تحقيقات وتقارير

تصفيات العدل والمساواة .. الموت بسلاح الرفاق


أعاد نبأ تصفية حركة العدل والمساواة للقيادي البارز دفع الله ود الملك عضو المكتب التنفيذي للحركة وأحد العناصر المناهضة لجبريل ابراهيم إلى الأذهان مسلسل الاغتيالات والتصفيات الذي ظلت تمارسه الحركات المتمردة لإبعاد كل من يشكل خطراً على قياداتها سواء بالإعتراض على الممارسات السياسية داخلها أو بالمطالبة بالحقوق المسلوبة او محاولة الإنضمام الى السلام الأمر الذي أثر سلباً على وضعها الميداني.

وتشير الوقائع الى ان ود الملك لقى حتفه في حادثة دهس تم تدبيرها من قبل رئيس الحركة جبريل ابراهيم خلال خروجه من جنوب السودان، حيث أشار أفراد من أسرته لقيام جبريل بتصفيته إنتقاماً منه بعد ان اعلن إنسلاخه من الحركة ضمن قيادات أخرى أعلنت سحب دعمها وتأييدها لجبريل قبل إعلان التحاقها بحركة منصور أرباب.

لقي ود الملك حتفه برصاص الرفاق بعد إعلانه والضباط المنشقين معه فشل اللجنة المشكلة في إحتواء الخلافات، بعد رفض جبريل الاستقالة وإقامة مؤتمر استثنائي كحل ناجع لمشكلات الحركة التي تسبب فيها هو ومعاونوه، ورفضه أيضا إطلاق سراح عدد من القيادات الذين زج بهم في سجونه، حسب بيان للمنشقين.

من خلال متابعة ملف الحركات المسلحة وخاصة حركة العدل والمساواة يتضح إن التصفيات التي تحدث داخلها هي نتيجة تطور العنف الذي تمارسه بدءاً ضد المواطنين وانتهاء بقياداتها حيث أصبحت التصفيات إحدى الأدوات التي تستخدمها للوصول إلي أي هدف خاصة وأن حركة العدل والمساواة كغيرها من الحركات المتمردة لا توجد مبادئ تحكمها.

الشواهد في ممارسة الحركة للتصفيات كثيره فقد سبق ان قامت الحركة بتصفية عدد من قادتها، وليس بعيد عن الذاكره قيام رئيس الحركة بتصفية أبناء الميدوب في مجزرة كانت الأكبر من نوعها في تاريخ الحركات المتمردة وذلك فقط لأنهم طالبوا بترقيتهم والإنصاف في المعاملة بينهم وعشيرة رئيس الحركة حينها خليل إبراهيم.

لكن حركة العدل والمساواة يغيب عنها ان هذه التصفيات تؤثر عليها وتضعف من أدائها الميداني فكثير من الهزائم التي تلقتها كان سببها تراجع معنويات المقاتلين داخلها، ولم تكن الهزائم الأخيرة التي تلقتها الا بسبب تراجع معنويات جنودها وهو الأمر الذي أثر عليها ميدانياً.

وأوضحت الأستاذة هيام حسن الخبيرة في شؤون الحركات المتمردة أن أكثر التصفيات داخل الحركات المتمردة كانت تتم داخل حركة العدل والمساواة وحركة عبدالواحد محمد نور وأشهرها تصفية أبناء الميدوب الذين اعترضوا على السياسة التي تدار بها حركة العدل والمساواة وتهميشها لأبناء القبائل الأخرى، مشيرة إلى أن التصفيات تقود الحركات إلى هزائم متكررة، كما أنها تسبب غبناً بين أبناء القبائل داخل الحركات فالآن حركة العدل والمساواة مطالبة بأخذ الثأر من بعض القبائل تجاه الأخرى.

وتقول هيام ان جبريل انتهج مسلك من سبقه في الحركة اذ أقدم في العام 2012م على تصفية عدد من قادتها في حادثة بامينا على الحدود التشادية حيث تمت تصفية محمد أبشر واركو سليمان ضحية حينما قرروا الإنحياز إلى السلام.

مضيفة أن هذه الحادثة أثرت على حركة العدل والمساواة وأدت إلى تشويه صورتها لدى المجتمع الدولي، وأضافت أن التصفيات تسببت في اختلافات وسط الحركات المسلحة.

معلوم ان استقرار الأوضاع الامنية والتنمية التي شهدتها ولايات دارفور ومناطق النزاع اصبحت من الأسباب المحفزة لعودة عدد من المنضمين لحركة العدل والمساواة، ومما لاشك فيه أن التصفيات تسببت في اختلافات وسط أبناء القبائل التي التحقت بالحركات المسلحة عامة وحركة العدل والمساواة بصفة خاصة حيث إنها اصبحت تدمن اسلوب التصفيات تجاه كل من يختلف في الرأي مع قياداتها وكل من يحاول الانضمام لعملية السلام او تأسيس حركة منفردة، وبالنظر الى ولايات دارفور ندرك أنه لم يتبق فيها أي قوى موازية للدولة فجميع مجتمعها اصبح يؤمن بالسلام وضرورة إشاعة الاستقرار.

صحيفة الصحافة.


‫2 تعليقات