صلاح الدين عووضة

فاشقق عليه !!


*رمضان كريم… ولكن الحالة صعبة خلاص..

*وفي حديث نبوي وعيدٌ شديد لمن يلى أمر جماعة من الأمة ثم يشق عليهم..

*بل أمثال هؤلاء يدعو عليهم النبي نفسه (اللهم فاشقق عليه)..

*وقد يرد علينا بعض علماء السلطان بأن أولياء أمرنا يجتهدون… ولا يشقون..

*ولكن بين أيدينا التعديل الوزاري الأخير… أصدق مثال..

*فهو تعديل لا يخاطب قضايا الشعب… ولا همومه… ولا ضوائقه المعيشية..

*وإنما يخاطب قضايا (القوم) الشخصية… الذاتية… المصلحية..

*والدليل… إنه لم يبصر أي فشل في طاقم اقتصادي يمشي فشله عارياً بين الناس..

*تركهم بسلامتهم… وطفق يهبِّش في مجالات لا تهم المواطن..

*ومما زاد الغيظ كيلا إنه لم يعر التفاتاً لمطالبات جماعية بضرورة التقشف..

*حتى منسوبو الحزب الحاكم – من الإعلاميين – طالبوا بذلك..

*وقصدوا بالتقشف تقليص المناصب… والهياكل… والوزراء… والصرف الحكومي..

*فإذا بأولياء الأمر يضيفون إلى ما هو موجود… ولا يقلصون..

*أضافوا المزيد إلى مجلس الوزراء… ورئاسة الجمهورية..

*بل حتى مركز دراسات المستقبل (العاطل) عينوا له كبيراً بدرجة وزير قومي..

*وربما نفاجأ بوزراء للمجالس والأجسام الهلامية الأخرى كذلك..

*فيصير لدينا وزير لمجلس الذكر والذاكرين- مثلاً- أو وزير لمجلس الدعاء والتضرع..

*فأسهل شيء في بلادي – في زمان العذاب هذا – منصب الوزير..

*ولا يضاهيه سهولة إلا مسح الشعب – بجرة قلم – من ذاكرة الحكومة..

*وما أطيب هذا الشعب حين ظن أن (السهر) من أجله..

*وأعني حين سهر (القوم) – حتى ساعات الفجر – في قضية التعديل الوزاري..

*قال الشعب الطيب (أكيد هذا السهر عشان خاطرنا)..

*ولا يُلام على هذه الأماني السندسية ؛ فقد بلغت الروح الحلقوم… والسيل الزبى..

*وكانت الصدمة بقدر ارتفاع سقف الأمنيات… والأحلام..

*فهم (ولا على بال) أولياء الأمر خالص… وإنما البال (مشغول بصبيِّة)..

*صبية سمِّها التمكين… سمها الانتخابات… سمها ما شئت..

*وهذا ليس كلام (المرجفين) من الصحفيين وحسب… وإنما حتى الموالين منهم..

*فلأول مرة يصير الصحافيون على قلب (قلم) واحد… عدا قلة..

*وهي القلة التي اشتهرت بأنها تمشي (جوة) الحيط… لا جنبه فقط..

*ولكن أولياء الأمر لا يبالون بكلام عاتب… ولا حادب..

*وخرجوا علينا بتعديل وزاري أتحدى إن كان أحدٌ سواهم قد فهم منه شيئا..

*وذلك بعيداً عن سياق الفهم المنطقي الوحيد بالطبع..

*وهو أن عذابات العباد – والبلاد – لم تكن من بين الأجندة التي ساهروا من أجلها..

*وإنما السهر كان من أجل أجندة فوقية ، موغلة في الترف..

*وختاماً رمضان كريم مرة أخرى… ولكن الوضع (شقَّ) على الناس جداً..

*أفلا يخشون دعوة (فاشقق عليه) ؟!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة