الصادق الرزيقي

نهايات قريبة


لا تنفصل زيارة السيد ثابو مبيكي رئيس الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى التي تتولى الوساطة في قضايا السلام في البلاد الذي وصل الخرطوم اليوم ومعها زيارة المبعوث القطري،

لا تنفصل عن التطورات الجارية على صعيد المعارضة والحركات المتمردة خاصة بعد اجتماعات باريس الأخيرة.
> فالمعروف أن المجتمع الدولي ترك قضايا السودان وراء ظهره، وتراجع الاهتمام بقضايا دارفور والمنطقتين، وصمتت الحكومات الغربية وأبواق إعلامها عن الكلام المباح في قضايا المنطقتين ودارفور، وساعد هدوء الأوضاع وتحسّنها واستتباب الأمن في ولايات دارفور والتزام الحكومة وتجديدها لوقف إطلاق النار كل ستة أشهر، في إشاعة أجواء من الرضا العام ودنو ميقات الاستقرار والسلام وتوديع أزمنة الحرب والقتال .

> في الزيارتين للسيد مبيكي والمبعوث القطري حديث مباشر وصريح عن استئناف جولات التفاوض حول دارفور والمنطقتين، في أديس أبابا والدوحة، فبعد لقاءات ألمانيا التي تمت في الفترة الماضية وهي جولات تفاوض غير رسمية بين الحكومة والحركات المتمردة، ثم اجتماعات مجموعة ما يسمى بـ»نداء السودان» في باريس وانسداد الأفق السياسي أمام هذه المجموعات، وإبلاغ الدول الغربية لرموز المعارضة بتوقف دعمها المادي والمعنوي لها ونصحها بالانخراط في العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات، فليس أمام حركات دارفور المتمردة من خيار غير الانخراط في العمل السلمي والقبول بما يقرره الأمر الواقع والانصياع لمنطق التنافس عبر صناديق الاقتراع، أو البحث عن وسيلة سلمية للتخلص من الحكم القائم ..

> وتقتضي هذه العملية السياسية إذا كانت هي الخيار الوحيد، الالتحاق بها عبر منبر تفاوضي مع الحكومة، وبالطبع هذا المنبر جاهز ومتفق عليه وهو منبر الدوحة وعبر الوثيقة التي بُني عليها الاتفاق السابق مع بعض الحركات التي ارتضت السلام.. ولهذا جاء المبعوث القطري ليؤكّد جاهزية المنبر والاستعداد لاستئناف المفاوضات واستضافتها ..

> في ذات الوقت أعلن قطاع الشمال عبر أجنحته المتصارعة كل على حدة، حرصه على مواصلة التفاوض، بل إن فصيل ياسر عرمان أعلن صراحة زهده في العمل المسلح واستعداده للمشاركة في المسار الديمقراطي، وتشير الأوضاع على الأرض في جنوب كردفان والنيل الأزرق، أن مجموعة عبدالعزيز الحلو الذي استأثر بالجناح الأكبر من قطاع الشمال بالحركة الشعبية والجيش الشعبي، ستواصل التفاوض وستشارك في الجولة القادمة وهي أكثر رغبة في التوصل إلى حلول دائمة في المنطقتين، وعلى هذه التطورات جاءت زيارة السيد امبيكي لوضع الترتيبات الختامية لانطلاق الجولة القادمة عقب عيد الفطر المبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقد تكون جولة خاتمة لأشواط المفاوضات ومحطة أخيرة يتحقق فيها السلام .

> بالنظر إلى كل هذه التطورات الجارية، فالطريق باتت أقصر وأقرب لتحقيق السلام والاستقرار، ووقف الحروب المدمرة ورؤية فجر جديد ومشرق للسودان كله، فهل سنجني ثمار هذه الفرص التي لاحت أم تظل الحرب لعنة تطارد البلاد …!؟

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة