تحقيقات وتقارير

إفطار (الضرا) .. الغياب بأمر الظروف الاقتصادية.!


(أجرو يا أولاد شركوا لي ناس العربية ديك وجيبوهم للفطور) عبارة بدأ بها أحد رجال مائدة الإفطار ليتبعه التالي بقوله :(اتجمعوا في مكان واحد أفسحوا ليهم المجال يقعدوا وأجري يا ولد جيب زيادة عصير وأكل من جوه وخلي أمك تجهز الجبنة للضيوف) ، هذا هو الحال في الأرياف وبعض الأحياء العاصمية بحيث يشعرك تجمعهم وتساعُدَهم على إفطار المنقطع بمتعه لا تراها بغيرهم فقد كثرت الروايات عن إفطار الطرقات (الضرا) بشكل استنفرت له المجتمعات… (كوكتيل) نقبت حول العادة لترى مدى وجودها والاهتمام بها في الوقت الحالي.

(1)
حول الموضوع ابتدر الحاج عبدالرحيم العائد حديثه إلى (كوكتيل) قائلاً إن إفطار الطرقات (الضرا) التخلي عنه أمر مستحيل فقد نشأنا عليه وعلى العكس فاليوم الذي لا يمر فيه شخص منقطع أو متأخر نعتبره يوما بلا نِعَم فهذه العادة بها قدر من الحسنات (نحن ما دايرين نوقفا وورانا بواصلوها أولادنا، الخير في رمضان ببدأ بيها والحسنات بلموها من الحاجات دي).

(2)
الشاب محمد حسن قال: (الواحد بدل م يعمل صينيتين واحدة يطلع بيها برا والتانيه لي ناس البيت أفضل تكون صينية واحدة يأكلوا كلهم فيها) نسبة لغلاء الأسعار وزيادة التكاليف الخاصة بإعداد الوجبات (بعدين شايف أغلب الناس كلهم ما جابو حاجات كتيرة لي رمضان) والأسباب واضحة فالوضع الاقتصادي قد تفاقم وأصبح هو الحكم وبأمره اختفت كثير من العادات الجميلة.

(3)
ربة المنزل رزان سيد أحمد ذكرت أن التكلفة زادت 50% ، (يلا الناس العايشة في بذخ ديل أصلاً م قاعدين يطلعوا ولا العادات دي هم عارفنها العادات دي حقت الناس البسيطين الدايرين يشاركوا اللقمه ودايما ديل مستواهم المعيشي تعبان بالذات في المدن ، ولو في راجل قال داير يطلع الشارع الزمن دا بس عشان يتفشخر وأغلب الناس المروقة بقت تفطر في المطاعم الفاخرة).!

(4)
محمد العبد تحدث قائلاً : (نحن ما عندنا ناس بتقعد تشرب المويات في بيوتها وقبل أذان المغرب بي دقائق كل زول بشيل صينيتو ويمشي على الشارع وهو الأكل شنو غير لمة).؟…واختتم: (في الأرياف لا تزال تلك العادة موجودة وبشكل كبير أما داخل المدن فقد تراجعت بشكل ملحوظ).

تقرير : خولة حاتم
صحيفة السوداني