تحقيقات وتقارير

الولاة والوزراء يؤدون القسم .. وقائع ومشاهدات


ادى الولاة والوزراء ووزراء الدولة الجدد مراسم اداء القسم امام رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وبحضور رئيس الوزراء النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق اول ركن بكري حسن صالح ووزير رئاسة الجمهورية فضل عبد الله فضل،

وذلك ظهر امس (الاربعاء).. (الإنتباهة) كانت حضوراً ورصدت وقائع ومشاهدات اداء القسم خلال التقرير التالي:

القاعة الفخيمة

قبل عام وفي بحر مايو من عام 2017 كان القصر الجمهوري مسرحاً لاداء القسم لحكومة الوفاق التي جاءت بآمال عريضة وتحديات كبيرة، وتمخضت من مشروع وصفه المراقبون والساسة بانه الاكبر في التاريخ السياسي الحديث، وهو الحوار الوطني، غير ان هذه الحكومة التي شكلها رئيس الوزراء النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق اول ركن بكري حسن صالح واجهت تحديات ومعيقات قدر لها ان تكون في حاجة ماسة الى تعديلات، ليكون مساء الاحد حاسماً عبر اجازة المكتب القيادي للحزب الحاكم تعديلات حكومية واسعة لحقتها مراسيم جمهورية مساء الاثنين واكتملت بالثلاثاء، فيما ضرب يوم امس (الاربعاء) مسرحاً لاداء القسم.

ومنذ الثانية عشرة ظهراً كان الحضور الاعلامي كثيفاً بالقصر الرئاسي، خاصة من وسائط اعلامية اقليمية ومندوبي الوكالات العالمية التي ترى في هكذا احداث مهمة للمشهد السياسي الاقليمي، لما تمثله البلاد من ثقل اقليمي برز خلال الفترة الماضية. عبد الله جاد الله مدير ادارة الاعلام بالقصر واركان حربه اماني واحمد مكي والطاهر وازهري كانوا يتحركون بهمة كبيرة لترتيب تفاصيل اجلاس الصحافيين والاهتمام بما يطلبونه، حتى فرغ الولاة والوزراء من اداء القسم.

وفي الطابق الثاني بالقصر دلف الصحافيون الى هنالك في الواحدة ظهراً، حيث كانت تفاصيل تلك القاعة الفخيمة توحي بأن الحدث مهم.. ووزير مجلس الوزراء الجديد ظل منشغلاً بهاتفه، فيما كان وزير الخارجية الجديد الدرديري محمد احمد يؤانس وزير الدولة بوزارته الجديد اسامة فيصل، وكان ثالثهم الفريق اسامة مختار وزير الدولة بالاستثمار.

وفي ذات الاثناء كان وزير المعادن الفريق محمد علي ووزير الدولة بالعدل نعمات يجلسان، وعلي ما يبدو كانا يتحدثان عن تحديات في انتظارهما خلال الفترة المقبلة.

دعم الرئاسة

رئيس الجمهورية البشير اكد ان المسؤولية الملقاة على عاتق الولاة والوزراء تضامنية للخروج بالبلاد من أزماته وتحدياته والعمل على الحفاظ على استقراره، وشكر رئيس الجمهورية الوزراء على قبولهم للتكليف، وقال ان الشعب السوداني يتطلع دائماً للأفضل ويستحق التضحية من أجل رفاهيته، مؤكداً دعم رئاسة الجمهورية التي ستكون الداعم للوزراء حتى يقدمو اداءهم على النحو المطلوب.

وقال وزير الخارجية السفير الدرديري محمد احمد ان وزارة الخارجية هي مؤسسة ذات تقاليد ومعروفة بادائها العمل، مشيراً الى ان هذه التقاليد ظلت مستمرة لفترة طويلة، وحافظت على نجاحها على امتداد السنوات الطويلة منذ استقلال البلاد.

واضاف وزير الخارجية خلال حديثه بالانابة عن الوزراء في تصريحات صحفية عقب اداء القسم، ان التغير سنة الحياة وهو امر طبيعي ضروري، مؤكداً انه يعول على تقاليد الخارجية لمساعدته في اداء مهمته خلال الفترة المقبلة، واشار الدرديري الى انه يدرك جيداً تحمله لهذا التكليف والبلاد تشهد ظرفاً دقيقاً وكذلك الاقليم والعالم، واكد على ثقته في الامكانات المتوفرة بالخارجية وقدرتها على التصدي للمهام والابحار بالبلاد الى بر الأمان.

الدريري اشار الى انه ابن الخارجية وعمل بها نحو (15) عاماً متقلباً بين رئاسة الوزارة وعدد من السفارات، بجانب توليه مهاماً سياسية حيث قال: (الآن أفضل أن التقي بزملائي بالخارجية حتي اقول رأيي في ما ذكرتموه من محاور).

