صلاح الدين عووضة

أولاد ماما !!


*وماما هنا الحكومة… لا (بتاعة) الزار..

*وأولادها هم المدللون من صغار منسوبيها الذين دفعت بهم إلى مقامات الكبار..

*أو إلى مقامات كبيرة لا تتناسب وصغر مؤهلاتهم النفسية..

*فصغر السن ليس مشكلة… وإنما المشكلة في صغر (العمر) الوجداني لفتى (الوطني)..

*وأحد فتيانها قذفت به إلى مقام أعلى فأصابته (خُلعة)..

*ودلالة خُلعته تقمصه شخصية عمر طوسون عند نزوله من سلم الطائرة الخاصة..

*إنه ياسر يوسف الذي صار والياً من بعد وزير دولة..

*ولا يُلام هو… وإنما تُلام (مامته) التي هدهدته بنغمة الأماني وهو في المهد صبيا..

*مهد التأهيل النفسي والعقلي والحياتي لتولي المناصب الكبيرة..

*تماماً كما تهدهد الأم صغيرها بترنيمة (تكبر وتبقى لي وزير… وتبقى لي سفير)..

*وأمنية سفير هذه تحققت لفتى آخر من فتيان ماما..

*أو حققتها هي له ليقفز من ملحق… إلى مدير… إلى سفير ؛ بزانة الدلع..

*إنه العبيد أحمد مروع الذي كان سفيرنا بتونس..

*وحين أُغلقت سفارته – في إطار التقليص الدبلوماسي – عُين مديراً للإذاعة والتلفزيون..

*فأولاد ماما لا يعرفون أصلاً شيئاً اسمه (يمشي الشارع)..

*أو خلاص دبِّر حالك… أو انفطم من الثدي… أو نتمنى لك التوفيق في مقبل أيامك..

*أما الفتى المدلل الثالث فهو حامد ممتاز… وزير الحكم الاتحادي..

*ولكل من هؤلاء الثلاثة قصة تبرهن على صدق الذي نقول..

*فعدم النضج الوجداني يقود إلى الخُلعة… والخُلعة تقود إلى التصرف الصبياني..

*فممتاز (مرقها) في الصين فور أدائه القسم..

*وفي فترة تئن فيها البلاد من وطأة شح الوقود… وانعدام الدولار… وانهيار الموازنة..

*وليس وحده ؛ وإنما معه عشرون وزير مالية ولائي..

*والحجة (طفولية) مضحكة ؛ وهي تدريب هؤلاء الوزراء… ليكونوا (وزراء)..

*بينما الفتى ياسر قام بفعل لا يقل طفوليةً… وإضحاكاً..

*وذلك من بعد خلعة التشريفات (الملوكية)… وهو بصحبة (حاشيته) المرافقة..

*فلم يقض هناك سوى أيام معدودات حتى فكر في العودة..

*العودة إلى الخرطوم… جرياً على عادة (كبار) الولاة… ومن شابه كباره فما ظلم..

*ليفعل ماذا ؟!.. ما من (شديد قوي) بالطبع… ولكن الجديد (شديد)..

*ربما ليُقال الوالي أتى… الوالي شرَّف… الوالي رجع..

*وعلى أية حال نقول له : ألف حمداً لله على السلامة… من حادثة رحلة (العودة)..

*ونختم بالفتى الذهبي الذي ليس بـ(أكبر) من أخويه هذين..

*فإن كان ياسر فكر في الرجوع إلى الخرطوم فهذا فكر في الرجوع إلى تونس..

*تخيَّل ؛ يرجع تونس ليقول لرئيسها (مع السلامة)..

*يا أخي طيب لماذا لم تقل هاتين الكلمتين هناك قبل أن (تجينا طاير)؟!..

*ولكن من يسائل (أولاد ماما) ؟!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة