رأي ومقالات

(موهبة) عبد السلام و (زلزال) جدية عثمان (يلا نغني) يهدد عرش (أغاني وأغاني)!


(1) ما أشبه الليلة بالبارحة، نفس الاستقبال (الهستيري) الذي حظي به الفنان الشاب مأمون سوار الدهب في النسخة الماضية من برنامج (أغاني وأغاني)، يناله هذا العام الشاب اليافع عبد السلام حمد، هذه الموهبة الجديدة في عالم الغناء التي أخشى عليها كثيراً من سرعة الذوبان تماماً كموهبة مأمون التي سبقتها والتي ذابت أسرع بكثير من المعدل الطبيعي لفرضية الثبات.
نعم، لن أنكر على الإطلاق إنني من أوائل الصحفيين الذين دعموا مأمون سوار الدهب بشدة وذلك إيماناً مني بموهبته وعلو كعب إمكاناته الفنية، ذلك الدعم الذى يبدو أن مأمون لم يفهمه بالطريقة الصحيحة فظن أنه وصل إلى القمة وصار يتعامل مع الجميع وكأنه (ظاهرة فنية جديدة) فكان ما كان، وفقد مأمون كل الأراضي التي اكتسبها بموهبته بأمر (عنجهيته) وتفكيره (القاصر) الذي قاده إلى (فناء النسيان الكبير).

كثيرون حذروني قبل أيام من إبداء أي إطراء أو إعجاب بموهبة عبد السلام حمد، وذلك خوفاً منهم أن يكون نسخة جديدة من مأمون سوار الدهب، لكنني رفضت تماماً قبول تلك التحذيرات، فالصحافة الفنية دورها واضح وصريح ولايحتمل أي (تغبيش) وهو الإشادة ودعم التجارب الفنية الجديدة المميزة، أما الفهم الخاطئ لصاحب تلك التجربة الجديدة بماهية وأهداف تلك الإشادة والدعم فهو ليس مسؤولية الصحافة الفنية، هي مسؤولية تقع على عاتق صاحب تلك التجربة الجديدة، وهو امتحان صعب للغاية ستخضع له موهبته، حيث سيكون مطالباً آنذاك باستيعاب تلك الإشادات والدعم بطريقة تضمن له استمرارية النجاح، أما (تلقفه) الخاطئ لتلك الإشادات والتعامل معها على أنها محض (بوسترات إعجاب) فهي الكارثة بأم عينها.!

نعم، عبد السلام حمد فتى يافع موهوب حد الثمالة ويمتلك من مفاتيح الإبداع ما يسهل له دخول الكثير من قلاع النجاحات ذات الأقفال الصعبة، فقط يبقى عليه أن يعلم جيداً أن هذه المرحلة هي أخطر مراحل تجربته الفنية بشكل عام، لذلك عليه أن يكون ذكياً وأن يستفيد من التجارب التي سبقته وأن يحرص على عدم تكرار أخطائها والاستفادة بالمقابل بقدر الإمكان من إيجابياتها- هذا إن وجدت من الأساس-.!

(2)
إذا كان هناك برنامج يهدد عرش (أغاني وأغاني) في المستقبل القريب فهو بالتأكيد سيكون (يلا نغني) الذي يبث على شاشة قناة الهلال والذي تقدمه (سيدة الشاشات السودانية) جدية عثمان، وعندما أقول (سيدة الشاشة) فأنا أعني ما أقول، فجدية هي واحدة من مذيعات بلادي القلائل اللائي يمتلكن كل عناصر التميز والنجاح، فهي مذيعة عفوية ومثقفة وتمتلك خبرات تراكمية محلية وعالمية جعلتها اليوم (الوجه الإعلامي السوداني الأكثر إشراقاً) خارج البلاد.

