مداراتمنوعات

حكاية اغنية “يا مولاي اه من غلبي” و شعرائها الـ “6”


تلك الاغنية المعروفة “يا مولاي اه من غلبي” ليست بقصيدة عادية ولا يمكن وضعها في اي من بحور نظم الشعر المعروفة لانها ببساطة ليست بقصيدة بل هي مجموعة من مربعات الدوبيت كتبت او نظمت في فترات متفاوتة لـ6 من الشعراء المخضرمين وبعضهم لم يعاصر البعض الاخر …هذه القصيدة ينسبها البعض سهواً لشاعرنا الكبير أوكير الدامر (الخير) المشهور بـ(عكير) لأن لأوكير نصب الاسد من الابيات وهو ما مجموعة (12) بيت وهي الاشهر من النص المغني الا ان للقصيدة اباء اخرون وهم : للشاعر المخضرم العباسي و الشاعر ود شوراني و الفنجري و الطيب حاج عبد القادر و ابو قطاطي بالأضافة الي الشاعر الفحل عكير الدامر…
وبحسب ما قرأ محرر موقع النيلين من بعض المجموعات السودانية التي تنشط على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك المهتمة والساعية لتوثيق أغاني الحقيبة فإن الفضل يعود في هذه القصيدة للأستاذ علاء الدين احمد علي بشير كمبال (ود البيه) الذي فكر في تقديم الدوبيت مموسقاً وملحناً حتى يصيب وجدان الأجيال الشابة.

ووفقاً لما نقل محرر موقع النلين من “عشاق الصور التاريخية القديمة” بالفعل قام باختيار عدد من المربعات الشعرية من الدوبيت متوخياً فيها السلاسة والعذوبة والسهولة وقوة المعاني للشعراء الستة وهم محمد شريف العباسي و عكير الدامر ومحمد احمد محمد علي الشلهمة الشهير بالفنجري وعبد الله حمد ود شوراني ومحمد علي ابو قطاطي والطيب حاج عبد القادر ثم وضع الاستاذ علاء الدين في الاغنية مربعين شعريين من تأليفه كما وضع للاغنية (العصا) وهي من تأليفه ايضا مستوحياً نظمها من المربع الذي تبدأ به الاغنية والعصا تتردد بعد كل مربع او مقطع من الاغنية ويقول في عصاه:

يا مَولايا آه من غُلبي
مِن النَارُو حَرَقَتْ قَلبي
ليكون بذلك ود البيه هو شاعر القصيدة السابع …ولنبداء بمطلع القصيدة وهي مربعات الشاعر محمد شريف العباسي الذي يقول فيها :

يا مَوْلَايَ بشكيلَكْ شَقَايَا وغُلْبي
وحَظي الدِيمة من ردَ الأَنيسْ جَافلْبي
طَاْلت السَفْرَّه واتَحفًّتْ مَنَاسِمْ تِلْبي
وهَبَّ الرَّيمْ وعَاوَدَكْ الحِنينْ يَا قَلَبي
***
مَالكْ نَفْسِي مَطْعُونَة تَمَلي تَنِيني
مَالك عِيني للغَميدْ أَبيتي تْلِيني
عَطْشَانْ دِيمة كفحْ الموية ما برويني
كاتلاني الطريفية البريدا قريني
***
غصباً عني فَارقت الضَريح غَير أمري
وكل ماَهبّ نَسَّام مِنَُو زَادْ في جمري
جَرْحي القرَّبْ يبرى وكَادْ يوَّدرْ عُمري
عَوَدُو ليْ تغريد بلبلك يا قمري

ثم تتزين الأغنية بقوافي عكير الدامر :

