رأي ومقالات

الطاهر ساتي: فلتجتهد حكومة ياسر يوسف في توفير مناخ الإنتاج، وعندها سوف تأتي شركات الطيران إلى الشمالية وهي تجرجر طائراتها!!


المطارات ..!!
:: مخاطباً نواب المجلس التشريعي، تعهد والي الشمالية ياسر يوسف بتحويل مطارات الشمالية إلى بؤرة لجذب الطيران العالمي، وقال إن من أولويات برنامجه في المرحلة القادمة تشغيل كل مطارات الشمالية، وربطها بمطارات العالم، وخاصة بمطارات جمهورية مصر، وذلك في سبيل إحداث الحراك الاقتصادي المنشود للشمالية، وموضحاً أن الولاية الشمالية تتمتع بمميزات اقتصادية كبيرة ويجب إستغلالها لصالح إنسان الشمالية وكل السودان.. بالتوفيق إن شاء الله لحكومة ياسر يوسف، ولكل مجتهد نصيب من النجاح.. !!

:: هناك مطار دنقلا .. و أبو زيد عبد الله هارون، المديرالأسبق لهذا المطار ، لم يكتف بتحديث وتأهيل المطار قبل عقد ونيف، بل صنع حياة كاملة الدسم بجوار المطار.. وعلى سبيل المثال، كان بجوار المطار العريق فتدقاً هو الأجمل في المدينة، وكذلك مسرح خليل فرح كان زاهياً في تلك الفيافي ، ثم حدائق المطار التي كانت تستقبل أفراح الناس، وغابات من النخيل، و مخازن بمواصفة علمية لتخزين وتصدير الخضر والفاكهة .. وتلاشت كل تلك الحياة، وأصاب الجفاف خضرتها واليباس نخيلها، وتحولت كل المباني – بما فيها صالات وغرف الفندق والمخازن والمسرح والحدائق – إلى خرابات ينعق فيها البوم نهاراً وترتع فيها العناكب والعقارب ليلاً ..!!

:: ماتت أجمل رقعة بعاصمة الشمالية بتوقف حركة الطيران عن هذا المطار العريق، ولم يتحقق الحلم الإستراتيجي لهارون، وهو إنتاج وتصدير الخضر والفاكهة، فاليد الواحدة لاتصفق.. وللأسف، كل الأيدى والعقول المناط بها مهام تحريك عجلة الإنتاج والتصدير وتشغيل مطار دنقلا وتطوير تلك الحياة التي أهدرت فيها المليارات.. نعم مركزية كانت تلك الأيدي والعقول أو ولائية، فهي (مغلولة ومقفولة).. وكما عجزت سلطة الطيران المدني عن تشغيل مطار دنقلا، أيضاً عجزت كل الحكومات التي تعاقبت على الشمالية عن إنتاج وتصدير الخضر والفاكهة رغم توفر الأرض والمياه و الكهرباء والسواعد .. !!

:: وهكذا حال مطار مروي أيضاً..أكبر مطار بالبلد، لايزال مجرد عمالة بلا عمل .. والمؤسف، رغم أنف الأرض الخصبة وكهرباء السد وبحيرة السد، لم يودع مطار مروي طائرة تصدير، ولم يستقبل طائرة سواح.. فالعقول المناط بها تشغيل المطار وتحريك عجلة الإنتاج والتصدير كانت ولا تزال ( مغلولة ومقفولة).. وكذلك مطار وادي حلفا، بالطرف الشمالي لأرض البلد، ذاب في الصحراء لحد عدم تمييز الناس حدود المطار و مدرجها الترابي عن (بقية الفيافي).. والمدهش أن به عمالة بلاعمل أيضاً، أي كما الحال بمطاري دنقلا ومروي.. وكما عجزت سلطة الطيران المدني عن تأهيل وتشغيل مطار وادي حلفا، فان السلطات الأخرى عجزت أيضاً عن الإنتاج والتصدير عبر هذا المطار الإستراتيجي ..!!

:: بالإنتاج والتجارة، تزدهر المطارات وتضج صالاتها بالقادمين والمغادرين .. بالإنتاج والتجارة وليس بوداع و أستقبال المسؤولين وحفنة ركاب كما حال مطارات كل ولايات السودان .. فالدولة – رغم إنفصال جنوبها – شاسعة، وكل ولاية فيها تجاور دولة أو دول ، ومع ذلك تعجز حكومتها عن إدارتها بحيث تكون مركزاً إقتصادياً و تجارياً للعرب والأفارقة.. والمحزن، كل عوامل المركز متوفرة في بلادنا، وهي الأرض والنيل والمطر والسواعد والعقول والموقع الجغرافي .. الحلول الجذرية التي تستقطب الإستثمار وتحرك عجلة الإنتاج بالولايات هي الأفضل في تشغيل الناس والمطارات .. فلتجتهد حكومة ياسر يوسف في توفير مناخ الإنتاج للإستثمار الوطني والأجنبي، وعندها سوف تأتي شركات الطيران إلى مطارات الشمالية وهي تجرجر طائراتها..!!

الطاهر ساتي


‫3 تعليقات

  1. كلام في الصميم استاذ الطاهر ولنا تعليق على كلام السيد الوالي الجديد حول تشغيل المطارات فقلنا من اولها دقسة الولاية تحتاج الى معينات انتاج وتوطين وليس مطارات لبيوت وقرى فارغة من السكان

  2. أول القصيدة كفر يا والي الشمالية ، ناس تعبانة وعندها مشاكل في اساسيات الحياة تقول مطارات ! هسي لو في فوج سواج جا بطائرة والطائرة عاوزة وقود تجيب ليها من وين؟ ولا حتقول في 10 بواخر وقود وصلت الميناء انتظروها

  3. الولايه الشماليه الآن منعدم فيها الوقود أو بالأحرى يباع فى السوق الأسود على ايدى أصحاب المحطات ورجال الأمن برميل الجاز وصل 4 و 5 الف على ايدى أصحاب المحطات والأمن هو يتكلم عن المطارأت من أين الوقود لتلك الطائرات أولا نظف الولايه من هولاء المخربين وبعد كدا فكر فى المطارات التعدين واقف الآن بالولاية الشماليه تماما