رأي ومقالات

لينا يعقوب: ليمنعنا الأمن من السفر إلى السعودية.. لكن لا تزايد جهة على وطنيتنا


ويسألوننا عن المنع؟!
لم أتمالك نفسي حينما لي قال صحفي إن المحقق في جهاز الأمن سأله “في السعودية هل استلمتم مال أو مظروف”؟!
ضحكت وقلت له، ربما لأن الحكومة تطلب الدعم والإعانات والودائع وتعتقد أن الصحفيين يمارسون ذات الفعل، أو في أسوأ الفروض يقبلون العُطية و”مظروف الريالات” ولا يدرون أن معظمهم ليسوا عُرضة للبيع والشراء..

ولكثرة الأقاويل والشائعات سألت الصحفي “أعلم أن معظمكم أرفع من السؤال، لكن هل قبلتم هدايا؟”.. فأقسم وهو يقول “علبة بلح خليناها في الفندق عشان ما توسخ الهدوم”..!

لا يعلم البعض، أننا لا “نخجل” من العمل، وأي دعوة في مجالنا الصحفي كانت في الخرطوم أو الولايات أو الحدود أو في الخارج، نقبلها دون حياء أو تردد، طالما كانت “مهمة صحفية”..

من قبل سافرت إلى الدوحة بدعوة من قناة الجزيرة، وإلى أمريكا بدعوة من الخارجية الأمريكية، وإلى الأمم المتحدة في نيويورك بدعوة منها، وإلى الهند بدعوة من الخارجية الهندية، وإلى جنيف بدعوة من وزارة العدل السودانية، وإلى ألمانيا بدعوة من منظمة ألمانية، وإلى أديس أبابا بدعوة من جهاز الأمن والمخابرات، وإلى القاهرة بدعوة من مجلس الوزراء.. وإلى..إلخ

ورفضنا دعوات إلى بعضٌ من هذه الدول وأخرى أيضاً.. لأننا لسنا من هواة “السفر”.. إنما العمل..!

الوفد الذي التقى طه، وجد تعليقات “ساذجة وسطحية”.. ذلك لأن الصحفي يجلس مع “الشيطان” إن وجده.. يجلس مع طه وأوكامبو وقوش وبومبيو.. يجلس مع “داعش” والسفراء ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة والمنظمات السودانية.. يجلس مع مؤسسات الدولة وأجهزة المخابرات ومع الحركات المسلحة والأحزاب السياسية، يجلس مع رجال الأعمال والمحتجزين والمتهمين والأسر والمواطنين.. لأنه يُمارس “مهنة” مقدسة وليس عملاً آخر..

ثم من يخون من؟

هناك جهات تتحسس من التقاء صحفي بطه؟!
إن كان رئيس الدولة، وهو أعلى سلطة، يلتقي بطه ويتحدث معه بل ويكون وكيلاً لابنته في عرسها، فكيف يخونون من يلتقي به؟!..

من قبل كتب 3 أعمدة عن ولاء طه المزدوج وهو يحمل الجنسية السعودية ويشغل أرفع المناصب ألا وهو مدير مكتب رئيس الجمهورية، وهذا لا يمنعنا إن وجدنا الفرصة من الجلوس معه وطرح الأسئلة عليه..

ويتحدثون لماذا المملكة العربية السعودية في هذا الوقت؟

هذا ليس من اختصاصنا.. فكثير من الصحفيين أكبر من محاولات الاستقطاب، يقفون على الأحداث، يدلون برأيهم ولا يبدلونه، فهم ليسوا ممن وصفهم الإمام الشافعي “إذا الريح مالت مال حيث تميل”..!

 ثم أليست هذه، هي الحكومة ذاتها، التي منعت الصحف من أن تكتب عن مشاركة القوات السودانية ضمن قوات التحالف بطريقة سالبة؟ وبعد أن أرادت تهييج البعض، دعت بعض النواب البرلمانيين لإثارة الموضوع في البرلمان؟!

 نحن لا نكتب بتوجيهات الأمن أو الدولة أو السفراء أو الدول الأخرى.. لا نكتب بدعوة من المنظمات الأممية أو قادة المعارضة.. نكتب المعلومات والأخبار، ونكتب الرأي الذي يمليه علينا ضميرنا، لا أكثر ولا أقل.

ليمنعنا الأمن من السفر إلى المملكة أو غيرها، هذا قرارهم، ولا سلطة لنا عليهم..

لكن لا تزايد جهة على وطنيتنا، ولا يزايد صحفي على مهنيتنا..!
أعيننا كالسهام، مستعدة للتصدي لأي نظرة خاطئة، والله على ما نقول شهيد.   

بقلم
لينا يعقوب