زهير السراج

البرنامج الإنتخابى لرئيس الجمهورية !!


* وتتوالى القصص والرويات عن مستشفى الخرطوم لعلاج الاورام (مستشفى الذرة)، ونحتسبها فى ميزان البرنامج الانتخابى القادم لرئيس الجمهورية الذى قال فى إجتماع مع حكومة ولاية الخرطوم، بأنه يكفى أن يقدم إنجازات وزارة الصحة بالولاية فى الخمسة أعوام السابقة، ليدخل الانتخابات القادمة، ونقول له مبروك مقدما، فمن غيرك يعطى للشعب معنى أن يعيش وينتصر !!

* قبل عامين كنت شاهدا على احداث ومواقف في هذا المكان البائس البئيس المسمى (مستشفى الذرة) لا تخطر على قلب أبالسة الانس والجن ..
* الموقف الاول: كنتُ مرافقاً لاحد اقربائي (انتقل الى رحمة مولاه، نسأل الله له الجنة، ولصغاره واسرته الصبر والسلوان) اثناء جلسة العلاج الكيمائي في المستشفى .. هذا المكان من شدة بؤسه ووسخه لا تتسع السطور لوصفه، ولكن لأنه لم يكن هنالك بديل لأخذ الجرعة إلا فى هذا المكان القذر، كان لا بد من البحث عن افضل الحلول لتفادي التأخير وبؤس العنابر، فكان خيارنا الجناح الخاص!!

* حسب الوضع الطبيعي أن تَدفع الرسوم مباشرة للخزينة بموجب ايصال مالي، وعليه تتم اجراءات الدخول للعنبر واخذ الجرعات!!
* ولكن .. إذا قمتَ بدفع الرسوم للخزينة واستلمت الايصال، يحدث التأخير و(الجرجرة) و(اللولوة) من المسئولين عن العنبر، وتكون الحجة عدم وجود غرف شاغرة، وعليه لابد من الانتظار، ربما اسبوعين او ثلاثة او اكثر!!

* أما إذا دفعتَ الرسوم لمسئول الجناح مباشرة (وهذا ما حدث)، يطلب منك ان تنتظر في صالة الاستقبال، وبعد فترة يأتي لك بمفتاح إحدى الغرف، ويلح عليك ان تذهب بسرعة الى الغرفة بدون التحدث الى احد، وعدم مغادرتها حتى يأتي (هو) بالجرعة ويبدأ الجلسة !!
* وهذه الغرف التى تسمى بالجناح الخاص، قمة الوسخ والبؤس .. فراش السرير من شدة اتساخه اصبح كالحطب، التراب والاوساخ في كل مكان، ريحة الحمام ترمي الصقر من علاه، رائحة المطبخ وتجهيز الطعام تملأ الممرات … !!
* الموقف الثاني: في نفس تلك الايام كنتُ في الصيدلية لصرف الجرعة، وعند وصولي للسلالم وجدت شابا مصابا بالمرض اللعين على كرسي متحرك ومعه اخوه وامه، يريدون الصعود للطابق الثاني حيث العنابر!!

* بعد ان أفادوهم بتعطل المصعد، قمنا بحمل الكرسي عبر السلالام حتى الطابق الثاني، وكانت المفاجأة في اليوم التالي مباشرة، أننا رأينا المصعد يعمل بصورة طبيعية ولا يشكو من شئ، وعرفنا السبب ــ وإذا عُرف السبب بطل العجب ــ فأحد المسؤولين جاء لزيارة قريب له، لذلك قاموا بتشغيل المصعد تكريما لسيادته، وبعد انتهاء الزيارة عادت حليمة لعادتها القديمة، واغلق المصعد بحجة التعطل !!
(من مذكرات مرافق سابق لمريض)

* هذا غيض من فيض، ونفتح الفرصة لكل من له تجربة فى مستشفى (الذرة )، أو إحدى مستشفيات ولاية الخرطوم أن يتفضل بروايتها، حتى يكتمل البرنامج الإنتخابى لرئيس الجمهورية لانتخابات 2020، مع الشكر والتقدير!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. نفس غياب العقل والبصيرة الكانت عند القذافي…حصل نفسك احسن ليك