الطيب مصطفى

الجمهوريون بين الوهم والحقيقة (9)


ويواصل الضليل محمود تضليله للناس ويزعم أن القرآن المكي نسخ بالإرجاء بمعنى أن التكليف به قد أرجئ إلى أن (يبعث) محمود المكلف، حسب تخاريفهم، ببعث القرآن المكي لتبليغ الرسالة الثانية التي كلف محمود بإبلاغها باعتباره صاحب المقام المحمود والمسيح المحمدي فبالله عليكم هل رأيتم كيف انصاع هذا الموهوم للشيطان إذ أوحى إليه وأضله كما أضل مسيلمة الكذاب؟!

ابنة محمود (أسماء) بعاطفة الأبوة صدقت أن والدها هو الرسول المبعوث بعد محمد صلى الله عليه وسلم بل اعترفت في حوارها في قناة الشروق مع ضياء الدين بلال أنها كانت تعتقد أن والدها لن يموت حين أعدم وأن شيئاً ما سيحدث كالذي حدث لعيسى بن مريم ينجي والدها الذي كانت تعتقد أنه سيظل حياً إلى أن يكمل رسالته، وقد صرخ أحد الذين أضلهم، باعتراف أسماء، عندما رأى الدجال يخر صريعاً ويسقط من حبل الإعدام (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)!

طيب أيتها المسكينة أما كان موته كفيلاً بأن يردك إلى الصواب بعد أن انهار كل اعتقادك في (نبي آخر الزمان المعصوم)؟!

دعونا نواصل مع د. الباقر كشف زيف المرتد الذي لم يجد من يؤازره حتى اليوم إلا الشيوعيين والعلمانيبن وأعداء الاسلام.

أما قول محمود “وإنه لحق أن النبوة قد ختمت، ولكنه ليس حقاً أن الرسالة قد ختمت، فنخطئه بقولنا: معلوم أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً، كما يتفق معنا في ذلك محمود والجمهوريون.. فإذا اختتمت النبوة تختتم من ثم الرسالة، فالنبوة أن ينبأ – أي أن يوحى إليه، والرسالة أن يبلغ ما أوحي إليه.. فإذا انقطع الوحي تنقطع الرسالة!!.

وهنا لا يجد محمود مناصاً من الدخول في منعطف آخر فيقول: “إن الرسالة لم تختتم لأنها ليست رسالة نبوة وإنما هي رسالة تقوم على التلقي من الله كفاحاً بدون واسطة الملك جبريل”!. وكأن محمودا يميز بين رسالة تقوم على نبوة وأخرى تقوم على التلقي من الله كفاحاً وأن الثانية تبدأ بعد ختم الأولى وهذا يخطئه ما ذكرناه سابقاً من أن التلقي عن الله كفاحاً هو واحد من كيفيات الوحي الذي يوحيه الله تعالى لأنبيائه ورسله الكرام، وأن التلقي عن الله تعالى سواء أكان كفاحاً أو بواسطة جبريل عليه السلام هو “النبوة” كما يعرفها أهل العلم.

ذكرنا أن محموداً يزعم أن الإسلام رسالتان أولى قامت على فروع القرآن وثانية تقوم على أصوله.

ويزيد محمود الأمر تفصيلاً بقوله: “لقد نزلت الأصول في مكة فيما هو معروف عندنا بالآيات والسور المكية، وقد استمر نزولها خلال ثلاث عشرة سنة فلما لم يستجب لها الجاهليون.. فظهر عملياً أنها فوق طاقتهم.. فسحبت من التداول في مستوى التشريع.. ونزل التنزيل على حكم الوقت.. وجاءت آيات الفروع.. وهي ما تعرف عندنا بالآيات المدنية وبالسور المدنية”.

ويقول أيضاً: “آيات الأصول هي الآيات المكية وآيات الفروع هي الآيات المدنية.. ولقد اعتبرت آيات الأصول يومئذٍ منسوخة.. واعتبرت آيات الفروع صاحبة الوقت.. وما نسخ آيات الأصول يومئذٍ إلا إرجاء ليوم يجيء فيه وقتها وذلك حين تستعد البشرية لتطبيقها”.