النَاس عَيدَتْ مَرَقتْ عَليْ أصْحَابَا
وانا فريتْ عَليْ الجَاهلَة السَمِحْ تِرحَابَا
فَاطراً يحكي بَرَّاق البدَودي سِحَابَا
لفَّتْ قَلَبي زي لفْ طَرْحَتَا اللافحَابَا
***
أَخَدَرْ لَيهُو ضُلْ فَوقُو المَحَاسِنْ شَرَّنْ
أَفْلج فَاطرو زَي برق السَواري الكرَّنْ
يِتقَسَمْ مَقَاطِع في المَشِي ويتْحرَّنْ
زي فرخ القطا الأماتو رَكَّنْ وفرَّنْ
***
من البيتْ جَا طَالع بيْ لُطُفْ يتكَّلْ
الطِيب المَفَحلْ بْي القُرُنفُل عَكَّلْ
فوق سَدْرُو وتحتْ تَوبُو الَرهيف ومَشَكَّلْ
يَغطِس ومَرَّة يقْلَع بُرْتُكانْ البركَلْ

ويجىء دور الشاعر الفحل محمد أحمد الفنجري وهو يشكو لعمه من سهام أعين اصابته في مقتل ليقول :

عَمْ الهَادِي نَشَابْ البَريدَا ضَربْنِي
قَسَّمْ نومِي مِن تَيبَانْ حَيَايَ سَلَبَني
حَاكْم إَنصافي أَبَي يقْبَلْ سُؤَاليِ صَلبْني
وصَبْري الكَانْ جميل جَرَّبْتُو كُلُو غَلبْني
***
لَهَجِك زَي لذيذْ عَسَل النَحَل في الضوقْ
يالمَرْدَا الجَمَالِك بَهْدَلْ المَخَلُوقْ
إِتفننتِ فِي دَرْسَ الأَدبْ والذَوقْ
وكُلْ ما عِلينْ الطَبَقَاتْ لِقَنِكْ فُوقْ

و تتلوع الأغنية بمربع شهير لشاعر كبير هو عبد الله حمد ود شوراني الذي يقول فيه :

أَحْ والوَحَه مَا بِتْدُورْ تَفَارِقْ قَلْبِي
أحْ من نار فلانة وجرحها النوسربي
يا نفسيِ الَصبُر لوُكيهُو لا تنْسَلبي
الحَظْ مَا بدُومْ يَومْ غَالبَة يوَمْ تنغَلْبيَ

ثم تأتي ابيات شاعر شندي المشهور الطيب حاج عبد القادر التي قال فيها :

إَِتمنى الدَهَبْ لَو لَونُو يِشْبَه لَونِكْ
وأشتهَت الدُرَرْ لَو هِي تبْقَى سِنُونٍكْ
مَجْنُونْ لَيلي حَالتُو أقل مِن مَجْنُونِكْ
زَيْ مَا ليلي كَانَتْ في المحاسِنْ دُونِك

ثم يضيف ود البيه اليها مربعين الشاعر الفرد محمد علي ابوقطاطي يقول في احدهما:

شَعْرك مُنْتَظمْ زَيْ السَلاَسلْ فَتْلُو
وعِينك تَرقصْ الحَجَرْ إنْ بِقَتْ شَافَتْلُو
الطاؤوسة قَاصْدَه مَشِيَك ومَا عْرفَتْلُو
وأعصَابْ الرآكْ إتكهربَتْ تِلْفَتْلُو

ثم اضاف اليها الملحن والشاعر علاء الدين ود البيه مربعين من أجمل بنات شعره :

كِوْني حَلِيفُو مَالُو عَليَ بِعْلِنْ حَرْبُو
طَالِعْ سَعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَانْ عِندٍي وَاحِد بُعدْوُ أوكَانْ قُرْبُو
مَا بَارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
***
مَمْشُوق القَوَام الما وَجَدتَ نَظِيرُو
خِصَامُو مَعَايْ أَخيرْ ليَّ مِن مِحَنَة غَيرُو
جَافَاني العزِيزْ الكُتَّ ديمة نصيرو
هو يسوي الغلط وانا اسوي كتر خيرو.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين