوية الخلافات.

والمثير للغرابة أن الإدارة الامريكية أقحمت مفاوضات سد النهضة ضمن أجندة الجولة الثانية من مفاوضاتها مع السودان لرفع اسمه من قائمة الإرهاب.

علاقة لا تمس

استبعد رئيس لجنة الزراعة بالمجلس الوطني، د. بشير آدم رحمة، استجابة السودان لمحاولة الولايات المتحدة الأمريكية بالتأثير على موقفه عبر التلويح بقائمة الإرهاب.

قائلاً لـ (الصيحة) لا أرى إمكانية أن يستجيب السودان للضغوط الأمريكية لأن له علاقة إستراتيجية مع أثيوبيا وهو يقدم هذه العلاقة على الضغوط الخارجية مخافة تضرر أمنه المائي كما أن أثيوبيا تعتبر السد ملف أمن قومي يتعلق بإنتاجها للطاقة الكهربائية التي تحتاجها للتنمية.

وأشار بشير إلى أن هناك تحولًا واضحًا في موقف مساندة أمريكا لمصر استنادًا إلى أنها تعتبرها حليفًا إستراتيجيًا لها في الشرق الأوسط (لعلاقتها مع إسرائيل) وتحاول تمرير أجندتها بالضغط، ولكن حالياً بدأ الكونغرس يغير نظرته لمصر بسبب ملفها في حقوق الإنسان وبدأت ضغوط ووضع شروط للقاهرة لأجل تحسين موقفها في ملف حقوق الإنسان.

تحسبًا للوافد الجديد

سبق أن قال الخبير في القانون الدولي، د. أحمد المفتي، لـ (الصيحة) إن إدخال مناقشة قضية سد النهضة في ملف تطبيع علاقات (الخرطوم – واشنطن) تعد المرة الأولى التي يتدخل فيها الأمريكيون علانية في هذا الملف ووضعه ضمن أجندات النقاش المتعلقة برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب مع العلم بأن هذه المفاوضات بدأت منذ العام 2011م.

وتابع المفتي بأن ظهور مفاوضات سد النهضة ضمن أجندة الجولة الثانية يعني أن أمريكا دخلت في قضية سد النهضة بصورة واضحة ما يعني أنها لاعب رئيسي في القضية مشدداً بأن ذلك يحتم على السودان أن يعيد النظر في إستراتيجيته تجاه سد النهضة بعد ظهور أمريكا كلاعب أساسي في سد النهضة بعد أن كانت تعمل من وراء ستار ولم تكن ظاهرة على المسرح.

حلول

يؤكد د. بشير آدم رحمة أن النقاش الدائر الآن في جولة أديس وسابقاتها ليس على قيام سد النهضة من عدمه بعد أن أصبح السد حقيقة ماثلة على الأرض وإنما التقاش والجدل يتم على إجراءات فنية تتعلق في المقام الأول بالفترة الزمنية الخاصة بملء السد لأن الملء يحدد حصة ونسب كل دولة في مياه النيل.

موضحاً أن اكتمال ملء السد سيمكن السودان من استخدام حصته كاملة وكذلك مصر حسب اتفاق 1959 وهذه النقطة الجوهرية التي تحاول مصر أن تتخطاها لزيادة أمد ملء السد لأطول فترة ممكنة حتى تستفيد من حصة السودان التي لا يستطيع الاحتفاظ بها في مواعينه التخزينية ويذهب جزء كبير منها لمصر. مذكراً بأن السد مصدر للطاقة بالنسبة لأثيوبيا وليس للمياه كما بالنسبة لمصر أما السودان فيفاد من المياه والطاقة على حدٍ سواء.

وكشف بشير عن أن هناك حديثًا بإيعاز من أمريكا لأثيوبيا حتى تتاخر في ملء السد لأطول فترة ممكنة على أن تقوم الدول العربية المتحالفة مع مصر ببناء مفاعلين نوويين لتوليد الكهرباء لتعويضها الفاقد من الكهرباء جراء تأخرها في عملية الملء الأمر الذي يسمح بانسياب المياه الى مصر كما هو عليه الآن. بيد أنه عاد وقال إنه لا يتوقع أن تكون إثيوبيا متحمسة لهذا الخيار نظراً لمشكلات الطاقة النووية وما يترتب عليها.

صحيفة الصيحة.


‫2 تعليقات

  1. يُفهم من تدخل امريكا في مسار مفاوضات سد النهضة بأنه محاولةجديدة او لنقل صراحة هذا التدخل بمثابة الجزرة للخرطوم بمعنى : على الخرطوم الانحياز لمصر بخصوص مفاوضات سد النهضة وإلا لن ترفع امريكا اسم السودان من قائمة رعاة الارهاب .على السودان ان يُقيم الامر بميزان المصالح ولا يخضع لأي ضغوط ضد مصالحه
    بنفس القدر بتدخل امريكا لمصلحة مصر بينما مصر
    لم تقُم بتعهداتها تجاه السودان عند قيام السد العالي ولا مجرد كهربة الإقليم الشمالي ناهيك عن دفع المبلغ المتفق عليه وناهيك ايضا عن تعويض إغراق الاثار السودانية (او حتى محاولة انقاذها كما تم انقاذ معبد ابو سمبل المصري حين اوشك على الغرق)وبعد ذلك تستقوى مصر بحشر انف امريكا في مفاوضات سد النهضة.مصلحة السودان أولى [وطُز] في قائمة رعاة الارهاب المزعومة.

    1. محاولة اقحام امريكا لاستخدام الجزرة وعصا العقوبات ,, لو للحكومة شخص واحد يفكر لعرف انو كل وعود امريكا كانت وهم ((ولا حتي لحسة سااي من الجزرة ما ضاقتها عمرها كل توعد بيها ))والاهم انو اصبحنا لانستبشر خير من وراء رفع العقوبات لا الحكومة مستعدة ليها باي خطط ولا حتي عندها افكار لخطط ولا اصلا ينفع ترفع العقوبات في ظل الوضع المتدهور هذا ولا ينفع ترفع في ظل وجود الحكومة دي!!((( تاريخهم بقول كل الوعود والبشريات للشعب دائما كان يحصل العكس من استخراج البترول البي سببها ازدادت ديون السودان في الوقت الكان فيهو احتياطي نقدي(وياريت كانت ديون عملت بيها مشاريع استراتيجة) الي سد مروي الكهربتو قاطعة ومافي احتياطي للكهرباء وبعد كل افلام الاكشن بتاعت (السد الرد) طلعنا شاحدين كهرباء من اثيوبيا الي النفرة الخضراء والزراعة وطلعنا بنستورد طماطم وبرتقال بنكهة (الصرف الصحي المصري) الي شراكة سودانير مع الشركة الكويتية لتطورها ونقلها للافضل طلع بيعوها اهم مسار (لندن-هيثرو) وحتي بعد البيع طلعت الشركة مديونة واخر بشيراتها ترك حلف ايران مقابل الحضن السعودي (قالوا:مانجده من دول الخليج في شهر في سنة ماتجي من ايران,,,,:طبعا انبوبة الغاز كانت بعشرين الف بالقديم زمن ايران وهسي الدورار بي 40الف ) قالوا المقابل للفوائد دي تكوين جيش يحارب في اليمن (بس المعلن كان دفاعا عن المقدسات ضبعا دي الصبغة الدينية) والحصل البلد بقت في ازمة وقود وعدم سيولة (والنتيجة طلعنا مرتزقة والمشكلة الاساء لكل السودانين ) ومازال الفلم مستمراً!!!!!!