وخلاصة القول ان محمود محمد طه يزعم أن آيات الأصول هي أول ما نزل من القرآن في مكة المكرمة، غير أن الناس قصروا عن شأوها وظهر عملياً عجزهم عن تطبيقها لأنها كانت في مستوى يفوق طاقتهم.. فنسخت من ثم آيات الأصول – القرآن المكي – (الرسالة الثانية) – والنسخ في “الفكرة الجمهورية” يعني الإرجاء – وطبقت آيات الشروع – القرآن المدني – (الرسالة الأولى) في ذلك الوقت.. أما آيات الأصول، وهي ما تقوم عليه الرسالة الثانية، تظل منسوخة إلى أن يجيء وقتها وتجيء أمتها فتبعث من جديد لتكون هي صاحبة الوقت، وتنسخ من ثم آيات الفروع التي كانت صاحبة الوقت في القرن السابع الميلادي.

ولنا وقفة مع هذه النصوص ونقول: كيف يزعم محمود أن هذه الرسالة الثانية!! والتي لم يتم تفصيلها قد ظهر عملياً أنها فوق مستوى المكلفين في ذلك الوقت؟! فهذا تناقض واضح لا يختلف عليه اثنان!! إذ كيف نصف قوماً بالعجز عن أداء واجب لم يبين لهم؟! أي لم يفصل لهم المطلوب فيه أو منه أو له؟!.

وكيف يواجه محمود قول الله تعالى: ” وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” والذي يبين ان الرسول صلى الله عليه وسلم مكلف من قبل ربه تعالى بتبليغ القرآن الكريم وتبيينه للناس.. إن من تمام تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم لرسالة ربه ان يبين للناس ما نزّل إليهم.

يقول محمود رداً على ذلك إن “ما في جملة (ما نزل إليهم) لا تعود الى الذكر وإنما تعود الى جزء من الذكر، ينصب عليه الأمر بالتبيين وهو ما يخص الرسالة الأولى”.

وتهافت هذا الذي يقوله محمود واضح لكل من له معرفة باللسان العربي، فعلماء اللغة يقولون إن لفظ “ما” في قوله تعالى “ما نزل اليهم” يفيد العموم ولا يفيد الجزئية.. أي أن التبيين يقع على جميع القرآن الكريم، لا على بعضه!!.

وإذا ما افترضنا – جدلاً – أن لفظ ما يفيد الجزئية كما يزعم محمود فمن أين له أن هذا الجزء هو ما يخص ما اسماه “بالرسالة الأولى”! وهي التي تتعلق بأمة معينة!! الله سبحانه وتعالى يقول: لتبين “ما نزل إليهم” – أي لكل الناس!!.

كذلك نقول لمحمود وجماعته: “إن ما تزعمونه من أن القرآن المكي نسخ بالقرآن المدني – والنسخ في “الفكرة الجمهورية” كما ذكرنا يعني الإرجاء – لهو قول يجافي الحقيقة تماماً.. لأننا لو تعرفنا على خصائص القرآن المكي لثبتت لنا رقة هذا القول وفجاجته، إن من خصائص القرآن المكي:

أولاً: الدعوة الى التوحيد وإثبات الرسالة والبعث والجزاء وذكر القيامة وأهوالها والنار وعذابها والجنة ونعيمها.

ثانياً: الإخبار عن الأمم السابقة وقصص الأنبياء بغرض العظة والاعتبار.

ثالثاً: وضع الأسس العامة لمكارم الأخلاق.

هذه هي بعض خصائص القرآن المكي.. فماذا يعني محمود إذن بأن القرآن المكي نسخ بالقرآن المدني؟! كيف ينسخ التوحيد وإثبات الرسالات والبعث؟! وكيف تنسخ الأخبار؟! وكيف تنسخ مكارم الأخلاق؟! هذا مما لا يجوز النسخ فيه سواء أن النسخ يعني الإلغاء أو الإرجاء!!.

أما القرآن المدني فهو القرآن الذي جاء مبيناً للعبادات والمعاملات والحدود وسائر التكاليف.. أي هو القرآن الذي جاء بالتشريع لكافة مناحي الحياة سواء الاقتصادية أو القانونية أو الاجتماعية أو السياسية أو الشخصية.. وهذا يعني أن القرآن المدني والقرآن المكي يؤسسان لحياة الفرد والمجتمع عقيدة وشريعة، فلا يمكن – من ثم – الاستغناء بالعقيدة عن الشريعة أو بالشريعة عن العقيدة!!.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. وين شايت البلد مخنوقة ونازلة بسرعة الصاروخ للمجهول وانهيار بالكامل وانت لسع بتبث فى حقدك
    وكراهيتك لعنة الله عليك فى الدارين حراميه أولاد حرام المشروع بتاعكم خلاص فشل سينعلكم
    التاريخ السودانى بأنكم أوسخ واعفن فترة حكم مرت على السودان