وتهديد برنامج (يلا نغني) لعرش (أغاني وأغاني) ليس حديثاً (استهلاكياً)، بل هو حديث مدعم بالكثير من النقاط وفي مقدمتها جودة المحتوى الذي يقدم عبر برنامج (يلا نغني) والتدقيق الكبير في كل مايتعلق بالتوثيق أو سرد التجارب الغنائية السابقة، وهو أمر لا يتوفر لدى برنامج (أغاني وأغاني) والذى يعتمد في التوثيق على (حكاوي) السر قدور، والتي لا يمكن على الإطلاق أن تكون معياراً للدقة، فقدور يحرص على أن يوثق للأحداث الفنية التاريخية من زاويته هو فقط، أي بمعني أنه يقوم بسرد الأحداث التاريخية الفنية التي يكون طرفاً فيها ولا أعتقد أن تاريخ أغنياتنا السودانية يمكن أن ينحصر في (مغامرات وحكاوي قدور)- متعه الله بالصحة والعافية-.!

نقطة أخرى تنصب في صالح برنامج (يلا نغني) وهي المتعلقة بالإعداد، فذلك البرنامج يشرف على إعداده واحد من أميز المعدين في السودان وهو محمد عكاشة والذي أعتقد أن وجوده في البرنامج أسهم ولدرجة كبيرة في منحه جودة إضافية ورونقاً وبهاء واستثنائية، ولو استمر (يلا نغني) بنفس المستوى في مقبل السنوات فلن يقف في طريق تربعه على عرش البرامج الأعلى مشاهدة أي برنامج آخر حتى وإن كان (أغاني وأغاني) والذي يتعرض هذه الأيام لـ(زلزال) حقيقي.!

شربكة أخيرة:
لا أحد يحتكر النجاح لنفسه، النجاح ملك لمن (يدفع الثمن).!

أحمد دندش


‫4 تعليقات

  1. اولا تقيمك لي جدية عثمان سيده الشاشه السودانيه وعن ثقافتها وتفويتها يدل دلاله واضحه ان حسك الفني ضعف للغايه… المذيعة او المذيع اذا ما كان من صفاته ان يحرص اولا واخير علي الضيف ويتجنب محاولة الظهور هو قبل الضيف يبقي مذيهزاو مذيعه غير مجيد والشيء التاني البعيبو في معظمهم هو كلامهم باللغة الفصيحه لغه فضحه وهم بخاطيبو شعب بسيط وضيف ابسط الفصحي لزومها شنو في تلفزيون السودان وكمان بتظهر عليهم إرهاق شديد في المحاوله علي انتقاء الكلمات ونطقها يا ما العامية دي ماله وبالمناسبه اصلا العاميه بتناسب الحقيبه والكلام عن رموزها هو اصلا نحن ما عندنا برنامج الا اتكلم عن الحقيبه. لو عاوز نمازج لمذيعات سودانيات مجيدات نعمة الباقر وزينب البدوي لو عاوز أزياء ومحاوله لغة فصيحة وظهور علي حساب الضيف بالقي السودانيات وأبدا بجدية وسلمي

  2. مقالك له دوافع معروفة ومكشوفة . حاول ان تكون اكثر دقة وذكاء فيما تكتب والا ستخسر .

  3. أولا اخي العزيز .. لا اعتقد ان الشاب يملك موهبة تتحدث بها الركبان .. فصوته اقل من عادي فاذا تناولته من زاوية عاطفية لصغر سنه فهذا شيء يحسب عليك ان كنت ناقداً فنياً.. الأمور الفنية لا تقاس هكذا بالعاطفة .. بالله عليك اين ابداعه ؟؟؟ كلنا نملك حساً فنياً ونعرف التقييم بالاذن الموسيقي .. خليك منطقي ..

    جدية كانت تقدم برامج منوعات ولم تظهر ثقافة ملفتة للنظر إضافة إلى انها (شفقانة شفقة شديدة) فلو تأنت قليلاً لكان اداؤها اكثر دقة ومهنية (كلام كتير – استعجال – مقاطعة الضيوف كثيراً لتتحدث وهذا سلوك غالية مقدمي البرامج!!!!)

    اخي دندش اراك لم توفق في تناول هذه المواضيع آمل ان تراجع ما كتبت

    لك التحية ورمضان كريم