وزير النفط .. المطلوب العمل بجد

ومن جهته قال وزير النفط ازهري عبد القادر ان الفترة المقبلة تحتاج الى العمل بهمة وجد وتناغم ما بين الجهات المختلفة حتى تنجلى الصعوبات التي تواجه الناس.
واكد الوزير شكره رئيس الجمهورية على ثقته وتكليفه بمهام وزارة ذات اهمية خاصة بحجم زارة الخارجية التي تمثل الكثير في اقتصاد البلاد، وقال: (اقول للناس ان الموجود من النفط يكفي البلاد).
فيما قالت وزيرة الدولة بالعدل نعمات الحويرص اثناء حديثها للصحافيين انها قبلت التكليف معترفة بأن مهمتها صعبة، غير انها على يقين بأن تنجح بتعاون الجميع، واكدت الحويرص ان زارة العدل تسعى إلى تحقيق العدل واعلاء كلمة الحق عبر اداراتها المختلفة.

محاربة تهريب الذهب

ومن جهته قال الفريق شرطة محمد احمد علي وزير المعادن ان وزارة النفط ظلت ترفد الاقتصاد السوداني ولها اهمية وخصوصية كبيرة، واشار الى انهم سيسعون الى التنسيق مع الادارات المختلفة والمعدنين في المجال الاهلي، مؤكداً في ذات الوقت انهم سوف يحاربون تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم، وذلك بالتنسيق العالي مع الاجهزة الامنية المختلفة داخل الدولة، خاصة في المناطق الحدودية التي عبرها يتم تهريب الذهب، مشيراً الى ان هذه الافعال تلحق ضرراً كبيراً بامن البلاد واقتصادها، وحيا الفريق محمد الاعلاميين ونقل تهانئه للشعب السوداني عبرهم بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، متمنياً
التوفيق في مهمته الجديدة.

فيما تحدث للصحافيين ايضا الوزير بمجلس الوزراء هاشم علي سالم الذي قال انه ترك وزارة المعادن وهي شمعة مضئية في الاقتصاد السوداني، واشار الى انه سسيسعى عبر مهمته بالوزارة الجديدة لاستكمال عملية الحوار، مشيراً الى ان هنالك كيانات سياسية لم تلحق بركب الحوار حتى الآن، وكذلك حركات مسلحة، متمنياً ان ينجح في اقناع الممانعين لينضموا للحوار وتواصل عملية التوافق مع الكيانات السياسية الاخرى
وبدوره قال وزير الدولة بالاستثمار الفريق اسامة مختار ان الاستثمار يعد المخرج للبلاد من مشكلاته الاقتصادية، وقال ان المرحلة تتطلب جذب المستثمرين، وذلك بتسهيل الاجراءات وحماية المستثمرين، بجانب خلق بيئة مناسبة وآمنة لقطاع الاستثمار، ولكنه عاد واكد ان هذا الامر يحتاج الى ارادة وعزم كبير.

الأمان الاجتماعي

وعلى صعيد الولاة ابتدر والي ولاية الشمالية ياسر يوسف الحديث بالانابة عن الولاة، وقال خلال مخاطبته الصحافيين ان رئيس الجمهورية وجه بأن يبذلوا جهوداً في مهمة اساسية ستكون محور برامج عملهم خلال الفترة المقبلة، واضاف يوسف انهم سيبذلون جهوداً في استتاب الامن وتطوير وترسيخ حالة السلام الاجتماعي التي تنتظم ولايات السودان، واشار الى ان البشير وجه بترسيخ تجربة السلام والامان الاجتماعي بولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وبقية الولايات، بجانب تركيز الرئيس على قضية معاش الناس التي اولاها اهتماماً خاصاً، واكد سعيهم للعمل بجد لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين، بجانب التركيز على الانتاج والانتاجية. واشار يوسف الى ان الرئيس وجه كذلك بوضع مخرجات الحوار الوطني ضمن اولوية الحكومات بالولايات المختلفة خلال الفترة المقبلة وتعهد بتنفيذ توصات الحوار.

اما الفريق مفضل والي ولاية جنوب كردفان فقد قال انهم استمعوا الى توجيهات رئيس الجمهورية التي جاء في اولوياتها الاهتمام بمعاش الناس، بجانب العمل على توحيد صف الولايات والحفاط على امنها، بحانب الاهتمام بالخدمات والعمل على الاحتفاظ بمساحة واسعة بين كل الوان الطيف السياسي.
والي وسط دارفور اشار الى ان ولاية الوسط الدارفوري مازالت وليدة على حد تعبيره، وقال إنها مازالت تحتاج الى تنمية، مؤكداً عزمهم على بذل الجهود، وذلك بالتعاون مع الحكومة لاستنفار الجهد الشعبي بالولاية التي بها معسكرات وخرجت من الحرب، واكد انهم حريصون على استمرار الامن والعمل على انفاذ برنامج العودة الطوعية، وكذلك العمل على انفاذ مخرجات الحوار الوطني، واشار الى انه سيحرص على الشورى وإشراك المواطنين في الشأن العام والخاص، قائلاً إن هذا سيكون ديدنهم. وفي ختام حديثه توجه الوالي بالشكر الجزيل لرئيس الجمهورية على ثقته، متمنياً أن ينجح في مهمته.

صحيفة الانتباهه.